خبر منذر ومعتز لم يولدا في بطن واحد ولكنهما فضلا الشهادة في يوم واحد

الساعة 10:13 م|23 أغسطس 2011

منذر ومعتز لم يولدا في بطن واحد ولكنهما فضلا الشهادة في يوم واحد

الشهيد إسلام : بدي اطخ اليهود واحد واحد

فلسطين اليوم - غزة

لعلها الحكاية تبدأ بحي الشجاعية بمدينة غزة، في إحدى شوارعها الفرعية والذي يطلق عليه بشارع وادي العرائس هذا الشارع الذي شهد العشرات من شهداء عائلة قريقع ولكن كان أصغرهم الطفل إسلام الذي يبلغ من العمر العامين.

 

فاضت العين بدمعها...والقلب يعتصر ألما وغصة...وتاهت الكلمات عن معانيها...وصمت يسود المكان لا ندرى ماذا نحكى و نقول...والقلم يخجل أن يكتب عنكم اى شئ ...  والصوت كله حزن وشجن...فأي موقف نقف اليوم  أمام عظمتكم أيها الشهداء الأطهار.

 

لكل أمة فلسطينية  ألمهاً ومعاناتها ، ولها قصة تدمع العين وتبكى القلب وتشغل الفكر فأم منذر وهى والدة الشهيدين الدكتور منذر والمجاهد معتز وجدة الطفل إسلام.

 

عيون ملؤها بريق حزنٍ ونظرات حملت في طياتها آلاف المعاني وتنهيدة قلب مذبوحٍ خرجت من صدر أم مكلومة لفراق الأحباب و لربما الحزن في عيني  أم منذر قريقع والدة الشهيدين عندما التقينا بها لا يمكن وصفه فكلمة الحمد الله  والرضا و الثناء عليهم التي خرجت منها تم تبعها دموعها والتي كانت كافية لتعبر عن ما بجوفها من الآلام وحزن دفين و قالت:"  الله يسهل عليهم و يرضى عنهم يارب لقد كان منذر قبل ما يطلع على شغله يأتي لي ليستودعني ويطمئن علي، وكذلك معتز الله يرضى عنهم يـارب".

وأوضحت والدة الشهدين أم منذر بأنه ولد الشهيد منذر في 1/6/1979 أما الشهيد معتز في 24/9/1982 ولقد كانا بمثابة الأبناء الباران بوالديهما حنونان محبوبان من قبل الجميع متمسكين بكتاب الله وبالأخلاق الحميدة.

وأضافت بحرقة:" أما حفيدي إسلام فكان ذكى جدا كان دوماً يمسك المسدس البلاستيكي ويقول "لي بدي أموت اليهود واحد واحد ، و يحكي لي يا ستي بدى أموت من اليهود طخ طخ" فعلا  تحقق الكلام الله يرحمهم يدخلهم جنات الفردوس الأعلى".

 

أما زوجة الشهيد معتز  الحافظة لكتاب الله المتفوقة في دراستها الجامعية التي حصلت على الامتياز قبل شهر والتي بدأت مرهقة حيث أنها حامل بطفل سيخرج إلى الدنيا محروم من كلمة بابا ومن عطف وحنان الوالد قالت لنا :" لم يتحقق حلم معتز بعد فقد كان نفسه أن ادرس و أكمل دراستي  في الماجستير   كان دائما يحكى لي بدى اخليكي تسافري  تدرسي ماجستير  ودكتوراه في تركيا".

إسلام... الطفل

بينما وهي تحدثنا عن الشهيد الطفل إسلام اغرورقت عيناها بالدموع وقالت:" حبيبي  إسلام لقد ولد في 9/9/2009 و من الصدف بأنه ولد في التاسع عشر من رمضان واستشهد في نفس اليوم .

وسردت أم إسلام لنا أحد المواقف الجميلة التي مرت بها مع طفلها الشهيد حيث قالت:" ففي يوم حفل تخرجي كان يحكي ماما تتصورى ويظهر عليه السرور والفرح الشديدين ولقد كان طفلاً نشيطاً جميلاً سعيداً جداً بهذا اليوم حيث اخذ بالركض في أنحاء متفرقة بالجامعة ويمازحني ويقول ألحقيني ولكني لم استطع أن امسك به الله يسهل عليهم.

معتز..أخلاقه وصفاته

 

و أطلقت تنهيدة الم وغرقت ببحر من الدموع قبل أن تضيف لنا لتحكي لنا عن صفاته وأخلاقه :" لقد كان كريم كثير  وفي منتهي الحنان ،  طيب ، صادق ، لم يعرف الحقد والكره يوماً ما في حياته يعطي دون مقابل ، الحمد لله كان يرضي الكل".

منذر الدكتور.... والإنسان

أما زوجة الشهيد الدكتور منذر تحدثت لنا عن زوجها بعبارات مصحوبة بالحزن الشديد و الدموع تنهمر من عيونها حيث قالت:" انه كان طيب وحنون إلى أبعد الحدود  يعطف على الصغير والكبـير ولا مرة زعلني أو ضايقني في حياته" ، واستردفت في الحديث قائلةً:"لقد غادر الحياة مخلفاً وراءه  باسم الذي يبلغ من العمر عامين وأربعة شهور و الطفلة  يارا التي لم  تتجاوز العام بعد حرمهم لاحتلال  من كلمة بابا  حسبنا الله ونعم الوكيل". 

 

يوم الاستشهاد والفراق

وبمزيد من الألم الذي عبرت عنه زوجة الشهيد معتز عندما قالت لنا عن يوم الاستشهاد عندما كان يلعب إسلام على حصانه الخشبي وفجأة سقط منه لينزف دماً من رأسه الصغير فخفنا عليه شديداً واتصلت في والده ليأتي فوراً لينقله للمستشفي وبالفعل بعد عودته توجه برفقة أخوه الدكتور منذر إلى مستشفي الشفاء وقد ركبا الدراجة النارية وهناك بعد إجراء اللازم وأثناء عودتهما كان صوت طيران كثيف بالجو وتبدو الأجواء ليست بالجيدة الكثيرين اخبروا سلفي بأن يأخذ إسلام الصغير ولا يركب مع معتز خوفاً على سلامته ولكنه رفض وقال "وما لهم نستشهد نستشهد شو بدنا نعمل باللي كاتبه ربنا بدنا نشوفه "وبالفعل في ذلك اليوم لم يعودا إلى المنزل"

وأضافت وهي تحاول أن تخفي دموعها :" نعم لقد انتظرتهم طويلاً وشعرت بتأخرهم وبالفعل كنت كلما اسمع صوت دراجة نارية أقول هاهم قد عادوا ولكن للأسف .... لحظات وبلغنا بخبر استشهادهم ...الحمد لله... والله يرحمهم.

 

أما زوجة الشهيد الدكتور منذر فقد كانت تتأمل أن تعود من المستشفى برفقة زوجها سالماً ومعافى.

نعم لم ينشأ في بطن واحد ولم يلدا سوياً ولكنهما كانا أكثر من توأم روح حيث زف الشقيقان  منذر ومعتز في الدنيا سوية يوم زواجهما، ورزق كل منهما بطفله الأول اسلام وباسم سوياً و ها هما يزفان إلى جنات الفردوس الأعلى سوياً.

 

 ستبقى دماؤكم قبساً من نور يضيء لنا الطريق ، وستبقى روحكم تحلق في سماء الوطن.