خبر في ظل عدم وجود معارضة- هآرتس

الساعة 07:50 ص|22 أغسطس 2011

في ظل عدم وجود معارضة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

التصعيد في الجنوب يتضمن كل العناصر التي تسمح لرئيس الوزراء بالعمل كما يحلو له دون معارضة ذات مغزى. استمرار نار الصواريخ على مدن اسرائيل، وهو عمل اجرامي جدير بالتنديد دون تحفظ، يجبي ثمنا باهظا من سكان الجنوب، بالاملاك والانفس، يشوش الحياة العادية في الدولة ويرفع مستوى الضغط على بنيامين نتنياهو لامطار غزة بذخيرة التدمير، لاعادة بناء "قدرة الردع" واحلال "تغيير في المعادلة".

        الضغط ليس فقط من أحزاب اليمين، التي تفضل بشكل تقليدي الحلول المستندة الى القوة، او من أعضاء المجلس الوزاري والسباعية، الذين في معظمهم يمثلون مذاهب فكرية عدوانية. بل ان حزب المعارضة المركزي "كديما" الذي يفترض أن يشكل كابحا وحاجزا بين الحكومة وقرارات أجرها قد يضيع بخسارتها، يدفع نتنياهو نحو تحقيق التفوق العسكري لاسرائيل على حماس وباقي المنظمات في القطاع.

        رئيس لجنة الخارجية والامن وعضو كديما، شاؤول موفاز، قال أمس ان "الدولة ملزمة بان توسع خطواتها حيال حماس وتدفع بالبنى التحتية الى الانهيار". يوحنان بلاسنر، القائم بأعمال رئيس كديما، وعد بان "اللجنة ستسند كل خطوة من الحكومة لاعادة ترميم الردع حيال حماس". بل ان رئيسة كديما، تسيبي لفني، ذهبت بعيدا فأعلنت أول أمس بانها ستسند حكومة نتنياهو اذا ما خرجت هذه الى حملة واسعة النطاق. وقالت: "الارهاب يجب قتاله بالقوة".

        حقيقة أنه بين نتنياهو وبين اعادة تمثيل الحملة العسكرية العنيفة من العام 2008، "رصاص مصبوب"، لا يفصل أي محفل سياسي ذي مغزى، تدل على أن كديما، الذي يفترض به أن يقود المعارضة، يخون مهمته. ولكن الاهم من ذلك: هذا فراغ سياسي ينقل كامل المسؤولية الى شخص واحد فقط. بالذات لان كل الامكانيات مفتوحة امامه، ورغم ميله للخضوع لضغوط محافل سياسية، على رئيس وزراء اسرائيل أن يستخدم التفكر الاقصى وان يتصرف بضبط للنفس. مصلحة اسرائيل ليست في التطرف في جولة العنف الحالية بل في العمل بتوازن في ظل محاولة البحث والعثور عن نقاط التوافق التي ستحطم الدائرة الدموية التلقائية.