خبر لنبعث برسالة الى حماس.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:25 م|21 أغسطس 2011

لنبعث برسالة الى حماس.. اسرائيل اليوم

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: الرسالة لحماس يجب أن تكون الا تتحدى اسرائيل لدرجة دفعها الى التفكير بامكانية شن عملية برية لتحطيم حكمها. ومثلما تصرفت في الماضي، من المتوقع لحماس أن تتوقف في اللحظة التي تشعر فيها بان اسرائيل توشك على الجنون - المصدر).

وزراء محفل الثمانية الذين اجتمعوا في ساعة متأخرة من الليل في وزارة الدفاع كانوا مطالبين بان يحسموا بين عدة امكانيات، تراوحت بين رد شديد ولكن رمزي على وابل الصواريخ القاتلة التي اطلقت أمس على بئر السبع وبين رد شديد جدا يوضح للطرف الاخر بانه تجاوز الحدود حتى بثمن التصعيد.

في النقاش، وفي سلسلة تقويمات الوضع التي سبقته، تحول الميل الذي ساد حتى ساعات المساء المتقدمة، والذي بموجبه كان يمكن "احتواء" الحدث وانهاؤه، في غضون ساعات.

الثمن الدموي في عاصمة الجنوب (وكذا التقارير بان حماس شاركت في اطلاق الصواريخ) أوضحت بانه في غزة يوجد من يحاولون تغيير قواعد اللعب التي تصمم الهدوء في الجنوب.

من ناحية اسرائيل، المعاني الناشئة هي تشديد النشاط ضد صاحب السيادة في غزة – حماس. واذا كان معظم الهجمات حتى يوم أمس موجهة نحو منظمة لجان المقاومة الشعبية التي عمل رجالها قرب ايلات، وضد نشطاء الجهاد الاسلامي الذين يساعدوهم، فمن الان فصاعدا النية هي للايضاح لرب البيت في القطاع بانه سيدفع ثمنا على استمرار اطلاق النار: كلما تصاعد اطلاق النار، سيرتفع الثمن بناء على ذلك.

مثل هذه السياسة تنقل المعضلة مجددا الى غزة، حيث المصلحة العليا لحماس هي حماية "مشروعها" او "القلعة" – الدولة السنية التي اقامتها في القطاع. معقول الافتراض انها لن تعرض للخطر هذا الانجاز من أجل بضعة اشخاص قتلى من "اللجان"، ولن تتحدى اسرائيل لدرجة دفعها الى التفكير بامكانية شن عملية برية لتحطيم حكمها. ومثلما تصرفت في الماضي، من المتوقع لحماس أن تتوقف في اللحظة التي تشعر فيها بان اسرائيل توشك على الجنون.

هذه الرسالة بالضبط ينبغي لاسرائيل أن تبعث بها الى حماس وفورا. وذلك ايضا كي تضغطها، ولكن ايضا لانه حقا ليست لدينا مصلحة في تصعيد واسع.

وبالتأكيد ليس عندما تكون العلاقات مع مصر على هذا القدر من الهشاشة (في جهد اعلى نجح جهاز الامن في الاتفاق على تحقيقات مشتركة للعملية في ايلات والتي قتل فيها افراد من الشرطة المصرية، ومنع النية لاعادة السفير المصري من تل أبيب)، والشرعية الاسرائيلية في العالم بحاجة شديدة الى الائتمان.

هذا أيضا هو الموقف الذي عرضه على القيادة السياسية قادة جهاز الامن – وعلى رأسهم رئيس الاركان ورئيس المخابرات – الذين تعد الجولة الحالية هي التحدي الحقيقي الاول بالنسبة لهم في مناصبهم. من ناحيتهم، على غزة ان تتلقى ضربة نبوت، ولكن ضربة في نهايتها استعداد لاعادة التهدئة بقواعدها السابقة: هم لا يطلقون النار، واذا اطلقوا – فنحن سنرد وفورا.

اليوم القريب سيقرر اذا كان هذا ممكنا أم أن الجنوب سيعلق في الايام القريبة القادمة في تصعيد حاد ومنفلت العقال.