خبر يسار يحيموفيتش الفاسد .. هآرتس

الساعة 12:24 م|21 أغسطس 2011

يسار يحيموفيتش الفاسد .. هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: يجب على اليساريين الحقيقيين في اسرائيل أن يتحللوا من شيلي يحيموفيتش التي تمثل بآرائها القومية يسارا فاسدا يؤيد السلب والنهب في المناطق المحتلة والمشروع الاستيطاني الآثم – المصدر).

خرج اليسار المزيف مرة اخرى من الخزانة ويسمى هذه المرة شيلي يحيموفيتش. فقد كشفت المرشحة لرئاسة العمل في مقابلة صحفية مع غيدي فايس في ملحق صحيفة "هآرتس" عن تصورها العام وهو: اشتراكية – ديمقراطية بلا اخلاق وقومية كاليمين بالضبط ويسار مشوه وفاسد. ان العمل القديم السيء عاد من الدثور فهو عدالة اجتماعية للاسرائيليين فقط أما الباقون فانهم دون البشر. وهذا ممكن فقط في دولة فيها الاشتراكيون الديمقراطيون مشروع السلب والاشتراكية الديمقراطية الآن متابعة نهجهم.

إشربي يا شيلي زيت الزيتون المنتج في مستوطنة هار براخا التي لم تبدئي حتى فهم لعنتها، فهو سيلذ لك. لكن زيت الزيتون المنتج من اشجار مسلوبة في اراضي ظلم لا يمكن أن يصل الى فم انسان ضمير. أتقولين إنك تعارضين القطيعة؟ سيجب على كل انسان اخلاق منذ الآن أن يقطع معك. فالكل ما عدا يحيموفيتش في الانتخابات التمهيدية.

كنا اعتقدنا أننا فطمنا أنفسنا. وأن العمل ندم على خطيئة المستوطنات التي هو مسؤول عنها أكثر من كل حزب آخر. لكن يحيموفيتش في صيف 2011 ايضا لا ترى فيها أي خطيئة. فالارض مسروقة، وأصحابها مضطهدون وشعبها مضروب يحيا تحت سلطان الاضطهاد بسبب وجود المستوطنات – ومن تطالب بالتاج لا ترى في ذلك أي خطيئة. وعندها تفسير أصيل على وجه خاص وهو أنها كانت مجمعا عليها. فاعلموا منذ الآن أن جميع مظالم التاريخ وجرائمه ستُسوغ برجوع الى الوراء اذا كانت مجمعا عليها فقط.

لم تهتم أميرة الاشتراكية الديمقراطية الاسرائيلية قط بمتاعب وحواجز برنامج عمل العمال الفلسطينيين غير الانساني، ولا بعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل الذين أنتجهم الاحتلال الذين يُمنعون من العمل لانتمائهم القومي.

انها لا تهتم سوى بفقراء شعبها. لكن على مبعدة نصف ساعة سفر عن بيتها يكتظ كل ليلة على الحواجز آلاف العمال كالبهائم. وينام آلاف آخرون كالحيوانات ولا يهم ذلك كاهنة العدل الاجتماعي. فكما لا توجد اشتراكية ديمقراطية في العالم لا تهتم بحقوق المهاجرين في بلدها، لا يوجد يسار اسرائيلي حقيقي لا يكافح هذه المظلمة.

ولا ترى يحيموفيتش ايضا علاقة بين المبالغ الضخمة التي تصب على المستوطنات وبين الضائقة الاجتماعية. تقول مفكرة اليسار انه "لا يوجد لهذا صلة بالواقع". لماذا؟ لان مدرسة بنيت في المستوطنات كانت ستبنى في اسرائيل ايضا. فكل شيء عندها مال كما هو عند بنيامين نتنياهو ونوحي دانكنر، لكن اذا تركنا النفقات الضخمة المخصصة لحماية تلاميذ هذه المدرسة والمخصصات الضخمة لاجهزة المستوطنين – فماذا عن عدم اخلاقية انشائها؟ هذا شيء لا تفكر فيه.

مع يسار كهذا لا نحتاج الى يمين. فهذا يسار فاسد لا يفهم أن العفن الذي يدافع عنه سيلصق بنظريته كلها. وأنه لا يمكن تأسيس عدالة اجتماعية فوق قاعدة فاسدة. وحينما ثار هنا احتجاج اجتماعي مدهش تدهورنا واحدة من معلماته الروحانيات الى الوراء الى ايام ظلام العمل، الذي كانت واحدة من يديه تهتم بالعمال وعملت يده الثانية في السلب. وفي الحين الذي يبدو فيه خاصة أن الاسرائيليين بدأوا يثيرون الاسئلة الصحيحة جاءت هذه المقابلة الصحفية المهمة لتصفع وجوهنا.

قبل نحو من عشرة اشهر نشرت هنا مقالة عنها عنوانها: "وزيرة رفاهية السويد". اعتقدت آنذاك انها تلائم أن تكون وزيرة رفاه اسكندنافية لكنها (الى الآن) ليست زعيمة اسرائيلية. وكتبت في نهايتها، واعذروني لعدم التواضع: "نافسي يا شيلي نافسي، لكن استجمعي الشجاعة آخر الامر وارفعي جميع الأعلام". اعتقدت آنذاك لغفلتي، أن مشكلة يحيموفيتش في الانتهازية وعدم الشجاعة في مد يدها الى النار، ومن هنا جاء اكتفاؤها بنضالات شعبوية كنضالات ملوك المال ومن اجل العمال. واعتقدت أنها تفهم في أعماق قلبها أن العدالة الاجتماعية لا تساير الاحتلال وأن الخوف وحده يسكتها لكن كنت واهما. فليست الانتهازية وليس الجُبن بل شيء اسوأ بأضعاف مضاعفة وهو تصور عام قومي ظلامي، ذو اخلاقية مزدوجة، مؤداها ان العدالة الاجتماعية تقف عند الخط الاخضر. فيجب الآن على جميع الباحثين عن العدالة الاجتماعية ان يتحللوا من عدوة العدالة هذه. وُلد نجم جديد في العمل، نجم القوميين والمستوطنين.