خبر غزة: « إسرائيل » تسرق فرحة أصحاب المنازل المرممة

الساعة 05:53 ص|21 أغسطس 2011

غزة: "إسرائيل" تسرق فرحة أصحاب المنازل المرممة

فلسطين اليوم- غزة

"لم يستطع أصحاب البيوت المدمرة والمتضررة بقطاع غزة التي أعادت وكالة الغوث الدولية "الأونروا" أعمارها، وصف مشاعرهم وفرحتهم الكبيرة لعودتهم لمنازلهم بعد التشرد والإذلال، إلا أن تجدد القصف أعاد إلى أذهانهم مشهد الحرب الأخيرة على القطاع، وجعل فرحتهم منقوصة خوفاً من تكرار المشهد.

فما زالت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، راسخة في ذاكرة الفلسطينيين رغم مرور أكثر من عامين عليها.

فالحرب أحدثت دماراً شاملاً وكأن زلزالاً ضرب القطاع، فالبيوت الفلسطينية أصبحت إما مدمرة بالكامل أو صامدة ترفض السقوط ولكنها بأية حال لا تصلح للسكن، والأراضي الزراعية أصبحت أكواماً من التراب لا يعرف أصحابها حدودها.

ويقول المواطن أحمد أبو دقة من بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة: إن 'بيته المكون من دورين كل طابق منهما مُقسم لشُقتين ويعيش بداخلة قرابة 14 فرداً هدم بشكل شبه كلي من قبل جرافات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب'.

ويوضح، أنه ذاق الأمرين هو وعائلته لعيش داخل خيمة من البلاستيك على أنقاض منزل، إلى أن تم إعادة بنائه من جديد على يد أهل الخير.

وبدا أبو دقة غير قادر أثناء حديثه على وصف فرحته وشعوره التي انعكست على ملامح وجهه في اللحظات التي تسلم مفاتيح بيته من قبل وكالة الغوث التي أشرفت على البناء.

ويضيف "البيت يصلح للسكن الآن ولكن ما زال بحاجة لنوافذ وأبواب"، غير أنه رٌغم ذلك يشعر بارتياح شديد لعودته له.

وعبر أبو دقة عن شكره الكبير لكل من ساهم في إعادة بناء منزله وعلى رأسهم وكالة الغوث، مطالباً باستكمال بناء وترميم ما تبقى من المنازل المدمرة بالحي المذكور.

ويقول: "نرجو من المجتمع الدولي أن يضع ضمانات على قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدم الإقدام على هدم منازلنا مرة أخرى، خاصة أن القصف الذي يشهده القطاع حالياً أعاد لأذهاننا مشهد الحرب وتدمير المنازل، ما دفع لقلوبنا الحزن والخوف، ونتمنى أن تسير الأمور على ما يرام".

ولم يختلف شعور المواطن أيمن خضر من سكان جباليا شمال القطاع وصاحب أحد البيوت المكونة من طابقين تعرض للهدم الجزئي خلال الحرب، فمشاعر السعادة بالعودة للبيت اختلطت بالقلق والخوف نظراً للتصعيد الأخير على غزة والذي ينذر بحرب جديدة.

ويبين خضر أنه عاد قبل حوالي 4 شهور للعيش بمنزله من جديد بعد عام ونصف من التنقل بين البيوت بالإيجار في أعقاب تدمير أكثر من نصف منزله.

وتمنى أن يكتمل بناء ما تبقى من منازل سكنية مجاورة بالحي الذي يقطن به، شاكراً كل من ساهم في إعادة بناء وترميم الجزء المدمر من منزله.

في حين طالبت المسنة حليمة أسعد والتي تعيش داخل بيت مكون من ثلاث طبقات يقطنه 25 فرداً تعرض لتدمير جزء كبير منه بالحرب بضرورة الاستمرار في دعم سكان المناطق الحدودية خاصة المتضررين من أصحاب البيوت المدمرة والأراضي المجرفة.

ودعت كل العالم وعلى رأسهم المؤسسات الدولية لتوفير الحماية لسكان الحدود القريبين من الاحتلال الإسرائيلي، الذين تتعرض منازلهم وبيوتهم على الدوام للقصف والتجريف، بهدف ترحيلهم وتهجيرهم.