خبر بقية آب: اللحظات الاخيرة- اسرائيل اليوم

الساعة 09:24 ص|19 أغسطس 2011

بقية آب: اللحظات الاخيرة- اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

ليس واضحا الى الان هل سيكون تسونامي في ايلول. فربما يؤجل الى تشرين الاول وربما لا يأتي البتة. لكن شيئا واحدا واضح وهو أنه يحسن جدا بذل جهد لمنع السوء.

نحن في آب لكن الجميع مشغولون. فحمود عباس يلتقي قادة العالم وينجح في اقناع اكثرهم بالتصويت في الامم المتحدة تأييدا لانشاء دولة فلسطينية. وهو يحرص على أن يقول ان تفضيلاته الثلاثة هي: التفاوض والتفاوض والتفاوض. لكنه كلما اقترب موعد الجمعية العامة ابتعد احتمال التفاوض. ويصعب أن نلحظ عنده تحمسا لقرار الامم المتحدة. فقد أثاره على اعتباره سوطا وهو يدرك انه يوجد ثمن غير سهل باستعمال السوط يشتمل على فقدان المساعدة الاقتصادية الامريكية لكن الامر اصبح اقوى منه.

ونتنياهو مشغول باقناع العالم بعدم تأييد القرار. وهدفه ان ينشيء اقلية معارضة تتكون من دول مهمة. ويصعب أن نؤمن بان الهدف سيحرز. ومن المحتمل أن نجد أنفسنا مع الولايات المتحدة ودول اخرى ذات أهمية ضئيلة لمواجهة عالم يؤيد القرار. ان اوباما الذي يبدو الان ان التحديات الامريكية الداخلية هي مشكلته الحقيقية، وعد باستعمال النقض على القرار الفلسطيني. لكنه يبغض اللحظ التي سيكون فيها على ممثلته في الامم المتحدة ان تستعمل النقض على قرار يقتبس كما يبدو خطبته في شهر ايار عن مبادىء السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. لكنه عاجز وليست له أكثرية في مجلس النواب وليست له نية ان يحقق خطبته.

لكن يمكن حتى الان منع ما لا يريده أي طرف. فعباس يعلم انه حتى لو نجح في الاتيان بنتنياهو الى التفاوض فلن يحرز من رئيس الحكومة ادنى مصالحة لن يستطيع العودة الى شعبه من غيرها. ويعلم نتنياهو انه سيصعب عليه جدا اتمام مدة ولاية كاملة من غير تقدم سياسي. وهو يدرك انه لا يستطيع المخاطرة بتوسيع الشقاق مع الادارة الامريكية برغم ود ناس "حفل الشاي" كله. يُرى اوباما اليوم في العالم العربي اسوأ كثيرا من بوش. وكابوسه هو أن يغادر العراق وذنبه بين رجليه وان يتركه لايران. وله اهتمام بتحالف بوش الاب الذي خرج للحرب في العراق في 1991 ولهذا فهو محتاج الى اجراء مع الفلسطينيين. واستعمال النقض على الاقتراح الفلسطيني سيبعده عن ذلك جدا.

برغم أنه مشغول جدا إذن فانه ما يزال يستطيع ان يقفز الى منطقتنا ويلتقي نتنياهو وعباسا. لن يلتزم الطرفان تبني المبادىء التي سيعرضها لكن هذا سيمكن الفلسطينيين من دخول التفاوض، وسيمكن حكومة اسرائيل من المشاركة في مسيرة سياسية يمكن أن تفضي الى نتيجة عملية من غير أن تجوز "خطوطا حمراء".

ثمّ امكان آخر هو مساعدة طوني بلير، ممثل الرباعية، على التوصل الى صيغة سياسية يستطيع الجميع قبولها، وتستطيع ان تبدأ تفاوضا في مسار جزئي نحو تسوية دائمة في المستقبل.

وثمّ امكان ثالث هو ان يجري ممثلو اسرائيل والفلسطينيون تفاوضا صامتا، ويتوصل الى اقتراح مشترك لقرار مجلس الامن. قرار يمنح اعترافا بان التفاوض يجب أن ينتهي الى دولة فلسطينية على أساس حدود 67، مع تغييرات متبادلة، ويعترف بان تنشأ داخل القدس عاصمتان، وبان يحل موضوع اللاجئين جوهريا في الدولة الفلسطينية التي ستنشأ.

ويوجد بيقين امكانات اخرى. ويبدو أن الخيار الاشد حماقة هو ذو اكبر احتمال لان يتحقق اذا لم نستعد فيما بقي من آب لمنع خطأ ايلول.