خبر الاعتبار والذخر- هآرتس

الساعة 09:13 ص|19 أغسطس 2011

الاعتبار والذخر- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد 15 شهرا على صد الاسطول التركي الى غزة بثمن مأساوي لتسعة مواطنين أتراك قتلى، تواصل اصداؤه الحاق الضرر. بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للادارة الامريكية في أن اسرائيل ترفض طلب الاعتذار التركي – حتى قبل النشر النهائي لتقرير التحقيق من الامم المتحدة – من شأنه أن يرفع اسرائيل الى مسار صدام قابل للانفجار مع تركيا.

اسرائيل ترى في الاعتذار مسا باعتبارها، وهي تولي لهذا الاعتبار قيمة استراتيجية. ينبغي الأمل بأن قيمة الاعتبار الاستراتيجية توزن حيال الضرر الاستراتيجي الذي تُحدثه قضية الاعتذار. وليس غنيا عن الذكر أن الاسطول سبق أن أدى الى تحطيم سياسة اسرائيل في غزة: فقد اضطرت في أعقابه الى أن ترفع بشكل كبير قيود الاغلاق على القطاع، أصبحت دولة مكروهة في اوساط العديد من الدول، وهكذا ايضا ساهمت في التأييد الكبير لمطلب الاعتراف بدولة فلسطينية. يكفي هذا لايضاح كم تضرر اعتبار اسرائيل. ولا تقل أهمية الفرصة لتحسين العلاقات مع تركيا، بالذات في الفترة التي تقود فيها تركيا سياسة مناهضة لسوريا، مستعدة حتى للصدام مع ايران في المسألة السورية، وتتعاون مع الولايات المتحدة في الصراع لاسقاط نظام القذافي في ليبيا.

تركيا، في معظم عهد اردوغان، كانت حليفا قريبا من اسرائيل وليس فقط على المستوى الحكومي الضيق. ففضلا عن التعاون الامني الهام والعلاقات التجارية، سادت بين الدولتين أخوة عميقة على المستوى الشعبي. كان يمكن لهذه أن تعود الى حالها لو تمكنت اسرائيل من فحص علاقاتها مع تركيا الى ما هو أبعد من اختبار الاعتبار.

الآن ايضا، رغم بيان رئيس الوزراء، فانه مخول بالتراجع عن قرار مغلوط، ومع نشر تقرير التحقيق، يجد السبيل المناسبة لانقاذ العلاقات مع تركيا. اذا ما "برر" التقرير العملية الاسرائيلية بالفعل، فلن يكون في ذلك أي فقدان للاعتبار اذا ما اعتذرت اسرائيل عن النتائج المأساوية لعمليتها. هذا ثمن مناسب لتحقيق الكسب الاستراتيجي المتوقع.