خبر هجمات إيلات تخلط الأوراق وتشعل جبهة غزة

الساعة 07:48 ص|19 أغسطس 2011

هجمات إيلات تخلط الأوراق وتشعل جبهة غزة

فلسطين اليوم- غزة

لم تكد تمر ساعات قليلة على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بالرد بقوة وصرامة على هجمات إيلات التي قال إن مصدرها قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل 7 وجرح أكثر من 25، حتى شنّت مروحيات إسرائيلية غارة على منزل في رفح جنوب القطاع خلّفت ستة شهداء، بينهم الأمين العام لـ «لجان المقاومة الشعبية» كمال النيرب، والقائد العسكري عماد حماد، وثلاثة من كبار مساعديهما وطفل.

 

وفي تطور لاحق في ساعات المساء، تبادل جيش الإحتلال النيران مع أفراد خلية أخرى من المسلحين في منطقة الجنوب أصيب خلالها إسرائيليان بجروح بالغة.

 

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الاشتباك وقع حين كانت قوة من الجيش تقوم بعملية تمشيط بحثاً عن مسلحين آخرين تسللوا إلى أراضيها، فتعرضت إلى إطلاق نار من الجانب المصري من الحدود، فرد أفرادها بالمثل. وتابعت أن قوات الأمن المصرية قتلت اثنين من المسلحين الذين أطلقوا النار.

 

وأعادت هجمات ايلات خلط الأوراق بعدما كانت إسرائيل محاصرة بأزمتها الداخلية المتمثلة بالتظاهرات المطالبة بالعدالة الاجتماعية، بموازاة الأزمة السياسية المتمثلة بإصرار الفلسطينيين على التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على عضويتها واعترافها، إضافة إلى قلقها الكبير من التغيير الحاصل في النظام المصري بسبب الثورة. إذ سارع البيت الأبيض إلى إدانة «الهجمات» في ايلات بـ «أقسى العبارات»، معرباً عن أمله في «محاسبة المسئولين عنها بسرعة»، كما دان الاتحاد الأوروبي «من دون تحفظ كل الأعمال الإرهابية».

 

وفيما حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مصر على الوفاء بالتزاماتها الأخيرة لجهة ضمان الأمن في سيناء وإيجاد حل دائم، أعلن ممثلو الحركة الاحتجاجية في إسرائيل أن التظاهرات الاجتماعية أُرجئت «حتى يتم حل الوضع».

 

وخيّمت أجواء من القلق والترقب على قطاع غزة، خصوصا بعد غارة رفح واستمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية في سماء القطاع مساء أمس، والإعلان عن إغلاق معبر رفح الحدودي من جانب مصر، ومعبر كرم أبو سالم من جانب إسرائيل، إضافة إلى إصدار مكتب مكافحة الارهاب الإسرائيلي مذكّرة تحذّر الإسرائيليين من السفر إلى سيناء، وتدعو الموجودين هناك إلى العودة إلى فورا.

 

وتفاقمت أجواء القلق بعد التهديدات الإسرائيلية الرسمية، وعلى رأسها تهديد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل «ستجبي ثمناً باهظاً جداً من قادة الإرهاب». وقال في إيجاز للصحافيين: «رأينا اليوم محاولة لتصعيد في جبهة الإرهاب من خلال هجمات في سيناء. وإذا كان هناك من يظن أن إسرائيل ستسلّم بالأمر فهو مخطئ. لقد وضعتُ مبدأ يقول إنه عندما يتم أذية مواطني إسرائيل، فإننا نرد فوراً وبقوة. هذا المبدأ تم تطبيقه اليوم، ومن أعطوا الأوامر لقتل مواطنينا وأختبأوا في غزة ليسوا بين الأحياء بعد».

 

وسبق ذلك قول باراك أن الهجمات «عمل إرهابي خطير تمّ في عدد من المواقع»، غامزاً من قناة مصر بقوله أن الهجمات «تكشف تراجع السيطرة المصرية في سيناء واتساع نشاط الخلايا الإرهابية فيها». وأضاف أن مصدر العمليات الإرهابية هو قطاع غزة، «ونحن سنتحرك ضدها بكل القوة والصرامة».

 

من جانبها، نفت حكومة غزة و«حماس» التي تقودها أي علاقة لقطاع غزة بهجمات ايلات، معتبرة أن «الاحتلال يحاول تصدير أزماته الداخلية»، ومشددة على أنها لن تقف مكتوبة الأيدي في حال شن أي عدوان على غزة. وأكد مصدر امني إخلاء غالبية المواقع الأمنية في القطاع تحسباً لهجوم إسرائيلي.

 

وفي القاهرة، نفت مصادر أمنية أن يكون الكمين على الحافلة في ايلات انطلق من الأراضي المصرية، كما نفى محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة وقوع إطلاق نار من الجانب المصري في مدينة طابا (جنوب سيناء) تجاه ميناء إيلات، موضحاً أن المسافة بينهما لا تسمح لأي فرد بإطلاق النار على الجانب الآخر، ومؤكدا أن محافظة جنوب سيناء هادئة.

 

وكان جيش الإحتلال أعلن في بيان تفاصيل هجمات ايلات، مشيرا إلى أن «مقاومين أطلقوا النار على حافلة كانت في طريقها (من مدينة بئر السبع) إلى ايلات، وأطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات على حافلة أخرى، فيما انفجرت شحنة ناسفة في دورية للجيش». وطبقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن قوة من الجيش طاردت المهاجمين وقتلت سبعة منهم، وأغلقت عددا من الطرق الرئيسة ومداخل ايلات وبئر السبع تحسباً لهجمات.

 

وبحسب مسئول شارك في جلسة المشاورات الطارئة في مكتب وزير الحرب بحضور رئيس هيئة الأركان، فإن «أفراد الخلية نجحوا في التسلل من الأراضي المصرية التي وصلوا إليها من قطاع غزة»، مضيفاً أنهم «غادروا غزة عبر الجنوب ودخلوا الصحراء وجاءوا إلى إسرائيل».