خبر غزة:قطار رمضان الخيري يتوقف في بيوت الموظفين

الساعة 07:18 ص|19 أغسطس 2011

غزة:قطار رمضان الخيري يتوقف في بيوت الموظفين

فلسطين اليوم- غزة

تثير الأزمة المالية التي تعصف برواتب الموظفين في رام الله وغزة العديد من التساؤلات، عند التعرض لآثارها الاجتماعية والمالية، تصل في حالات كثيرة إلى حد التهكم والسخرية، دون أن تخلو من الغضب، كالشاب إياد الطهراوي الذي يستغرب أن تكون الأزمة جامعة تصيب الفلسطينيين في شقي الوطن، دون أن يعيها الطرفان لإنقاذ أبنائهم من المعاناة من جانب، واستثمارها لتعضيد أواصر الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام كفاتورة يدفع ثمنها الكل الفلسطيني دون استثناء.

 

من جانب آخر، قال الطهراوي لـ "الأيام" إن العديد من أصدقائه في غزة لم يتمكنوا من دعوته لتناول طعام الإفطار رداً على دعوته لهم كعادته كل عام، بسبب تأخر رواتب آبائهم سواء الذين يتلقون رواتبهم من رام الله أو غزة.

 

ولفت إلى أن الموظفين الذين يخشون رفع صوتهم والصراخ يمتنعون عن الحديث لوسائل الإعلام مباشرة خشيةً على وظائفهم، ورفعوا شعاراً واحداً خلال شهر رمضان مضمونه "تقشفت زياراتنا الرمضانية بسبب تقشف رواتبنا".

 

وكانت رواتب موظفي غزة تأخرت لشهرين متتالين، فيما تأخر نصف راتب عن موظفي رام الله، ولا زال موظفو الحكومتين المنقسمتين ينتظرون مرتبات هذا الشهر لقضاء إجازة العيد وتجهيز متطلبات المدارس عشية حلول الفصل الدراسي أوائل أيلول المقبل.

 

وأشار الموظف أبو محمد (40 عاما) الذي يعمل في وزارة الصحة التابعة للحكومة بغزة إلى أنه رفض دعوة من شقيقته في مدينة رفح لتناول طعام الإفطار، معللاً ذلك بأن أجرة المواصلات تصل إلى نحو مائة شيكل له ولأسرته ذهاباً وعودةً، مفضلاً أن يستغلها لضمان طعام الإفطار لأولاده مدة ثلاثة أيام حتى يتم وضع حل للرواتب المتأخرة وتمكنه من التحرك والزيارات بسهولة.

وطالب بصرف رواتب الموظفين محدودي الدخل، مشيراً إلى أنه يستدين مباشرة حال تأخر راتبه وقيمته ألف شيكل.

وأوضح لـ "الأيام" أن البائع يلاحقه والجار يطالبه وأطفاله يتساءلون عن سبب وقف المصروف، كما تنعدم الزيارات في رمضان بسبب وقف الحال وانعدام المال، منوهاً إلى أنه يتحمل شهرا ولا يستطيع تحمل شهر آخر بسبب سوء الحال الذي وصلت له أسرته.

 

ولا تعتبر الأزمة المالية حكرا على الحكومة في رام الله، بل وواقعا ملموسا في حكومة غزة.

 

أحد الاطباء يعمل في وزارة الصحة بعد استنكاف عدد من الأطباء بعد الانقسام مباشرة لم يخف تذمره وأعلن عنه بصوت مرتفع قائلاً: أزمة الرواتب قائمة في غزة وهناك من يخرج لوسائل الإعلام ويقول لا أزمة مالية لدى الحكومة في غزة.

 

وتأفف الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى أنه لا يمتلك عيادة خارجية كي يجد مصدرا آخر للدخل، فراتبه من وزارة الصحة هو مصدر رزقه الوحيد.

 

وقال أنا مرتبي أفضل بل وضعف الإداريين والكتبة وعمال النظافة وغيرهم، متسائلاً لا أدري كيف يدبر هؤلاء أمورهم في ظل تأخر الرواتب خاصة في شهر رمضان المتزامن مع موسم المدارس وعيد الفطر ومطالبه الكبيرة.

 

ويعرف عن مناصري حكومة غزة الولاء والانتماء إلى حد بعيد، وكان العديد من الموظفين تطوعوا في بداية الانقسام وبدء الاستنكاف عن العمل دون رواتب، تلاها تثبيتهم وعدم احتساب الأشهر الطوعية لهم.

 

ودعت نقابة الموظفين في القطاع العام بغزة رئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية إلى صرف راتبي شهري تموز وآب للموظفين قبل عيد الفطر المبارك.

 

وقال نقيب الموظفين في القطاع العام محمد صيام إن المطالبة بصرف الراتبين جاءت كضرورة نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها الموظفون خاصة محدودي الدخل وأصحاب الرواتب المتدنية، خاصة في شهر رمضان المبارك وعيد الفطر .

 

وأكد في تصريح إعلامي حاجة الموظفين الملحة للإنفاق في هذه الأيام لإدخال البهجة والفرحة على أسرهم وأطفالهم في هذه المناسبات، مشددا على أهمية صرف الرواتب ومساندة الموظفين في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على الواقع الفلسطيني.

 

وتنفي الحكومة الفلسطينية بغزة وجود أزمة مالية في خزانتها مرجعةً تأخر رواتب موظفيها إلى أزمة في السيولة.

 

وكان موظفو رام الله تلقوا نصف الراتب عبر بنك فلسطين كسلفة تم اقتطاعها من مرتب الشهر الماضي، بمعنى أن الأزمة لا تزال قائمة لديهم.

 

وينتظر الموظفون في غزة تصريحات صدرت عن رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية تقول إنه لا تأخر في رواتب الموظفين هذا الشهر.