خبر الأردن: إعادة انتشار للقوانين حول عنق المواطن ..أيمن خالد

الساعة 12:37 ص|19 أغسطس 2011

الأردن: إعادة انتشار للقوانين حول عنق المواطن ..أيمن خالد

 

مصيبة الأخوان المسلمين في الأردن أنهم لا يعرفون موقعهم الحالي في المعادلة، ولا يدركون قيمتهم، وقدرتهم في ميزان الواقع، فمن جديد يسقطون في فخ الرشاوى، ويحلمون بيوم كبير، هو لن يأتي على شاكلة ما يتوهمون، وبالتالي شتان بين 'العقل الإخواني ' في مصر، وقدرته على إدارة اللعبة، وبينهم، خصوصاً وأن الإخوان في الأردن ليسوا أفضل حالاً من بقية أطياف المعارضة التي أفضل ما تملكه، هو القدرة على إثارة الجدل وصناعة الحوارات وليس البرامج والسياسات.

السياسة، والاقتصاد، والأمن، هي معادلة الأردن قبل أي إصلاح، والحديث عن تعديل القوانين، التي بالأساس تم اختراعها لمحاصرة المواطن الأردني، هي مجرد عملية ' إعادة انتشار ' لهذه القوانين، بحيث تحاصر المواطن الأردني عبر طرق شتى، وهنا تبدو مسألة التصفيق لهذه القوانين، مجرد عملية تخدير موضعي لألم يقتل المواطن الأردني، كما هي مجرد إطالة لبقاء وضع الأردن على طاولة السلطة أمدا طويلا بلا جدوى.

1-السياسة: الأردن الآن ينتمي إلى معادلة الأردن أولاً، وهي المعادلة التي جاءت عقب توقيع وادي عربة، والتي نتج عنها إعادة صياغة الاقتصاد والأمن، بحيث تم تدمير البنية التحتية للاقتصاد الأردني، وتم تأجير كل شيء، بما فيها ألاف الهكتارات في الأغوار للمزارعين الإسرائيليين، ناهيك عن تأجير وادي عربة بأكمله من قبل الحكومة، مدة 99سنة، وبالطبع الأردن الذي يقوم على اقتصاد زراعي، تم سحقه بالكامل، وأنتجت هذه المعادلة، بشقها القاسي، معادلة خطيرة في الجانب الأمني، عندما تم الاهتمام بعناصر الأمن، والجيش، فتحول الجيش إلى قوة ضامنة لمن ينتمي إليه، من خلال التسهيلات التي يحصل عليها عنصر القوات المسلحة، وهي مكاسب لم يكن يحلم بها في معادلة الأردن العربي، لكنه يتمتع بها في معادلة الأردن حارس معاهدة وادي عربة.

2-الاقتصاد الأردني هو صورة دمرت الإنسان الأردني، وجعلت قسما من العائلة يئن تحت وطأة الفقر، والقسم الآخر يعيش' بنعمة الملك' وهو انقسام داخلي خطير، يصبح فيه موظف الدولة، مجرد بوليس مراقب ومحافظ على نعمة الملك، لأنه بالأصل، نجحت المعاهدة السياسية مع إسرائيل في تحويل الأردن إلى صحراء بالنسبة للمواطن، هي أكثر قسوة من الربع الخالي على أهله.

3-الأمن هو أخطر المعادلات الأردنية، فالمخابرات الأردنية هي الأقوى عربيا، لكنها لم تقدم إنجازا عربيا واحدا ينفع العرب أو ينفع الأردنيين المساكين.

يبدو أن الإخوان المسلمين في الأردن، هم من سيمنح هذا النظام الفـتاك الـشـرعية، بمقابل بعض الرشاوى، والكراسي، لكي يعيدوا من جديد أزمة العمل الإسلامي إلى الواجهة، ولكن بأياد إسلامية.

 

' كاتب فلسطيني