خبر سياسة اختطاف- هآرتس

الساعة 08:56 ص|18 أغسطس 2011

سياسة اختطاف- هآرتس

بقلم: آري شبيط

إن واحدة من الظواهر القبيحة في السياسة الاسرائيلية هي ظاهرة الاختطاف. في 1977 أرادت الأكثرية الشرقية التقليدية في اسرائيل تغييرا وطنيا – اجتماعيا، لكن اليمين اختطف الحكومة المنتخبة وجعل سلطة مناحيم بيغن هي سلطة المستوطنين. وفي 1992 أرادت الأكثرية المعتدلة في اسرائيل تغييرا سياسيا حذرا، لكن اليسار اختطف الحكومة المنتخبة وجعل سلطة اسحق رابين هي سلطة اوسلو. وفي 1999 أرادت الأكثرية المستنيرة في اسرائيل تغييرا مدنيا – علمانيا لكن اهود باراك ترك العجوز في الممر وجعل حكومته هي حكومة كامب ديفيد.

مرة بعد اخرى خان الناس الذين انتخبهم المركز الاسرائيلي ليمثلوا المركز الاسرائيلي، خانوا ثقة المركز الاسرائيلي. ومرة بعد اخرى اختطفت مجموعات متطرفة ذوات برنامج عمل عقائدي اجراءات تغيير مركزية وحيوية. لم تنجح الاكثرية الاسرائيلية في تحقيق نفسها من جهة سياسية لأن منتدبيها خانوها.

يلوح الآن ايضا خطر اختطاف لحركة الاحتجاج. فهناك ثلاث قوى مختلفة تحاول أن تختطف طائرة التغيير الاجتماعي واهباطها في أهداف اجنبية.

إن القوة المختطِفة الاولى قديمة معروفة هي رفض بيبي ألبتة. فكراهية بنيامين نتنياهو ظاهرة عميقة معروفة. ونتنياهو يفعل كل ما يستطيع لتسويغ الكراهية وتأجيجها. وهناك مكان لعمل مباشر شفاف يوجه على حكومته. لكن الاحتجاج الاجتماعي أهم من أن يُستفرغ في حيلة توجه على نتنياهو. في 1999 كانت حيلة تآمرية كهذه من قبل أصحاب مليارات ووسائل اعلام وجمعيات لباراك، فاذا كان كل ما يحدث نتاج احتجاج صيف 2011 هو أن يُستبدل برجل السوق الحرة نتنياهو حزب ملوك المال كديما – فخسارة على الوقت وعلى الطاقة. وساعة نعمة اسرائيلية تُفسد.

القوة المختطِفة الثانية جديدة لكنها قوية، وهي صلب الأثرياء. إن فريقا من أصحاب المال في اسرائيل يملكون قوة كبيرة جدا وقروضا كثيرة جدا وتابعين كثيرين جدا. يجب نقض هرم التركيزية الاسرائيلية. ويجب مُلاشاة ثقافة عجل الذهب ايضا. لكن المقصلة الفظيعة في جادة روتشيلد كانت علامة تحذير، فقد حذرت من أن قوى ظلامية وغرائز ظلامية قد تسيطر على الاحتجاج العادل وتصرفه عن وجهته. إن الكراهية ظاهرة معيبة دائما. وكراهية الأثرياء لكونهم أثرياء قد تكون ذات نتائج مدمرة. فاذا كان كل ما يفعله الاحتجاج أن يُهرب المال من البلاد – فخسارة على الوقت وعلى الطاقة وعلى نعمة اسرائيلية تُفسد.

وقوة الاختطاف الثالثة هي اليسار المتطرف. كان يفترض أن يمثل احتجاج جادة روتشيلد الطبقة الوسطى الاسرائيلية قبل كل شيء. وكان يفترض أن يعبر عن مهندس من شوهم وطبيبة من تل هشومير وضابط احتياط من كفار سابا، يتحملون العبء من غير أن يُنهوا الشهر. لا يريد هؤلاء الاسرائيليون الأسوياء اشتراكية حمراء. وليس هؤلاء الاسرائيليون المُجدون والوطنيون متآمرين. لهذا يخون قادة الاحتجاج الثقة بهم حينما يحيطون أنفسهم بأناس ما بعد الصهيونية من معهد فان لير والمتطرفين من الشيخ جراح.

إن الحركة التي تطلب شفافية وتمثيلية لا تعمل في شفافية وتمثيلية. فلا يُعلم من الذي يمول ومن الذي ينظم ومن يجذب الخيوط. يوجد في البلاد مكان للجبهة الديمقراطية للسلام القوية، لكن الجبهة الديمقراطية ليست الاكثرية الاسرائيلية. فاذا اختطف الاحتجاج الى أيدي اليسار البعيد – فخسارة على الوقت وعلى الطاقة وعلى نعمة اسرائيلية تُفسد.

الوقت في الحقيقة وقت نعمة. والفرصة هي فرصة لمرة واحدة في جيل، لكن المطلوب الآن ليس ماركسية ولا شعبوية ولا كراهية. يُحتاج الى عمل عملي يجعل السوق الاسرائيلية سوقا حرة والدولة الاسرائيلية دولة عدالة اجتماعية.

لهذا ينبغي أن ندع عمانوئيل تريختنبرغ يعمل. ولهذا لا يجوز أن نصاب بأحلام اليقظة. نجح احتجاج 2011 حتى الآن لانه كان احتجاج الجميع تقريبا. وسينجح احتجاج 2011 فيما يُستقبل ايضا اذا بقي فقط احتجاج الجميع تقريبا. ينبغي عدم الاختطاف أيتها الرفيقات وأيها الرفاق. وينبغي ألا يُخان مرة اخرى الاكثرية الاسرائيلية والمركز الاسرائيلي. فعلى قادة الاحتجاج أنفسهم يُلقى واجب أن يكونوا مخلصين للشعب.