خبر هذا وقت دفع صفقة شاليط إلى الأمام- إسرائيل اليوم

الساعة 08:54 ص|18 أغسطس 2011

هذا وقت دفع صفقة شاليط إلى الأمام- إسرائيل اليوم

بقلم: ران بيكر

عميد احتياط

في أحاديث كثيرة أجريتها منفردا مع محاربين كثيرين عادوا من الأسر، شعرت بأن مجرد العلم بأن الشعب كله في اسرائيل يقف من ورائهم لاعادتهم الى بيوتهم منحهم القوة للتغلب على جميع التعذيبات والصعاب الحرجة في الأسر.

ربما اخطأ اسحق رابين إذ كان رئيس حكومة حينما أفرج عن أكثر من ألف مخرب في "صفقة جبريل"، وأقر بذلك سابقة للمستقبل. لكن هذه السابقة قد تم اقرارها، ولا يجوز لنا أن نضيع جلعاد شليط كي نقرر الآن فقط أنه حان الوقت لوضع حد لهذه السابقة. أضعنا رون أراد برغم أنه كان للحكومة في بداية المسيرة نقطتا خروج من الورطة. ولا يجوز لنا أن نضيع جلعاد ايضا بسبب سلوك حماس البغيض التي تلعب بـ "الثمن" وتضللنا.

أصح من ذلك في الظروف الحالية تنفيذ الصفقة الأفضل الممكنة حتى لو كانت "باهظة جدا" بالنسبة إلينا. فلذلك تأثير عظيم المعنى في محاربي الجيش الاسرائيلي والعائلات المشاركة التي ضربها القَدَر. يبدو أننا قد اجتزنا في هذا الشأن "نقطة اللاعودة". فلن تُعرض علينا صفقة أفضل، ومما يؤسف له أن الثمن يرتفع على الدوام لانه هكذا هم أعداؤنا وهكذا هي قيمة الانسان عندهم.

لكن اذا كان عدد من رؤساء "الشباك" الكبار يعلنون أن اسرائيل تستطيع الثبات لذلك فان لذلك وزنا أخلاقيا وعمليا لا يستهان به. صحيح انه يوجد ايضا غير قليل من المعارضين للصفقة المركبة المقترحة، بين الوزراء ذوي الصلة ايضا.

        مع ذلك نعلم جميعا أن بت القرار في موضوعات ثقيلة الوزن صعب وأن القرار النهائي بيد رئيس الحكومة.

هو الذي يقف على رأس الهرم وبيده الحق في القرار. والى ذلك سيكون من الصحيح ايضا علاج قضية السجناء الذين التزموا بعدم معاودة نشاط تخريبي ولم يفوا بالتزامهم هذا بعد الافراج عنهم. يمكن أن يُقرر الآن مبدئيا أنه بعد انقضاء ما يمكن أن يسمى "عملية اعادة شليط" تُغير من الفور سياسة الحكومة في هذا الشأن على نحو رسمي أو خفي.

يجب أن تكون المعادلة كما هي في دول مستنيرة ومتقدمة اخرى في العالم (ومنها الولايات المتحدة): "واحد مقابل واحد". أي لن يكون بعد ذلك ألف مخرب مقابل أسير واحد بل أسير مقابل أسير. حمى اسرائيل في الأساس طوال السنين قوة ردع الجيش الاسرائيلي، فحينما أُصيبت هذه رفع أعداؤنا رؤوسهم.

والامر نفسه في شأن الأسرى – فاذا وحينما يستدخلون في أنفسهم أننا مصممون على هذا الشأن سيغيرون سلوكهم بحسب ذلك.

للوصول الى هذه المعادلة ينبغي أن تُتبنى من جديد طريقة "عملية الضباط السوريين". فآنذاك حينما أرادت الحكومة تحقيق صفقة تبادل أسرى، جاءت دورية هيئة القيادة العامة الى البلاد بخمسة ضباط سوريين جعلوا السوريين يوافقون على الصفقة.

فاذا كررنا هذه العملية اليوم واختطفوا منا ردا عليها في البلاد أو في الخارج جنديا أو مواطنا فسيرد الجيش الاسرائيلي بشدة. سيكون النجاح في التنفيذ ردعا كبيرا قد يغير تماما سلوك العدو في المقابل.

التقيت في الآونة الاخيرة خريجي دورة طيران رون أراد وهم محاربون ذوو تجربة واصدقاؤه المقربون، التقيت معهم بمبادرة منهم. كان الحديث صريحا وصادقا وآسرا وبلا قيود. وكانت الرسالة الواضحة في الجو واضحة وهي انه ينبغي ألا نكرر الخطأ الذي وقع في قضية رون أراد.