خبر العنصرية الصهيونية تدفع شركات تأمين لرفض منح خدماتها للفلسطينيين

الساعة 01:42 ص|18 أغسطس 2011

العنصرية الصهيونية تدفع شركات تأمين لرفض منح خدماتها للفلسطينيين

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تبيّن أمس أنّ العنصريّة الإسرائيليّة المتفشيّة في معظم روافد المجتمع الإسرائيليّ، بما في ذلك بالشركات الحكوميّة وغير الحكوميّة، وصل أيضًا إلى شركات التأمين في الدولة العبريّة، فقد كشف تحقيق بثته القناة الثانية التجاريّة في التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس عن تعامل عنصري ضد العرب يتمثل برفض وكالة التأمين الإسرائيلية، (ميزراح)، التي تنفذ خدمات تأمين لصالح الشركة الحكومية (بريد إسرائيل)، منح خدماتها لمن تسميهم (أبناء العم) وهو التعبير الذي يستخدمه موظفو الوكالة لوصف العرب.

وبحسب التحقيق التلفزيونيّ فإنّ الوكالة المذكورة كانت قد فازت بمناقصة (بريد إسرائيل) لمنح خدمات تأمين السيارات، والإعلانات عن هذه الخدمة الموجودة بكافة فروع البريد في إسرائيل، لكنّ الإعلان لا يشير إلى أن هذه الخدمة مقدمة لليهود فقط. ودلت اتصالات هاتفية أجراها محققون صحافيون بالقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، وطلبوا الحصول على عروض لتكلفة تأمين سيارات، على الفرق بتعامل موظفي وكالة (ميزراح) عندما يتعرفون على أن المتصل هو يهودي، مقابل الإجابات التي يعطونها عندما يتعرفون على أن المتصل هو عربي.

بالإضافة إلى ذلك، تبيّن من التحقيق أنّه عندما كانت المتصلة مع مكتب وكالة (ميزراح) يهودية، فإنّ الموظف في الوكالة أعطاها تفاصيل تكلفة تأمين سيارة على الفور، بينما عندما اتصل بالوكالة عربي يتحدث العبرية بلكنة عربية وقال لهم إنّ اسمه يوسف، وبعد خمس دقائق من اتصال الصحافية المحققة، فإن موظفة الوكالة رفضت إعطائه تفاصيل حول تكلفة تأمين سيارته وطالبته بإحضار نموذج يؤكد على أنه لم تُقدم ضده أية دعاوى بمجال السير ولم يكن ضالعا بحوادث طرق خلال السنوات الثلاث السابقة.

وأكد التحقيق الصحافي ان حالة يوسف ليست استثنائية أو خاصة، وإنما هي جزء من سياسة واضحة تنص عليها مستندات وتوجيهات (ميزراح) ومفادها رفض تأمين (أبناء العم) وهو المصطلح الذي يعني العرب.

وبيّن التحقيق أيضا أن شركة (ميزراح) تقوم بتوجيه المعلومات لموظفيها تقضي بصورة واضحة أن يرفضوا أوتوماتيكيا طلبات لتأمين يقدمها أبناء العم، وأن يستخدم الموظفون خلال ذلك سياسة استنزاف أمام الزبون غير المرغوب به، أي العربي، حتى ييأس ويتنازل عن طلبه.

وحمل سكرتير حركة (سلام الآن) الإسرائيليّة المناهضة للاحتلال الإسرائيليّ، ياريف أوبنهايمر بغضب شديد على العنصرية التي تمارسها وكالة (ميزراح) بواسطة (بريد إسرائيل)، وقال إنّ الحديث الذي يدور يشكل حالة خطيرة للغاية وتصرف عنصري يتغلغل إلى المجتمع الإسرائيلي وفي القطاعين الخاص والعام أيضا، وتابع قائلاً إنّ من سمح للحاخامات بالتحريض وعدم تأجير الشقق للعرب يواجه الآن دولة بأكملها تتفاقم العنصرية فيها. من ناحيته، أعلن مراقب شركات التأمين في وزارة المالية أنه يعتزم فتح تحقيق والتدقيق بالتفاصيل التي أوردها التحقيق الصحافي، وقال إننا ننظر بخطورة إلى أي نشاط غير مناسب تقوم به شركة أو وكالة تأمين ويستند إلى اعتبارات غير مهنية.

من جانبها عقبت وكالة (ميزراح) بأنها وكالة تأمين وليست شركة تأمين وكونها كذلك، فإنها تعمل بموجب تعليمات وأنظمة وضعتها شركات التأمين. وقالت شركة (بريد إسرائيل): إننا نمنح خدمات متساوية لكافة مواطني إسرائيل وسنمرر المعلومات إلى وكالة (ميزراح) وفقا لرغبة المؤمنين، ووكالة التأمين (ميزراح) تؤمن المتوجهين بموجب أنظمتها ووفقا لسياسة شركات التأمين، على حد تعبيرها.