خبر عن الازدواجية -معاريف

الساعة 08:18 ص|17 أغسطس 2011

 

عن الازدواجية -معاريف

بقلم: ايتان شفارتس

(المضمون: لو كنت اثيوبيا او اصوليا لما كنت أنا أيضا جئت هذا الشهر الى روتشيلد، إذ أين كنا نحن، الطبقة الوسطى الاسرائيلية، عندما بعث الناس في بيتح تكفا الاطفال الاثيوبيين الى مدارس السود فقط؟ - المصدر).

        1. على مدى ثلاثة سبوت متتالية سرت مع نشطاء الخيام، والى جانب الاحساس بالنشوة عن عدالة الطريق شعرت ايضا بنوع من السمو الروحي لانتمائي الى الطبقة الوسطى الثائرة ولكن في قلبي عرفت بان الطبقة الوسطى الاسرائيلية – جماعة عديمة الوجه أنتمي لها أنا أيضا – بعيدة عن أن تكون رمزا للتضامن. وذلك لانه اذا كان "السلوك الخنزيري" معناه تفضيل المصلحة الاقتصادية الشخصية على الرؤية الوطنية الاوسع، فان الطبقة الوسطى الاسرائيلية هي قطاع خنزيري لا يقل عن كل أرباب المال – حتى لو كانت الخنزيرية تتم بحجوم أكثر تواضعا.

        هذا يبدأ بالنشاطات الاقتصادية البسيطة واليومية. فأنا أعرف غير قليل من الاشخاص الذين يهتفون "عدالة اجتماعية" بصوت عالٍ ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء فرز مخصص التأمين الوطني لشيخ ينظف لهم الدرج في المبنى. كما أن ليس لديهم أي مشكلة في أن يحجزوا اسبوع استجمام في تركيا بدلا من النزول الى ايلات، فالمهم هو توفير بضع مئات من الدولارات. ففي ماذا تهمهم صناعة السياسة المحلية، التي تعيل مئات الالاف – معظمهم من الطبقة الدنيا؟ يسمى هذا تفضيل الربح الشخصي على المصلحة الوطنية، ويتبين انه لا حاجة للمرء لان يكون رب مال كي يتصرف على هذا النحو.

 

        2. السلوك الاناني لافراد الطبقة الوسطى الاسرائيلية يجد تعبيره ليس فقط في أفعاله بل وايضا في عدم أفعاله. هذا مؤسف، ولكن الاحتجاج الاخير اثبت بان الامر الوحيد الذي يحرك الطبقة الوسطى هو عندما يلمسون لها الجيوب. خذوا العناق الحار الذي منحه المحتجين لافراد شرطة اسرائيل بصفتهم يختنقون هم ايضا تحت العبء الاقتصادي العام. لقد كانت هذه لحظة مثيرة للانفعال بلا شك، ولكن لماذا لم تحصل الا الان فقط؟ اين كنا نحن، الذين نعيش حياة برجوازية آمنة بفضل الشرطة، عندما نشرت في كل مرة قسيمة راتب محرجة للشرطي؟ الكثيرون من معارضي الاحتجاج حاولوا تصويره في الاسابيع الاخيرة كيساري – اشكنازي واشاروا الى قلة المشاركين من القطاعات الاخرى. لو كنت اثيوبيا او اصوليا لما كنت أنا أيضا جئت هذا الشهر الى روتشيلد، إذ أين كنا نحن، الطبقة الوسطى الاسرائيلية، عندما بعث الناس في بيتح تكفا الاطفال الاثيوبيين الى مدارس السود فقط؟ ماذا منعنا، نحن فرسان حقوق الانسان من شينكين (شارع البرجوازيين في تل أبيب)، من أن نحتج في عمانويل ضد العزل البشع بين الشرقيات والاشكنازيات؟ هل حقيقة أننا خرجنا الى الشوارع بسبب غلاء المعيشة هي شهادة شرف للبرجوازية الاسرائيلية أم دليل على انبطاحها؟

3. وكلمة اخرى عن الوعي الاجتماعي للطبقة الاوسطى: في عالم العولمة الطبقة الوسطى ليست فقط العمود الفقري للدولة التي تعيش فيها بل وايضا ضميرها الاجتماعي. الحروب التي أعلنتها دول الغرب ضد قتل الشعب في دار فور، تجارة النساء في شرقي اوروبا او عبودية الاطفال في آسيا – كلها وليدة ضغوط الطبقة الوسطى المحلية، التي تبناها السياسيون كجزء من السياسة الخارجية الرسمية للدول. أحد الصراعات الناجحة (والمؤسفة) جدا للطبقة الوسطى في اوروبا هذه الايام هو المقاطعة على اسرائيل. هذا الكفاح ينجح لانه يتمتع بائتلاف واسع من ممثلي الطبقة الوسطى: اتحادات مهنية، منظمات طلابية، مجموعات حقوق انسان ومتفرغين سياسيين.

        أيبدو لكم معروفا؟ في الدول الغربية تعرف الطبقة الوسطى كي تتجند كي تدافع عن اللاجئين. أما عندنا فالى أن يقام مخيم لاجئين في "هبيما" (المسرح الوطني في تل ابيب)، يبدو أننا سنواصل الغفو.