خبر اعترافات مثيرة للجاسوس الأردني في مصر

الساعة 05:12 م|16 أغسطس 2011

اعترافات مثيرة للجاسوس الأردني في مصر

فلسطين اليوم _ القاهرة

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا قيام إسرائيل بالتجسس على جميع الدول العربية من خلال الاتصالات الدولية لمعرفة كل ما يدور فيها، وقد أدلي المهندس بشار إبراهيم أبوزيد الجاسوس الأردني الجنسية المتهم بالتجسس على أمن وسلامة البلاد باعترافات مثيرة خلال التحقيقات حيث كشف عن أن جهاز الموساد الإسرائيلي يقوم بالتجسس علي جميع المكالمات الدولية وأجهزة الإنترنت بمنطقة الشرق الأوسط وبالتحديد بكل من مصر وسوريا والسعودية واليمن وليبيا والجزائر وإيران ولبنان والعراق من خلال شرائح التليفونات المحمولة 'Sim'.

 

وذكرت صحيفة 'الأهرام' في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ان التحقيقات التي أشرف عليها المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا واجراها المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابات أمن الدولة ومهدي شعيب رئيس نيابة أمن الدولة ، كشفت عدم تورط مصريين في هذه الشبكة التي بدأت عملها منذ عامين تقريبا علي يد المتهم الأول بشار أبوزيد 31 عاما صاحب أحد مكاتب الاتصالات الذي أنشاه للتستر وراءه.

 

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الاردنية انها تتابع مع السلطات في مصر قضية مهندس الاتصالات الأردني بشار أبو زيد الذي تم إحالته الى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

 

وأشار مصدر مسئول في الوزارة لصحيفة 'الغد' الأردنية الصادرة الثلاثاء إن الأمر أصبح الآن في يد القضاء المصري وأنهم بانتظار صدور حكم المحكمة، لافتا الى أنه لا يمكن التدخل بأحكام القضاء.

 

وأكد أن السفارة الأردنية في القاهرة تتابع الأمر منذ اعتقال ابو زيد في الأشهر الأولى من العام الحالي، وأنها ساعدت أسرته في توكيل محام.

 

وكان ضباط المخابرات العامة المصرية قد نجحوا في رصد تحركات المتهم الأردني الجنسية, بعد كشف شبكتين للتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي كانتا تقومان بالتنصت علي الاتصالات الدولية.

 

وقال المتهم خلال اعترافاته التي يتابعها المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام :'إن تجنيده لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي جاء منذ عامين عن طريق أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية من خلال تواصله معه عن طريق شبكة الإنترنت بعد التعرف عليه, والتقي به في الخارج أكثر من مرة, وحصل علي دورة تدريبية تتعلق بوضع أجهزة التنصت أعلي أبراج إحدي الشبكات الخاصة بالهاتف الاتصالات المحمولة وأبرزها منطقة الزويعة بمدينة رفح بشمال سيناء'.

 

وأضاف المتهم بشار أبوزيد :'إنه حصل علي مبالغ مالية من جهاز الموساد عن طريق ضابط المخابرات الإسرائيلي أوفير هراري الذي أرسل اليه أجهزة تنصت حديثة لربطها بالقمر الصناعي, ومن خلالها أمكن لضباط المخابرات الإسرائيلية الموساد متابعة الاتصالات التي ترد الي المسئولين, والمواطنين المصريين خارج البلاد حتي يمكنهم معرفة كل ما يدور خارج وداخل البلاد من اتصالات بالمسئولين في جهات عديدة'.

 

واعترف المتهم بأنه قام بالتقاط بعض الصور وكتابة التقارير عن حالة الأمن وضباط القوات المسلحة وتحركاتها بداخل البلاد.

 

وكذلك كتابة التقارير عن خطوط المرافق من مياه وغاز وكهرباء, وخدمات, ومدي تعرضها للتهديدات, بعد اشتعال النيران في خطوط الغاز بجنوب سيناء, وقيامه بإرسال عدة تقارير الي ضباط الموساد الإسرائيلي بعد أحداث 25 يناير الماضي, حيث أمرت النيابة بالتحفظ على جميع الأحراز التي تم ضبطها مع المتهم والتي استخدمها في إرسال التقارير علي ذمة القضية .

 

وكشفت التحقيقات أن زوجته المصرية (23 عاما) لم تكن تعلم بتعاونه مع جهاز المخابرات الإسرائيلي شيئا, وأنه كان يخفي عن جميع أفراد أسرته هذا العمل الخطير, وانه تعرف علي زوجته المصرية عن طريق والدته التي تعرفت على زوجته حال طلبها لمعرفة أحد محال الكوافير لتصفيف شعرها, بعد أن قامت والدة بشار بصداقتها لها ثم تعرفت علي بشار وعلمت أنه يعمل في مجال الكمبيوتر وذلك قبل القاء القبض عليه بخمس سنوات وتزوج منها وانجب طفلته.

 

وذكر خلال التحقيقات أنه تعرض لقضية نصب اثناء عمله في مجال الاتصالات, بعد أن تم القاء القبض عليه واتهامه بتحرير المكالمات الدولية وصدرت ضده أحكام نهائية بتغريمه 50 ألف جنيه, ثم قام باستئجار معدات للعمل في رفح الفلسطينية وخلال تلك الفترة دخل علي الإنترنت وتعرف علي شخص يعرض أجهزة اتصالات للايجار بسعر 3 آلاف دولار في الشهر هو أحد أعراب 48 وطلب منه أن يشحن له هذه الأجهزة وهي عبارة عن جهاز لاب توب وكاميرا .

 

وكانت المفاجأة أن هذا الشخص هو ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي ساعده في الدخول الي عالم الجاسوسية .

 

وذكر بشار خلال التحقيقات أنه كان يزور أسرته التي تعيش بالمملكة العربية السعودية حيث يعمل والده في أحد المصارف, واعترف في نهاية التحقيقات بأن اتصاله بضابط المخابرات الإسرائيلي جاء بعد مروره بضائقة مالية بسبب خسارته التي ذكرها في مجال الاتصالات.

 

وبعد تحقيقات موسعة استمرت 6 أشهر تقريبا أمام مهدي شعيب رئيس نيابة أمن الدولة العليا, أمر المستشار دكتور عبدالمجيد محمود النائب العام بإحالة الجاسوس الأردني الجنسية بشار إبراهيم أبوزيد والإسرائيلي أوفير هراري هارب الي محكمة جنايات أمن الدولة العليا للمحاكمة بتهمة التجسس ضد أمن وسلامة البلاد لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.

 

وكان قد نجح جهاز الأمن القومي في القبض على المتهم، وتم ضبط بعض الأجهزة التي كان يستخدمها في إرسال المعلومات إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي 'الموساد'. وقد أدلى المتهم باعترافات تفصيلية، وأشار إلى أنه دخل البلاد بعد ثورة 25 يناير.