خبر امتحان مفاجيء في الغد- هآرتس

الساعة 09:34 ص|16 أغسطس 2011

امتحان مفاجيء في الغد- هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: اسرائيل غير مستعدة بقيادة نتنياهو للمفاجأة التي تنتظرها في الامم المتحدة. يجب العمل على تغيير ذلك قبل أن يفوت الوقت - المصدر).

        استيقظت دولة اسرائيل المولودة لضربة مفاجئة: ففي صباح 15 أيار 1948 تجرأ سلاح الجو المصري وهاجم سلاح الجو الاسرائيلي الوادع في قاعدة سديه دوف. وأصبح المفاجيء متفاجئا مرة أو مرتين. وفي حرب الايام الستة حدث كذلك وفي حرب يوم الغفران بالعكس.

        في واقع الامر فاجأت اسرائيل بذلك نفسها، لانها نقضت التصور الامني الذي في أساسه الخوف من مفاجآت مريرة فالانذار الاستخباري والانتقال السريع من رتابة جيش نظامي صغير الى طواريء تجنيد احتياطي يشوش على الجهاز الاقتصادي والقرار على قتل من جاء يقتلك – بدأت تجيء. مثل انتقال اللواء المدرع للملك حسين الى غربي نهر الاردن، أو تدفق الفيالق المدرعة من جيش مصر على سيناء.

        على خلفية مركزية المفاجأة في التفكير الاسرائيلي، تحدث في الاسابيع الاخيرة ظاهرة غريبة وهي ان الانذار العام الذي يُسمع علنا باعتباره دعوة الى معركة ثنائية يُستقبل بتثاؤب كبير. فالمعلم، ومعه تقديراته، يكشف للطلاب عن أنه "غدا سيكون امتحان مفاجيء"، وهم غير مبالين ولا يستغلون هذه المعلومة الثمينة. فالفلسطينيون يعلنون بأنهم في العشرين من ايلول سيطلبون الى الجمعية العامة للامم المتحدة الاعتراف بدولتهم المستقلة، واسرائيل تغفو في مقعدها الصيفي الوثير، كل واحد تحت خيمته أو تحت مكيفه ولا سيما الرجل المسمى بنيامين نتنياهو.

        لاحباط تلك المفاجأة، مفاجأة يوم الغفران، لم يكن يُحتاج الى ذلك العميل في القمة، اشرف مروان، بأن الرقم واحد بجلاله وعظمته، أعين أنور السادات، قد حذر في كل قناة معلنة وسرية من أن الحرب تقترب. وقد سُجل تحذيره لكنه لم يُستدخل، فمعنى الاجراءات التي كانت مطلوبة كان أثقل من أن تهضمه القيادة السياسية في اسرائيل.

        المتحدث الآن هو محمود عباس، المزود بتأييد عالمي ومظاهرات شعبية، وبتهديد بالعنف بل بالاستقالة بالقوة التي تلقي الضفة الغربية في اضطراب سياسي. إن نتنياهو قرب المقود  وهو يسافر على نحو مستقيم منصبا مستحجرا في منزلق متعوج، تريد اشاراته المرورية ان تمنعه من سقوط في الهاوية. بعد اربعين يوم ستقلب نينوى ورئيس بلدية نينوى جامد في مكانه.

        لن يخلص براك اوباما نتنياهو: فمواقف اوباما الابتدائية في المساومة تصبح مرنة استعدادا لحسم صفقة. وتستطيع مبادرة سياسية خلاقة في اللحظة الاخيرة أن تسبق الشر لكن لما كان الساسة يكرهون أن يقرروا لئلا يغضبوا المعارضين (ويجد المؤيدون ايضا سببا للتحفظ)، يلتزم نتنياهو الطريقة الاسرائيلية المجربة التي تقول يحيا التكتيك ولتذهب الاستراتيجية الى الجحيم. فهو يترك للجيش الاسرائيلي و"الشباك" والشرطة أن تصوغ "الفكرة العملياتية الشاملة وهي منع واحتواء نشوب أعمال الاخلال بالنظام المصحوبة بالارهاب بأقل قدر من انجازات الوعي للفلسطينيين وعرب اسرائيل (!)، مع إحداث معلومات استخبارية مبكرة والاستعداد المبكر في مراكز احتكاك متوقعة، مع عدد من القوات كبير ومؤهل، للحفاظ على سيادة الدولة والقانون والامن والنظام العام".

        هذه فقرة واحدة من اربعين كلمة تترك قراءتها المتصلة القاريء بلا نفس. والى جانبه اهود باراك الذي يستطيع أن ينشد مع استعراض سنيه، مع فرانك سيناترا، أنه حينما كان في العشرين من عمره تلقى لاول مرة وسام رئيس هيئة الاركان، وتولى في الثلاثين قيادة دورية هيئة القيادة العامة؛ وأصبح في الاربعين جنرالا، وفي الخمسين رئيس اركان؛ وفي الستين رئيس حكومة سابقا، وعلى أعتاب يوم ميلاده السبعين، في خريف شبابه، سقط ليصبح مساعد نتنياهو العاجز. وهو الذي يأمل أن يصلب تقرير مراقب الدولة عن بوعز هرباز، غابي اشكنازي، لكنه لا يجد التقرير اللاذع لذلك المراقب عن المسؤولية عن كارثة الكرمل سببا للخلاص من نتنياهو.

        هذه لحظة المعارضة الهجومية. لحظة جعل عدد كاف من اعضاء الكنيست يوقعون على مؤتمر عطلة كنيست خاص للتصويت على حجب الثقة عن نتنياهو، وفض الكنيست وتقديم موعد الانتخابات وتأسيسها على برنامج نظام جديد – سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي. في 1999 ايضا أُجلت الازمة مع الفلسطينيين حتى انشاء حكومة اخرى لا يوجد فيها نتنياهو. فيمكن تأجيل هذا الامتحان الى الموعد ب وبلوغه مع أجوبة صحيحة.