خبر دير الصامتين المقدسي- معاريف

الساعة 09:31 ص|16 أغسطس 2011

دير الصامتين المقدسي- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون:     منذ أكثر من اربعة اسابيع وقادة الاحتجاج يقررون جدول الاعمال العام، يرفعون الى النقاش مواضيع اجتماعية ومدنية اعتقدنا أنها انقضت من العالم. وباستثناء بعض الكبوات الصغيرة هنا وهناك، يمكن القول انهم يتصرفون تقريبا بصفر أخطاء -  المصدر).

        هل هو دليل على ان الاحتجاج نجح فوق كل تصور. فأمس، عندما عرض قادة الخيام في أرجاء البلاد "المجلس" الاقتصادي – الاجتماعي خاصتهم في تل أبيب، اجتمع في القدس محفل هامشي ما. المجلس الاقتصادي – الاجتماعي الرسمي لدولة اسرائيل. معظم أعضائه لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الوصول. فهم لا يأتون الى معظم المداولات. بالمقابل عج المحفل الاستشاري لشباب الخيام بالكثير من الناس. عشرات الاشخاص أموا بيت سكولوف في تل أبيب، بينهم بروفيسوريون محترمون، رجال اقتصاد وممثلو جماعات متنوعة في المجتمع الاسرائيلي.

        أحد لم يعينهم، والسكرتارية لم تعمل ساعات اضافية في محاولة للتنسيق بينهم ما هو الموعد المريح لهذا او ذاك، وعن الاجر بالطبع لا مجال للحديث. ولا حتى على الضيافة أغلب الظن. ورغم ذلك فان من سيؤثر حقا على وجه الاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي هم اولئك الخبراء، بعضهم مجهولون، ممن جاءوا لانهم فهموا بان أمرا كبيرا ورائعا يحصل هنا، وارادوا أن يكونوا جزءا منه. فيقدموا من علمهم، من قدرتهم. يساهموا. وهذا هو الاساس.

        خمسة الوزراء المحترمون الذين وصلوا بالفعل الى مداولات المجلس في القدس لم يتناولوا حتى ولا بكلمة واحدة التاريخ الذي يكتب في هذه اللحظات بالذات والذي يضاف اليه كل يوم صفحة جديدة. لم يكن هذا على جدول أعمالهم. هذا يحوم اساس في تل أبيب، اما هم فيجلسون في القدس، ورغم كل المحاولات لكنس الامور من تحت الطاولة، فان الهوة التي بين المجلسين من المدينتين لا تزال فاغرة فاها.

        منذ أكثر من اربعة اسابيع وقادة الاحتجاج يقررون جدول الاعمال العام، يرفعون الى النقاش مواضيع اجتماعية ومدنية اعتقدنا أنها انقضت من العالم. وباستثناء بعض الكبوات الصغيرة هنا وهناك، يمكن القول انهم يتصرفون تقريبا بصفر أخطاء.

        عصبة الشباب، غير المجرب، عديمة الايغو والرغبة في التقدم على ظهر مئات الالاف الذين يسيرون معهم على مدى الطريق، تقيم مدرسة للوزراء المحوطين بالمساعدين والمكاتب لكيفية التصرف بنجاعة وبحكمة. وهم يعرفون أنهم لا يعرفون الكثير من الاشياء، ولهذا فانهم يتشاورون كل الوقت. ينصتون، يتعلمون في اطار الحركة، يتخذون القرارات الهامة في الغرف الصغيرة لدى أحد رفاقهم او في المكاتب التي تلقوها تبرعا لعدة ساعات. عندما يكون هناك لقاء، الجميع يأتي. ليس مثلما في المجلس اياه، حيث أغلبية الاعضاء لا يكلفون أنفسهم حتى عناء الوصول.

        هذه هي الروح الجديدة، هذه هي السياسة الجديدة، المنعشة، التي تهب اليوم في أرجاء البلاد، وتجعل مداولات مركزية للوزراء برئاسة وزير المالية الى مداولات غير ذات صلة تقريبا. وبالاساس عندما لا يكون فيها حتى ولا تطرق صغير واحد لما يجري خارج مكاتبهم المكيفة والمريحة.