خبر الاحتلال يمطر الغزيين بعشرات الآلاف من الرسائل الهاتفية بحثاً عن شاليط

الساعة 07:00 ص|16 أغسطس 2011

الاحتلال يمطر الغزيين بعشرات الآلاف من الرسائل الهاتفية بحثاً عن شاليط

فلسطين اليوم-غزة

في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إسرائيلية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بات يقبل الشروط التي طرحتها حركة حماس للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف لدى الحركة، جلعاد شاليط، كثف الجيش الإسرائيلي من جهوده لتحديد مكان احتجازه. فقد أمطر الجيش الإسرائيلي المواطنين الفلسطينيين في غزة بعشرات الآلاف من الرسائل التي أرسلها إلى هواتفهم الجوالة، حيث تعرض الرسالة مبلغ 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات عن جنود الجيش الإسرائيلي المختطفين، حيث إن المقصود هو شاليط.

وحسب شهادات عدد كبير من الفلسطينيين، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن بعض الغزيين قد تلقى هذه الرسالة أكثر من 3 مرات، حيث تتضمن الرسالة رقم هاتف وتطلب من المعنيين الاتصال به لتقديم ما لديهم من معلومات.

وحسب هذه الشهادات، قام الجيش الإسرائيلي أيضا بالاتصال على الهواتف الثابتة، حيث يسمع كل من يتلقى اتصالات رسالة مسجلة تعرض نفس مضمون الرسالة التي ترسل عبر الهاتف الجوال. ويأتي تكثيف استخدام الرسائل والاتصالات في ظل إقرار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعجزها عن الحصول على معلومات حول مكان احتجاز شاليط.

فقد اعتبر يوفال ديسكين، رئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) المنصرف، أن عدم تحديد مكان احتجاز شاليط وعدم القدرة على تحريره يمثل أكبر فشل لـ«الشاباك» في عهده.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي شن هجمات عسكرية في أعقاب اختطاف شاليط أسفرت عن مقتل المئات من الفلسطينيين، وأدت إلى جرح آلاف الأشخاص، علاوة على تدمير مئات المؤسسات والمنازل، واختطاف العشرات من النواب والوزراء المنتمين لحركة حماس، كورقة ضغط على الحركة للإفراج عن شاليط.

من ناحية ثانية، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أمس، الاثنين، إن نتنياهو اتخذ قرارا حاسما بالاستجابة والامتثال لشروط حركة حماس، من أجل الإفراج عن شاليط.

ونقل موقع «قضايا مركزية» الإخباري عن المسؤول المذكور قوله: «نتنياهو اتخذ قرارا استراتيجيا، حيث سيترك كل مواقفه وتصوراته السابقة وراء ظهره، والاستجابة تقريبا لشروط حماس كلها». وأشار إلى أن نتنياهو ومساعديه باتوا على يقين أن الطريق الوحيدة لإعادة شاليط ليست سوى صفقة تبادل مع حماس، وأن هذه الصفقة وإن تمت ستكون ذريعة جيدة للتهرب من الضغط الشعبي الذي تواجهه الحكومة جراء الاحتجاجات على غلاء الأسعار. وشدد الموقع على أن نتنياهو حاول في الآونة الأخيرة استفزاز العديد من الجهات الخارجية لتبرير شن عدوان على هذه الجهات من أجل تقليص اهتمام الشارع الإسرائيلي بالاحتجاجات الجماهيرية على سياساتها الاقتصادية والاجتماعية.

وفي السياق ذاته، منع أكثر من 20 إسرائيليا حافلة تنقل عائلات أسرى فلسطينيين كانت في طريقها لزيارة ذويهم في سجن ريمون بالنقب. وطالب الإسرائيليون الذين ينتمون لمجموعة تطلق على نفسها «نشطاء من أجل شاليط» بإطلاق سراح الجندي الأسير في غزة. وعلق المحتجون على الزيارة شعارات على حافلة أهالي الأسرى، أحدها يقول «زيارة الأسرى لن تتم دون السماح بزيارة شاليط». وأكد أهالي الأسرى أن الشرطة الإسرائيلية لم تتدخل، بل منعت عائلات الأسرى من النزول من الحافلة.

ودار حوار هادئ بين بعض النشطاء اليهود وأفراد عائلات الأسرى، فقال موشيه فيشر، وهو ضابط في جيش الاحتياط الإسرائيلي برتبة عقيد، إن «هذه المظاهرة ليست موجهة ضدكم بل ضد حركة حماس، التي لا تسمح لعائلة شاليط بأن تزوره. نطلب منكم أن تنقلوا إليهم رسالتنا هذه فنحن نمارس ضغوطا على حكومتنا لكي تطلق سراح شاليط، حتى لو كان الثمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. فلماذا لا تمارسون أنتم الضغوط على حماس؟». وقالت أورنا سمحوني، إن «الأسرى الفلسطينيين يعيشون في ظروف (5 نجوم) بينما شاليط لا يرى النور».

ورد المواطن الفلسطيني أحمد سليمان، الذي كان في طريقه لزيارة شقيقه الأسير: «أنا شخصيا، وأعتقد أن غالبية الفلسطينيين مثلي نريد أن يطلق سراح شاليط في أسرع وقت، لأن ذلك يعني إطلاق سراح ألف فلسطيني. ولكن تذكروا: أنتم تناضلون من أجل إطلاق أسير واحد، بينما هناك ألوف الأسرى الفلسطينيين. وليس صحيحا أن ظروفهم (5 نجوم)، بل يعانون الأمرين من سلطات السجون والمخابرات الإسرائيلية».