خبر مبادرة لوقف المساعدات الأمريكية لوحدات عسكرية إسرائيلية خاصة

الساعة 06:39 ص|16 أغسطس 2011

مبادرة لوقف المساعدات الأمريكية لوحدات عسكرية إسرائيلية خاصة

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

يعمل السيناتور الأمريكي عن الحزب الديمقراطي باتريك ليهي في الكونغرس على مبادرة لوقف المساعدات الأمريكية لوحدة البحرية الإسرائيلية الخاصة "شييطت 13" ووحدة المستعربين "دوفدوفان" ووحدة "شلداغ" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وبحسب ليهي فإن هذه الوحدات الثلاث متورطة في خرق حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقالت "هآرتس" في هذا السياق إن وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، كان قد اجتمع معه في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، قبل أسبوعين، وحاول إقناعه بالعدول عن المبادرة.

واعتبرت الصحيفة أن المبادرة غير عادية للغاية وبالذات في الكونغرس الأمريكي الذي يعتبر "قلعة الدعم لإسرائيل" في الولايات المتحدة والعالم.

ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن ليهي بدأ بالدفع بهذه المبادرة في الشهور الأخيرة لجملة من الأسباب، بينها توجهات تلقاها من مصوتيه في ولاية فيرمونت التي يمثلها في مجلس الشيوخ. وأشار المصدر نفسه إلى مظاهرة جرى تنظيمها قبل عدة شهور من قبل متضامنين مع الشعب الفلسطيني أمام مكتبه بطلب إدانة قتل 9 أتراك خلال الحملة الدموية الإسرائيلية على أسطول الحرية الأول في أيار/ مايو من العام الماضي من قبل جنود "شييطيت 13" التابعة للبحرية الإسرائيلية.

يذكر أن السيناتور ليهي يشغل منصب رئيس لجنة ثانوية لتخصيص الميزانيات والمساعدات الخارجية في مجلس السينات (الشيوخ) الأمريكي. وسبق أن بادر في العام 1997 إلى سن قانون يمنع الولايات المتحدة من تمويل أو تسليح أو تدريب وحدات عسكرية أجنبية مشتبهة بخرق حقوق الإنسان أو ارتكاب جرائم حرب.

وجاء أن ليهي يحاول إدخال بند في قانون المساعدات الخارجية للعام 2012، بموجبه يتم فرض قيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وخاصة للوحدات الثلاث التي ورد ذكرها.

وبحسبه فإن "شييطيت 13" و"دوفدوفان" تتعرضان لـ"فلسطينيين أبرياء"، وأنه لا يوجد آلية تحقيق تضمن عدم خرق مقاتلي الوحدتين لحقوق الإنسان. ويتضمن اقتراحه فرض قيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل مماثلة للقيود المفروضة على دول مثل مصر وباكستان والأردن.

وأضاف المصدر الإسرائيلي أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن تعمل منذ عدة شهور على وقف هذه المبادرة، وإقناع ليهي بالعدول عنها ولكن دون تحقيق أي نجاح.

وتابع المصدر نفسه أنه بالرغم من الدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل في الكونغرس إلا أن هناك تغييرات للأسوأ أيضا. وقال إن وضع إسرائيل في الولايات المتحدة أفضل بما لا يقاس مع مواقع أخرى، ولكن يجب الاعتراف بأن هناك تآكلا تدريجيا بطيئا، وأن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه قبل 20 عاما.

تجدر الإشارة إلى أن ليهي (71 عاما) يعمل منذ سنوات على قضايا تتصل بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، وسبق أن وجه انتقادات حادة لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وخاصة في أعقاب الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008-2009، ولكنه في المقابل ضم اسمه لقرار الكونغرس الذي يدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأشارت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن ليهي الذي يشغل عضوية الشيوخ لمدة تزيد عن 35 عاما كانت تربطه علاقة شخصية برئيس الحكومة الأسبق يتسحاك رابين، وفي حينه تعرف على باراك بصفته رئيس الأركان، وبعد ذلك كرئيس للحكومة ووزير الأمن اليوم.

وكان باراك قد التقى ليهي مؤخرا، وقال له إن "الفرق بين إسرائيل ومنظمات الإرهاب أو دول أخرى في الشرق الأوسط هو أنه يوجد محاسبة ومراقبة في إسرائيل". وأضاف "عندما تقتل حماس إسرائيليين فهذه جريمة قتل ولا أحد يحقق في الطرف الثاني، أما لدى إسرائيل فيوجد جهاز قضائي مع صلاحيات أوسع بالمقارنة مع الولايات المتحدة".

كما نقل عن باراك قوله إن النيابة العسكرية ليست تابعة للقيادة العسكرية، وإنما للمستشار القضائي للحكومة، وأنها تتمتع باستقلالية تامة. وقال أيضا "إن أي فلسطيني يصاب يستطيع التوجه إلى المحكمة العليا، وأن التحقيقات تخضع للفحص القضائي، وهناك عشرات الدعاوى في كل عام يقدمها فلسطينيون ضد جنود إسرائيليون".

وبحسب "هآرتس" فإن ليهي استمع إلى أقوال باراك، إلا أنه أكد له في نهاية اللقاء أنه لن يتراجع عن المبادرة.