خبر يوجد ليبرمان ويوجد ليبرمان -يديعوت

الساعة 08:54 ص|15 أغسطس 2011

يوجد ليبرمان ويوجد ليبرمان -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

عشية خروج الكنيست في عطلة في نهاية تموز، وقع ممثلو جماعات المجلين عن قطاع غزة على اتفاق ينهي جميع مطالبهم. وفي المقابل التزم قادة الكتل البرلمانية في الكنيست بعدم اثارة اقتراحات قوانين اخرى لتعويض المجلين - فاذا استثنينا جماعة واحدة وهي أكثر الخارجين من مستوطنة نيسانيت – التي رفض سكانها التوقيع فقد انقضى ترتيب الانفصال. فقد التزمت "تنوفاه"، وهي المديرية الحكومية التي عالجت المطالب، أن تنقض نفسها حتى منتصف 2013.

        تنفس الساسة والموظفون الصعداء: فبعد ست سنين من الغضب والتلاعبات والشعور بالذنب والأسى استطاعوا أن يغلقوا البسطة. وتنفس المجلون ايضا الصعداء. ويستطيع الطرفان أن يشكرا رئيس المديرية في السنة ونصف السنة الاخيرين، بنتسي ليبرمان، الذي عرف كيف يعقد طرفي الحبل وأن يفضي بهذه القصة الصعبة الى خط النهاية.

        دفع الفرح العام مسألة الكلفة جانبا. ان توطين المجلين من جديد كلف دولة اسرائيل ما بين 7 – 8 مليارات شاقل. وهذا تقدير، فالمبلغ الدقيق يخضع لتفسيرات مختلفة لأن قسما كبيرا منه أُنفق على البنية التحتية التي سيستعملها اولئك الذين لم يتم اجلاءهم ايضا.

        لعبت الكنيست دورا مركزيا في زيادة التعويضات: أما اليسار فبسبب الشعور بالذنب وأما اليمين فلمنع الاخلاء في يهودا والسامرة. وهكذا حدث انه بهدوء شديد وبلا أي احتجاج عام حُول في السنة ونصف السنة الاخيرين 650 مليون شاقل اخرى الى حسابات المجلين، 270 مليونا منها باتفاق نهاية تموز.

        لهذه المبالغ معنى كبير في الجدل الذي يدور اليوم في العدالة الاجتماعية. فالمستوطنون يقولون ان أكثر الافضالات المالية التي حصلنا عليها في الماضي قد انقطعت. وتمييزنا لأفضل في الهامش فقط. وهم لا يأخذون في الحسبان المبالغ الضخمة التي استثمرتها الدولة وتستثمرها في البنى التحتية في يهودا والسامرة، والأساس أنهم لا يأخذون في الحسبان امكانية أن يستقر الرأي ذات يوم على اجلاء جزء منهم من هناك أو أكثرهم وآنئذ، وبحسب المعيار الذي أُقر في غوش قطيف، سيبلغ الحساب مئات المليارات.

        نبه الأديب دافيد غروسمان في المقالة التي نشرها في الاونة الاخيرة في صحيفة "يديعوت احرونوت" الى أن اليسار اخطأ عندما سلك سلوكا غير مبال بالمجلين. وأنا أتفق معه: فقد تنكر اليسار لمعاناة المجلين وعاملهم بعدم اكتراث وبشرارة احيانا. لكن الطبقة الوسطى واليسار واليمين معا دفعوا الاموال. وقد دفع مرتين، مرة في بناء المستوطنات في غزة ومرة في الاجلاء. ودفع بارتفاع الضرائب غير المباشرة وغلاء الخدمات الصحية والتربية وانخفاض مستواهما. وهذه هي الصلة الحقيقية بين طلب العدالة الاجتماعية ومشروع الاستيطان.

        كل هذا لا ينقص من الانجاز الشخصي لبنتسي ليبرمان الذي أدى بتوجه براغماتي وبدماثة خلق بقضية الاخلاء الى مرحلة نهايتها. ان ليبرمان واحد من ثمانية مرشحين بلغوا خط النهاية في المنافسة في منصب المدير العام لمديرية اراضي اسرائيل. ويفترض ان تنهي لجنة تحديد المرشح عملها هذا الاسبوع.

        إن ما يعزز ليبرمان في ظاهر الامر هو سجله: فقد كان تسع سنين رئيس المجلس الاقليمي السامرة. وكان خمس سنين رئيس مجلس "يشع". وترتيب الافضليات الذي وجهه مدة سنين يختلف عن ترتيب الافضليات الذي يوجه أكثر الاسرائيليين اليوم.

        لكنني أذكر له القرار الحاسم في كفار ميمون، في ذروة حملة المستوطنين على الانفصال، عندما دفع قسم من جمهوره الى مواجهة عنيفة مع قوات الامن. فقد فضل ليبرمان المنطق على الغريزة، والرسمية على الفئوية وتبين انه زعيم ذو مسؤولية.

        المتطرفون في فئته لا يغفرون له ذلك ويجوز له أن يضع كراهيتهم وسام شرف على صدره.