خبر خذوا نصف ذيل- يديعوت

الساعة 07:53 ص|14 أغسطس 2011

خذوا نصف ذيل- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

في السياسة يعدّون الرؤوس والاصابع والاصوات في صناديق الاقتراع فقط. بعد يوم من مظاهرة حركة حيروت العاصفة أمام مبنى الكنيست اعتراضا على المدفوعات من المانيا، لم يكن يهم أحدا ماذا كان هناك ومن كان هناك. فقد تدفقت المدفوعات من المانيا. ومن يتذكر المظاهرات الدامية على أثر أحداث وادي الصليب في حيفا؟ وبعد يوم من التصويت في الكنيست على دخول اتفاق اوسلو حيز التنفيذ، انطلق الاتفاق في طريقه وجلس رجال شرطة فلسطينيون في نفس سيارة الجيب مع جنود الجيش الاسرائيلي وخرجوا لمهام دوريات مشتركة (الى أن تشوشت الامور).

        يرى بنيامين نتنياهو ورفاقه المناظر ويسمعون الاصوات ويقولون لأنفسهم وبينهم: أهؤلاء؟ هؤلاء لم يصوتوا قط من أجلي ومن اجلنا، ولن يعطونا ايضا اصواتهم في المستقبل في صناديق الاقتراع. إن النواة الصلبة من مصوتي الليكود ستصوت لليكود حتى لو بحثت عن كسرة خبز في حاويات القمامة، وحتى لو وعد الليكود قبيل الانتخابات بتقسيم حائط المبكى، لا بين الرجال والنساء بل بين اليهود والمسلمين. فمن الحقائق أن استطلاعات الرأي تشير الى هبوط الرضى عن رئيس الحكومة، لكن الليكود (أما يزال؟) يحافظ على قوته. وبيبي ورفاقه يحيون على استطلاعات الرأي.

        أين اذا يخطيء بيبي ورفاقه، أو أنهم يقرأون الخريطة السياسية الداخلية قراءة صحيحة؟ انهم يعلمون باعتبارهم ذوي تجربة سياسية أن الفرق بين كتلة اليمين وكتلة اليسار يراوح في العهد الاخير حول عشرة نواب في الكنيست. وبعبارة اخرى تكفي اليوم أكثرية من خمسة نواب أو ستة لنقل السلطة والحكومة من جانب الى الجانب الثاني. وبعبارة اخرى نقول ان 200 ألف أو 300 ألف شخص (وأقل) سيرجحون الكفة وسيدعون ذلك الشخص من شركة النقل المقدسية لنقل الشقة مرة اخرى.

        لكن نتنياهو ورفاقه ايضا يعلمون ويفهمون جيدا أن: أ. كثيرين من مئات آلاف المحتجين لم يصوتوا في الانتخابات السابقة إما بسبب السن وإما بسبب عدم الاكتراث و ب. أن الصخب الذي يغشى في هذه الايام دولة اسرائيل يمس ويمس ضاحية مصوتي الليكود التقليديين. إن نتنياهو يرى الاحتجاجات في بئر السبع واوفكيم وبات يام مثلا خطرة على مستقبله السياسي بقدر لا يقل عن المستوطنات في جادتي روتشيلد ونورداو. واذا أثر "الفهود البيض" في جادة روتشيلد وأقنعوا سكان كريات ملاخي وشلومي وأور عكيفا بأن وضعهم سيء وأنه سيكون اسوأ كما يبدو، فان أمره سيفسد عليه. لن يصوتوا في الضواحي للاحزاب اليسارية في الحقيقة لكنهم قد يصوتون "لشيء ما في الوسط" أو المركز. والسؤال الآن من سيتبوأ هذا المركز؟.

        آريه درعي مثلا؟ سيقرر قراره في ليل نتائج الانتخابات فقط، فاذا كان عنده عدد من النواب يُمكّنه من "اجتياز الخطوط"، فلن يتردد درعي لحظة: فسيظهر مثل "الموحد الكبير للشعب"، ويدعو الكتلتين الى حكومة وحدة، وسيُدبر امورها في واقع الامر ايضا اذا تولى وزارة حماية البيئة أو أصبح نائب وزير المتقاعدين. وتوجد بطبيعة الامر امكانات سياسية اخرى ما زالت تنتظر طلقة البدء، فلن نبحثها الآن.

        ليس نتنياهو محتاجا الى هذه المقالة وغيرها ليعرف الوضع السياسي الداخلي. فهو يدرك الاخطار التي تترصده من قبل المحتجين في الخيام والمظاهرات. غير أن نتنياهو بخلاف رأي كثيرين هو سياسي عقائدي. وهو مؤمن كبير، حقا وعلى نحو صادق، بطريقه السياسي (الداخلي والخارجي) وبطريقه الاقتصادي. وقد تمدح حتى الآن في كل زاوية شارع بنجاحاته في طريقه الاقتصادي. والاقتصاد الحر هو منارته وهو جميع خلايا دماغه، فكل أيامه واعماله لامست هذه المنطقة. فماذا سيفعل وكيف سيخرج من الازمة الحالية؟.

        إن "نتنياهو"، يقول عارف كبير بالسياسة الداخلية الاسرائيلية هو حاييم رامون "مثل عظاءة أو مثل حرباء". وأراد أن يقول ما الذي تتركه العظاءة ساعة الخطر على حياتها؟ نصف ذيلها في يد مطاردها، والحرباء تغير لونها اذا واجهت الخطر وهكذا يفعل رئيس الحكومة. فاذا حدثت ازمة سياسية خطب خطبة بار ايلان لارضاء من يترصدون بحياته السياسية. وماذا يفعل اذا نشبت ازمة اجتماعية؟ "يطرح عظما" وينشيء لجنة بل يوقف اصلاحه الاقتصادي ويستغل بكلامه الازمة الاقتصادية العالمية وينتظر المرة التالية: قد تكون ازمة اقتصادية اخرى أو خطة سياسية جديدة. وحتى ايلول "الله عظيم".