خبر خفة الثورات -معاريف

الساعة 07:51 ص|14 أغسطس 2011

خفة الثورات -معاريف

بقلم: ايال مجيد

(المضمون: سادتي الثوار، يمكنكم ان تخرجوا الاشتراكية من القبر وان تتلقوا كل مطالبكم، بما في ذلك ربما الافلاس. لماذا تطالبون رئيس الوزراء أن يقوم بفعل ما لا يؤمن به؟ غيروه بالانتخابات اذا كانت الاغلبية معكم، هذا بسيط جدا بهذا القدر - المصدر).

        ممتع أن يكون المرء ثوريا. ليس للثوري غد، يمكنه أن يتقلب كما يشاء، يطلق الى الفضاء كل شعار يريد، يرفع المطالب التي يشاء. الثوري لا يراعي شيئا، لا يراعي احدا. فهو لا يتقيد بشيء. هو مفعم بذاته، يعلو سحابة الكلام الحماسي. ليس واضحا، باختصار، كيف جر رئيس الوزراء وراء الثوريين بالصدفة التي تنشئهم البلاد في الاسابيع الاخيرة.

        ليس واضحا لماذا بدلا من الاعلان بانه يشكل فريق تفكير (ماذا يعني هذا، انه من قبل لم يكن تفكير، ولم يفكروا فوق بذلك من قبل؟) يظهر في التلفزيون في خطاب للامة ويقول: "عندي طريق، اقتصادنا هو على صورتي وعلى شكلي، وأنا أومن بانه بفضل ذلك تجد اقتصادنا ينجح في أن يشق طريقه جيدا في المياه العاصفة للاقتصاد العالمي. الاقتصاد الاسرائيلي مستقر، لا توجد بطالة جماهيرية. انظروا الى اوروبا، الى ايرلندا والى فينلندا، الى اليونان والى اسبانيا، لتروا كم يمكن للامر أن يكون اسوأ. اذا كان هذا لا يعجبكم فستكون انتخابات بعد سنة ونصف، وعندها تستبدلونني بشيلي يحيموفتش أو بدوف حنين، بميرتس أو بركاح، اللتين ايديولوجيتهما تتطابقان تماما مع افكاركم. حتى اشعار آخر يتم التغيير هنا للنظام بالانتخابات، هذه هي الديمقراطية التي تلوحون بها كل الوقت. انعدام صبركم، والنزول الى الشارع، ليس ديمقراطية بل مناهضة الديمقراطية. من خلال الشارع تريدون ان تتجاوزوا ارادة الاغلبية. بقوة الشارع، بمعونة فنانين ومغنين، تخلقون كرنفالا وليس ديمقراطية".

بل وكنت سأقول لو كنت رئيس الوزراء: "الحقيقة هي انه حتى الشارع لا يتحدث بصوتكم. من يملي عليكم الشعارات هم أصحاب مصالح سياسية صرفة، من العمل، من ميرتس ومن ركاح، تحت غطاء اطفال الورود. كل ما يريدونه هو اسقاط الحكومة بوسائل غير سياسية وذلك لان السياسة لم تضىء لهم وجهها. كل الثورات بدأت من هذه النقطة، من احباط أقلية تتطلع الى الحكم".

كنت سأقول هذا لو كنت مكان رئيس الوزراء، وهي لا تتناقض وحقيقة أني مع تغيير حكومته (أي حكومة تحل محلها هي مسألة اخرى. التغيير المطلوب هو في مفاهيمنا الاساسية التي تتعلق بالضرورة بالحساب الاقتصادي). ولكني مع تغيير الحكومة في الانتخابات وليس في الشارع. انا مع تغييرها للمبررات السليمة وليس للمبررات غير السليمة. انا مع تغييره من خلال امور واضحة في طبيعتها وليس بوسائل ترفيهية فنية ومغنين مهما كانوا غاضبين.

الواقع الذي تريد ان تغيره ثورتنا الرقيقة، الثورة الفرحة التي تتخذ صورة الثورة الغاضبة أو العكس، احتجاج الزبدة هذه – يمثل سلم الاولويات للنظام الحالي، الذي انتخب في انتخابات ديمقراطية. هذا الواقع يمثل مذهبا تهكميا بنظري في كل المجالات؛ ولكن اذا كنا نريد حقا تغييره وتغييره سلم اولوياته، فلا سبيل ديمقراطي آخر غير التوجه الى الانتخابات.

إذن، سادتي الثوار، يمكنكم ان تخرجوا الاشتراكية من القبر وان تتلقوا كل مطالبكم، بما في ذلك ربما الافلاس. لماذا تطالبون رئيس الوزراء أن يقوم بفعل ما لا يؤمن به؟ غيروه بالانتخابات اذا كانت الاغلبية معكم، هذا بسيط جدا بهذا القدر.