خبر باراك يحذر نتنياهو من اتخاذ أي إجراءات ضد السلطة الفلسطينية

الساعة 05:50 ص|13 أغسطس 2011

باراك يحذر نتنياهو من اتخاذ أي إجراءات ضد السلطة الفلسطينية

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قالت صحيفة هآرتس العبرية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا لمحفل «الثمانية» في بحث عن تصدي "إسرائيل" للخطوة الفلسطينية المرتقبة في الأمم المتحدة في شهر ايلول.

وحسب «هآرتس» فان وزراء شاركوا في النقاش اقترحوا اتخاذ اجراءات وقائية ضد السلطة الفلسطينية حتى قبل التصويت في الامم المتحدة وذلك للضغط على رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) للتراجع عن الخطوة لكن وزير الحرب ايهود باراك عارض ذلك وحذر من أن الأمر من شأنه أن يؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية.

وعلمت «هآرتس» بأن النقاش عني بردود الفعل المحتملة على الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة وبالأعمال التي قد يتعين على "اسرائيل" القيام بها بعد التصويت في الجمعية العمومية للامم المتحدة، والذي من المتوقع للسلطة الفلسطينية أن تحظى فيه باغلبية كبيرة في صالح الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967. ووفقا للصحيفة فان نقاشات أمس طُرحت ايضا اقتراحات لاجراءات وقائية، في اطارها فرض عقوبات ضد السلطة الفلسطينية وذلك من اجل اقناع عباس بوقف التوجه الى الأمم المتحدة.

أحد الاقتراحات كما تقول «هآرتس» طرحه وزير المالية يوفال شتاينيتس كان وقف تحويل اموال الضرائب التي تجبيها "اسرائيل" عن الفلسطينيين. فالسلطة الفلسطينية توجد في ازمة سيولة خطيرة وتجد صعوبة في دفع الرواتب لعشرات آلاف موظفي الحكومة. اموال الضرائب التي تجبيها "اسرائيل" عن السلطة تستخدم لدفع جزء كبير من تلك الرواتب. وطُرحت في النقاش اقتراحات اخرى لعقوبات حتى أكثر حدة ضد السلطة.

وعارض وزير الحرب ايهود باراك الاقتراح وحذر من آثاره. وحسب باراك، فان خطوات أحادية الجانب من "اسرائيل" ضد الفلسطينيين وعقوبات كوقف تحويل الاموال، من شأنها أن تؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية مما سيؤدي الى فوضى في الضفة الغربية ويلقي على "اسرائيل" المسؤولية عن حياة 2.5 مليون فلسطيني.

وقالت الصحيفة ان ممثلو وزارة العدل والنيابة العامة العسكرية الذين شاركوا في النقاش عرضوا هم ايضا فتاوى قانونية ضد اجراءات رد أحادية الجانب من "اسرائيل" للخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة.

واكدت الصحيفة ان النقاش استمر نحو اربع ساعات وشارك فيه أكثر من ثلاثين مشاركا. اضافة الى نتنياهو حضر النقاش وزير الحرب باراك، وزير المالية شتاينيتس، وزير الداخلية ايلي يشاي والوزيران موشيه يعلون وبني بيغن. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي أعلن في بداية الاسبوع بأنه سيطالب الثمانية قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية وحذر من سفك دماء يخطط له الفلسطينيون في ايلول، لم يصل الى النقاش على الاطلاق. أما الوزير دان مريدور فقد تغيب هو ايضا كونه يتواجد في واشنطن.

وحذر دبلوماسي غربي كبير أمس في حديث مع مراسلين اسرائيليين في تل ابيب من أن التعاون بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية سيتضرر بشكل كبير اذا لم يتراجع الفلسطينيون عن نيتهم التوجه الى الامم المتحدة في شهر ايلول.

«اذا توجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة سيكون من الصعب علينا أن نبقي على منظومة العلاقات التي كانت لنا معهم حتى الآن»، قال المسؤول. «هذا سيؤثر ايضا على المساعدات الاقتصادية الامريكية للسلطة وكذا على المساعدات في تدريب قوات الامن الفلسطينية. لا نريد أن يحصل هذا، ولكن سيكون من الصعب علينا الابقاء على ذات مستوى التعاون اذا ما توجهوا الى الامم المتحدة».

وحسب الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة هذه الايام على محاولات منع المواجهة في الامم المتحدة في ايلول. «نحن نبذل جهودا كبيرة كي نوضح للفلسطينيين بأن فقط بالمحادثات المباشرة سيكون بوسعهم تحقيق أهدافهم. وشددنا أمامهم على أن التوجه الى الامم المتحدة هو فكرة سيئة لن تعطي أي نتيجة»، قال.

وتناول الدبلوماسي تصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان حول الحاجة الى قطع العلاقات الامنية والاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، وقال ان الولايات المتحدة تدعو الطرفين الى الامتناع عن التدهور نحو العنف ومواصلة التنسيق الامني. «التعاون الامني بين "اسرائيل" والفلسطينيين هو قصة نجاح. فقد أدى هذا الى تحسن ذي مغزى في الوضع الأمني على الأرض ونحن نريد أن نرى هذا التعاون يستمر. هذه مصلحة اسرائيل، مصلحة الفلسطينيين ومصلحة الولايات المتحدة»، قال.

أما رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فقد قال أمس في لقاء مع اعضاء كونغرس امريكيين ان «السبيل الوحيد لتحقيق السلام مع الفلسطينيين هو من خلال المفاوضات المباشرة، ونحن مستعدون للشروع فورا بالاتصالات بدون شروط مسبقة. اذا اعترفت الامم المتحدة بخطوة فلسطينية أحادية الجانب، فسيتضرر الاحتمال للسلام»، حسب قوله.