خبر الفلسطينية « صبرية جابر » معاناة عمرها « الاحتلال » في مواجهة المستوطنين

الساعة 10:05 ص|12 أغسطس 2011

الفلسطينية "صبرية جابر" معاناة عمرها "الاحتلال" في مواجهة المستوطنين

فلسطين اليوم- رام الله

في المنطقة الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل، وسط الضفة الغربية يقع منزل عائلة الفلسطينية " صبري جابر" أم عمار، و الذي أحيط بالمستوطنات الصهيونية منذ احتلال المدينة في العام 1967.

فالمنزل يقع جنوب مستوطنة "كريات أربع" وشمال مستوطنة "جفعات هافوت" وجنوب غرب مستوطنة "خارصينا"، إلى جانب مستوطنة "جفعات هافوت" والتي يفصل بينها وبين منزل أم عمار من الجهة الجنوبية للمنزل شارع مغلق بحاجز عسكري يمنع جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز السيارت والمركبات الفلسطينية من دخول الحاجز من الجهة الغربية للمنزل.

تقول أم عمار لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، والتي تعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد: " نحن نعيش معاناة مزدوجة فمن ناحية المستوطنين يحاصروننا من كل الاتجاهات، إلى جانب وجود الجنود الدائم على الشارع الرئيسي لحماية المستوطنين و تامين حركتهم.

 

إغلاق دائم

و لتأمين هذه الحركة، يقوم جنود الاحتلال بالتنكيل بأصحاب المنازل العربية الموجودة في هذا الشارع المقام أصلا قبل عام 67 وقبل كل الوجود الاستيطاني.

وتعود معاناة العائلة الفلسطينية منذ العام 1968 عندما أقيمت مستوطنة كريات أربع الصهيونية، حيث بدأ المستوطنين من الانتقال إليها للسكن فيها و التوسع على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين هناك.

وفي الثمانينات  توسع المستوطنين في المنطقة الشمالية وبدؤوا ببناء مستوطنة قريبة سميت ب"خارصينا" و بدأت تكبر شيئا فشيئا وتحولت من نقطه عسكريه لحماية كريات أربع من الجهة الشمالية إلى بؤرة استيطانية ترافق النقطة العسكرية والتوسع التدريجي حتى أصبحت مستوطنة كبيرة وتواصلت مع كريات أربع من الجهة الجنوبية.

وقد عزل هذا التمدد الاستيطاني مدينة الخليل عن بني نعيم شرق محافظة الخليل وعزلة سعير والشيوخ شمال شرق مدينة الخليل و عزلة يطا جنوب شرق مدينة الخليل وكرس كل هذا العزل الشارع الالتفافي رقم60 الموصل بين كريات أربع و خارصينا ومستوطنات شرق يطا والمستوطنات المقامة في المناطق الشرقية للضفة الغربية الفلسطينية.

وكما " خارصينا" كانت "جفعات هافوت" في التسعينيات من الجهة الجنوبية لكريات أربع، حيث توسعت على حساب عشرات الدونمات من أراضي الأهالي هناك.

 

وزيادة على هذا الحصار لمنزل أم عمار من كل الاتجاهات، كانت الطامة الكبرى، كما تقول، عندما استولى الجنود على منزل جارها  "فخري غانم "المجاور تماما لمنزلها  من الجهة الغربية  والمقابلة تماما للحاجز العسكري، و تحويله إلى ثكنة عسكرية مما ضاعف الحصار على أسرة أم عمار التي أصبح جميع نوافذها من جميع الجهات مغطاة بالشبك الحديدي لمنع الحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة التي يلقيها المستوطنون صوب منزلها باستمرار.

 

معاناة يومية

وحول تفاصيل معاناتها تقول أم عمار:" المستوطنون في هذه المستوطنات هم من المتطرفين العنصريين الذي يرفعون الشعار الدائم بالموت للعرب، لذا يسعون بشكل مستمر دفعنا للخروج من منزلنا و الانتقال للسكن بالخارج للاستيلاء عليه".

ولتحقيق هذا الهدف بالسيطرة على منزل أم عمار و المنازل المحيطة، يقوم هؤلاء المستوطنين بالاعتداء الدائم على الأسرة بإلقاء القاذورات و الزجاجات الفارغة باتجاه المنزل و الاعتداء المباشر بالضرب على الأطفال أثناء دخولهم و خروجهم من المنزل.

ولا تقتصر معاناة الأسرة عند هذا الحد،  فلا احد من خارج العائلة " من يسكن في المنزل فقط، دخول المنطقة:" لقد أصبح أهلنا لا يستطيعون القدوم إلينا لزيارتنا وأصبحنا منقطعين عن العالم وتحت عذابات اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين المستمرة، ولقد  تضاعفت اعتداءاتهم مؤخرا بشكل كبير ووحشي يفوق حد التصور بهدف ترحيلنا".

وقالت:" في أعقاب اعتداء المستوطنين علينا يقوم الجيش وشرطة الاحتلال  باعتقال أبنائي و التنكيل بهم، فالضحية هي التي تعاقب والمعتدين يزيدون في عدوانهم".

وتتذكر أم عمار حاثة اعتداء مباشر على المنزل عندما قام المستوطنين وجنود الاحتلال باقتحامه في عام 2005، وخلال الاعتداء عليها أجهضت جنينها، و حطم الجنود محتويات المنزل بالكامل.

وتتابع:" كل ليلة بعد منتصف الليل يجتمع عدد من المستوطنين أسفل المنزل و يسكرون ويعربدون ويطلقون أصوات عالية ومزعجه ويرافقهم عدد من الفتيات ويكون معهم كلب أيضاً ويقومون بإعمال لا أخلاقية على مرأى ومسمع جنود الاحتلال والشرطة وحرس الحدود".

وكان آخر الاعتداءات قبل أيام، حينما اقتحم المستوطنين المنزل بسبب أضاءتها ل"أهله شهر رمضان " على شباك المنزل، وأرادوا أن يزيلوها، تقول أم عمار:"  هذه الأهلة يضيئها أولادنا على نوافذنا ومنازلنا يفرحون بها ويبتهجون في رمضان ولكن المستوطنون والمحتلون لا يريدون لنا أي فرح أو بهجة".

 

 

 

صمود مستمر

ورغم كل هذه الاعتداءات تصر عائلة أم عمار على البقاء في المنزل و عدم الخروج منه:" عرضوا علينا شراء المنزل بمبالغ طائلة ولكننا رفضنا و سنستمر بالرفض رغم كل هذه الاعتداءات، و لن نرحل عن منزلنا يوما".

وتروي أم عمار كيف حاولت أسرتها إقناعها بالخروج من المنزل و إغلاقه و السكن في منزل تملكه العائلة وسط المدينة،خوفا على أبنائها من الاعتداءات اليومية و الاعتقالات، إلا أنها رفضت هذا العرض أيضاً، قائلة أنها ستموت في المنزل الذي عاشت فيه طوال حياتها رغم كل شئ.