خبر بين لندن وتل أبيب -هآرتس

الساعة 08:13 ص|11 أغسطس 2011

بين لندن وتل أبيب -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اضطرابات العنف في بريطانيا تختلف جوهريا عن احتجاج الصيف الاسرائيلي. في اسرائيل ثارت الطبقة الوسطى، التي تحمل أساس العبء الاقتصادي والمدني ضد غلاء المعيشة. في انجلترا تثور الهوامش الاكثر اهمالا في المجتمع. قادة الاحتجاج في اسرائيل هم أبناء العمود الفقري المركزي في المجتمع، شباب مثقفون وعاديون في دولة الحراك الاجتماعي فيها أعلى مما هو وارد في الغرب المحافظ. في بريطانيا اشتعلت الشوارع في معركة مهاجرين وأقليات فقراء وانتشرت في الطبقة الدنيا، التي تعاني من البطالة والفقر الاقتصادي والثقافي، الذي ينتقل في المجتمع الانجليزي الطبقي من جيل الى جيل. كما أن للتوترات الثقافية والعرقية دورا لا بأس به في الاضطرابات التي رصاصة البدء فيها كانت على ما يبدو الرصاصة التي قتل بها الشاب الاسود مارك دغان في توتنهام.

        للاحتجاج في اسرائيل طابع معتدل، وهو يجرف خلفه جمهورا واسعا ومتنوعا، يتماثل معه، مع قادته ومع رسائله. وحتى رئيس الوزراء اعترف هذا الاسبوع بان الاحتجاج محق، او على الاقل يلقى التفهم. في بريطانيا تحولت الانتفاضة الى ميدان تقتيل: منذ بدايتها كانت هناك اعمال شغب، اشعال نيران، زعرنة، سلب ونهب وصدامات عنيفة، جبت ثمنا باهظا – ثلاثة قتلى، عشرات الجرحى واكثر من الف معتقل.

        الناظر من الخارج مقيد في قدرته على تقدير الاحداث في دول اخرى، ولكن محللين بريطانيين كثيرين يوجهون اصبع اتهام لحكومة دافيد كمرون، التي نفذت، على حد قول نينا باور في الغارديان "سلسلة تقليصات عدوانية في ميزانية الدولة"، أضعفت خدمات الرفاه والشرطة. فبريطانيا، على حد زعمها، "هي دولة فيها الاغنى، الذين هم 10 في المائة من السكان، اغنى بمائة ضعف من الافقر".

        رغم الفوارق بين الدولتين يجدر بحكومة اسرائيل أن تنصت للاحتجاج الجماهيري المتسع؛ يجب كبح جماح العناصر التي خلقت في اسرائيل فوارق هائلة. على الحكومة أن تعمل بشكل عاقل بحيث لا يندلع هنا احتجاج آخر، انطلاقا من الاحباط والغضب على اصحاب المال وعلى الحكومة على حد سواء – مما من شأنه ان يخلق خطرا على المجتمع بأسره.