خبر « اصحى يا نايم وحد الدايم »..رمضان كريم

الساعة 10:08 ص|09 أغسطس 2011

"اصحى يا نايم وحد الدايم"..رمضان كريم

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

قُبيل أذان الفجر بساعة، خرج مجموعة من الشبان يحملون طبلة، وأخذوا ينادون ويوقظون المواطنين للسحور، يقرعون بالطبلة وكأنهم في حفلةٍ، يغنون ويهللون وكأنهم في نزهة جماعية، متناسين حرمة الشهر الكريم، ليقلبوا الآية ويصبح "المسحراتي" طبال ليس إلا.

 

"فالمسحراتي" الذي بدأ يغيب عن الكثير من الشوارع الغزية، انقلبت صورته، على الرغم من أنه يعد أهم ما يميز شهر رمضان المبارك، وينتظره الكثيرون لإيقاظهم قبيل أذان الفجر لتناول السحور.

 

و"المسحراتي" هو رجل يطوف بالبيوت والشوارع ليوقظ الناس قبيل أذان الفجر يضرب على الطبلة ويردد بعض الأناشيد واللزمات، وهي عادة تكاد تكون مشتركة بين الدول الإسلامية،

وقد جرت العادة على أن يدق المسحراتي على البيوت فيقوم صاحب المنزل بإعطائه ما يتيسر من طعام وشراب.

 

في قطاع غزة، يختلف الحال من مدينة لمدينة ومن منطقة لأخرى، ففي بعض المناطق لا يرى مواطنون "المسحراتي" حيث يفتقدونه خلال هذا الشهر، وهو ما أوضحه المواطن محمد والي من حي الشجاعية بغزة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حيث أكد أن منطقته تخلو من "المسحراتي".

 

وأشار، إلى أن "المسحراتي" من أهم معالم شهر رمضان المبارك، وميزة جميلة يتميز فيها هذا الشهر، ولكنه لا يعلم سبب اندثاره بهذه الصورة في غزة.

 

أما المواطنة أم سامي أبو خوصة، فأوضحت أن منطقتها تشهد خروج مجموعة من الشبان بعيدون كل البعد عن "المسحراتي" حيث يقرعون بالطبلة وكأنهم في حفل، وينشدون الأغاني وينادون بطريقة أيضاً مختلفة، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة النظر فيه.

 

واستذكرت أبو خوصة "المسحراتي" قبيل عشرين سنة، موضحةً أن "المسحراتي" كان فعلا مسحر يقوم على إيقاظ الناس ويدق البيوت فالجميع يعطيه ما يتيسر لهم من أطعمة وتصل أحياناً حد الملابس.

 

وأضافت، أن "المسحراتي" قديماً كان يصحب ابنه معه خلال إيقاظه للمواطنين حتى يتعلم منه فن السحور وإيقاظ الناس، فيأخذ عنه هذه المهنة ويلقب بهذا اللقب.

 

ويتفق المواطن صابر أبو سلامة، مع صديقيه (خالد وعبد الله) على أنه في السنوات الأخيرة شهد "المسحراتي" تراجعاً كبيراً وعدم اهتمام بسبب اتجاه المواطنين لاستخدام وسائل متعددة تساعدهم على الاستيقاظ دون حاجتهم لهم.

 

ويضيف أبو سلامة، أن الكثير لا يشعر بطعم شهر رمضان مع اندثار ظواهر جميلة تميزه كالمسحراتي الذي بدأ يفقد رونقه.

 

ويذكر المؤرخون أن المسحراتي ظهر إلى الوجود عندما لاحظ والي مصر "عتبة بن إسحاق" أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك، فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها وقت السحر، وكان ذلك عام 238 هجرية، حيث كان يطوف على قدميه سيرا من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديا الناس: "عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة".

 

وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا على الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجل للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: "يا أهل الله قوموا تسحروا"، ويدق على أبواب البيوت بعصاً كان يحملها في يده تطورت مع الأيام إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة، ويدق أيضا على أبواب المنازل بعصا يحملها في يده.