خبر نهاية موسم الحسان- هآرتس

الساعة 08:20 ص|09 أغسطس 2011

نهاية موسم الحسان- هآرتس

بقلم: اسحق ليئور

من شاهد التلفاز زمن المظاهرة الكبيرة مع خروج السبت، استطاع ان يعتقد ان التلفاز امتلأ بحمقى مفرطي الحماقة. لم تكن تلك حماقة بل استعمال لغة غريبة وقديمة، لغة السياسة الهازئة لخبراء "يجب على المحتجين الان ان يفعلوا كذا". لندع تشبيه الكليشيه عن "الثورة الفرنسية باعتبارها ثورة برجوازية" (مع افتراض ان المحلل السياسي عرف "من أخذ ماذا ممن" في تلك الثورة). ولندع ايضا النصيحة المتعالية لمحلل سياسي آخر بث "من الميدان حقا"، واكثر من النصائح وكأنه تحدث مع مكتب دفني ليف. ان الشيء البارز الآن في الخطاب الاعلامي هو انه لا يمكن الانتقال من ثقافة التوجيهات بالهواتف المحمولة – لساسة يعدون بكشوف صحفية – من قبل "جهة رفيعة المستوى" وبعد ذلك بواسطة ذلك التدقيق التبسيطي من اجل تفسير نضال قوي على الهيمنة كهذا الذي يحدث امام اعيننا.

نواجه نضالا عن دولة الرفاه، سيفشل اذا لم يغير مفاهيم الاسرائيليين عن قدرتهم على المعارضة. يوجد في السلطة مقاولون لنقض دولة الرفاه. فالمعارضة، أي كديما، هي حزب برجوازي لهذا فان هذا النضال ليس نضالا لان النضال لا ينحصر في رقابة أقوى ولا في تخفيفات عن الطلبة الجامعيين ولا في نضال مضاد للحريديين كما اشتاق محللون في التلفاز الى تصنيفه باسم اللغة القديمة.

والى ذلك، وبرغم جهود صحفيين كثيرين في عنونة الاحتجاج بأنه "احتجاج الطبقة الوسطى" (وهو تعبير يحذره قادة الاحتجاج لان قصده الى "احتجاج اشكنازي")، فانه يحدث هنا شيء مختلف تماما: يوجد خطاب ديمقراطي جديد في جوهر التمثيل الذي لا يفهمه حسان النفوس في الاستوديوهات ألبتة، ولم يكن عندهم وقت لتعلمه. ان الجميع بالطبع يؤيدون الاحتجاج ويربتون على كتفه كطفل بعد تناول الطعام يقال له ادخل الحمام واذهب الى النوم. أو باختصار: كن محددا.

هناك مثل جيد هو كيف اضطر قادة الاحتجاج الى "الاعتذار" عن طلبهم علنية التفاوض. من الذين اضطروهم؟ المحللون. من اولئك الذين لم يسمعوا بالتفاوض مع العمال الاجتماعيين الذي انتهى الى بيع الصغار؛ ولم يسمعوا بالتفاوض مع الهستدروت الطبية الذي انتهى الى بيع من هم في طور التخصص، وممن لم يسمعوا بالحلقة العليا في الجامعات التي باعت (دائما) الحلقة الصغيرة. وباختصار يشمل النضال الديمقراطي الان عدم ثقة بالمؤسسات التي كانت تجري التمثيل في سياستنا، وتلقت جوابا تربويا من قادة الاحتجاج (الذين تراجعوا كما قلنا آنفا).

لنفترض ان شروط التفاوض العلني رفعت مثل علم مدة شهر أو حتى شهرين، ولنفترض ان ناسا أكثر تعلموا، بواسطة الجدل في شؤون المطلب، ان ينظروا بارتياب الى النخب التي تصرف حياتهم، والتي تشمل الكيان المجهول "موظفي المالية" و"الخبراء"، ممن لا يعلم أحد كيف يديرون على اصبع من يأتون لمباحثتهم. أي سوء كان سينشأ من هذا الطلب المتواصل؟ أعدد أقل من المتظاهرين؟ أحماسة أقل؟ أوحدة أقل؟ العكس: فكلما زاد عدم الثقة بالنخب اتسع الوعي الديمقراطي الجديد.

النضال في بدايته فقط. وهو يراكم القوة ويجمع الناس من البلاد كلها. وهو نضال ناس تبينت لهم الحياة في العمل مقابل أجر زهيد، من غير تقاعد ومن غير شقة ومن غير ثبات، ومن غير علاج طبي متساو ومن غير تربية متساوية. وهم ليسوا "الطبقات الوسطى". وهم ببساطة لا يسكنون التلفاز. لقد انتهى ذلك الفصل الذي عمره عشرون سنة. يستطيع مستنسخوا النظام ان يتسلوا في الاستوديو، اما الديمقراطية فهي الآن في الشوارع.