خبر آراء مسبقة..هذه هي الثقافة العربية- يديعوت

الساعة 08:16 ص|09 أغسطس 2011

آراء مسبقة..هذه هي الثقافة العربية- يديعوت

بقلم: يرون لندن

أنا مُصاب بالاراء المسبقة. فمن ليس مصابا بهذه العلة؟ من يريد أن ينظف اراءه يشخص مصدر التلوث ويحاول التطهير. أنا أحاول. التاريخ المأساوي لشعبي هو كصافرة الانذار التي تطلق في أذني كلما أغراني اصدار جملة مدينة وتعميمية عن جماعات انسانية غير جماعتي. صافرات متواترة أسمعها عندما أندد بثقافة المجتمعات العربية. احذر، أقول لنفسي. فهل الثقافة الاسرائيلية هي خرقة كلها زرقاء؟

ولكن مؤخرا يهن خط دفاعي. تحت الارض أبحث عن العلل كي أرد الاعتراف في أن الثقافة العربية في مظاهرها السياسية فظيعة. أخشى أن تكون أمراضها تعشعش في جذورها وانها لن تتغير في الاجيال القريبة القادمة. أحداث رهيبة تقع الان في العالم العربي ولا أجد لها تفسيرا لا يندرج ضمن التعميم الجارف. والحرص على التمييز بين "الثقافة العربية" وبين "العرب" وبين "العرب" وبين "عرب" (دون ال التعريف) يتطلب مني جهدا ثقافيا آخذا في الازدياد.

لغرض النقاش مع نفسي أعفو لهم عن عدائهم لليهود وإن كان هذا على نحو متواتر لا سامي من النوع الاكثر مقتا. واحاكمهم في علاقاتهم مع أنفسهم وضمن جلدتهم. الحدث الاخطر يجري في الصومال بشكل شديد، الاخطر منذ ستين سنة، تُفنى قطعان البقر، مصدر العيش الرئيس للسكان. عشرات الاف الاشخاص ماتوا. على الاقل 3.5 مليون انسان، نحو ثلث سكان البلاد الخربة يتعرضون لخطر الموت جوعى وعطشى. الاطفال يتعرضون للخطر على نحو خاص. صورهم، منتفخو البطون، والذباب يغطي عيونهم الجافة، سرعت مؤسسات الامم المتحدة في ارسال شحنات المساعدة، ولكن القليل فقط من الغذاء يصل الى أفواه الجوعى. في مناطق واسعة تسيطر منظمات مسلحة، لزعمائها علاقة مع الجهاد الاسلامي. وهم أحباب الله. محبتهم لله كبيرة لدرجة أنهم منعوا منظمات المساعدات الدولية من اشباع اللاجئين الذين يتدفقون بمئات الالاف الى الدول المجاورة – كينيا، اثيوبيا واوغندا.

أحمد عبد الجودان، زعيم المنظمة المسماة "الشباب" نفى في محطة اذاعته ان يكون في الصومال يسود الجوع. وعلى حد قوله هذه دعاية مغرضة يبثها أعداء الاسلام: "الاستراتيجية الجديدة لاعدائنا ترمي الى نفي المسلمين الى الدول المسيحية كي يفقدوا هناك ايمانهم ويخدموا كجنود في جيوشهم".

هؤلاء المسيحيون، أي مواطنو الدول الغربية، تبرعوا حتى الان بنحو 1.1 مليار دولار لانقاذ اللاجئين، بينما دول افريقيا السوداء تحتفظ في الصومال بجيش ارسال، مهمتهم الدفاع عنهم. الامين العام للامم المتحدة ناشد الدول العربية المشاركة في الجهود. فاستجابوا له: قطر بعثت بنحو 200 الف دولار. الكويت – نصف مليون. اما السعودية فتبرعت بـ 60 مليون، أقل من معدل تصاعد سعر النفط الذي تنتجه كل ساعة.

الصوماليون هم مسلمون. لغتهم ليست عربية، ولكنهم قريبون من العرب أكثر من الافريقيين. العرب هم ايضا يعترفون بالصوماليين كأبناء الامة العربية الكبرى، ولهذا فان دولتهم تندرج ضمن الـ 22 دولة في الجامعة العربية. ماذا في ذلك؟ فليمت ملايين العرب على أن تسقط لبنة ذهبية واحدة من جدران قصور امراء النفط.

لا يمكن أن نعزل حالة الصومال فندين فقط دول الاسرة في شبه الجزيرة العربية. لبنان، العراق وسوريا لا تشبه السعودية والكويت من أي ناحية، غير طابعها العربية وفيها ايضا تجري أعمال الذبح، وكأن هكذا ينبغي أن تكون عادة العالم.

 باختصار، أنا بحاجة عاجلة الى تفسيرات تصد ميلي للقول: "نعم، ما العمل، هذه هي الثقافة العربية".