خبر الشعب! يطلب! أشياء مختلفة -يديعوت

الساعة 08:26 ص|08 أغسطس 2011

الشعب! يطلب! أشياء مختلفة -يديعوت

بقلم: غادي طؤوب

(المضمون: انضمام المستوطنين الى الاحتجاج الشعبي الاسرائيلي لا ينبع من تصوراتهم الاجتماعية بل ينبع من ارادتهم الابقاء على مشروع الاستيطان -  المصدر).

إسترد المستوطنون عافيتهم من الصدمة. فقد نظمت مسيرة أمهات صرخت بصيحة "ليس الولد من الترف" في اريئيل. بعد ذلك اصدر رئيس الاتحاد الوطني، عضو الكنيست يعقوب كاتس اعلانا يدعو مستوطني يهودا والسامرة الى الانحطاط الى الساحل مع خروج السبت والانضمام الى المظاهرة.

هذا مفهوم من تلقاء نفسه في ظاهر الامر. وتصورات المستوطنين الاجتماعية قريبة من تصورات المتظاهرين. فهم لا يحبون الخصخصة والرأسمالية الهوجاء. وهم يشمئزون من السجون لاله المال. وهم يؤيدون التكافل ودولة الرفاهة. لكن التحول الفجائي والحثيث ينم على تكتيك لا على حماسة.

كان المستوطنون منذ البدء يشكون بالمتظاهرين وقد بيت اميلي عمروسي بلغة فصيحة أن المظاهرات، كيفما قلبناها، تضعف نتنياهو. ولا يعني هذا أن المستوطنين يعشقون نتنياهو لكنه رئيس الحكومة الاكثر تأييدا للمستوطنات ممن يمكن أن يوجدوا وهم يؤيدونه مرغمين. فما الذي حدث فجعل هذا التحليل يطرح في سلة القمامة؟

ليس من الصعب التخمين.

في السبت الماضي سرت أنا أيضا خلال النهر البشري. ومررت بالصدفة بقرب صهيوني متدين وقف على جزيرة حركة في شارع ابن جبيرول يحمل لافتة مرتجلة تقول: "الحل هو في يهودا والسامرة – السكن رخيص". كانت تلك مظاهرة سذاجة سياسية لا مثيل لها. وآخر شيء يجب أن يقوله المستوطنون الان. لا ينقصهم سوى ان يقوموا بهذا الربط: فالسكن في المناطق رخيص لان الدولة تموله وهي التي تنشيء دولة رفاهة كاملة لسكان المناطق. ولا يوجد سكن رخيص في تل أبيب والقدس وبئر السبع وكرميئيل لان الحكومة تحول المال الى الشرق، الى المناطق.

هذا احتجاج اصله اقتصادي لكنه سياسي ايضا كيفما قلبته. وليس هذا بالمعنى البسيط لليمين واليسار. وليس هو انتفاضة الطبقة الوسطى فقط بل هو ايضا احتجاج الوسط السياسي. المركز (واليسار وانصار الليكود ايضا). لان اسرائيل يسودها حكم أقلية. والمركز يحمل العبء. وهو يعمل عملا صعبا ويخدم في الجيش الاسرائيلي وهو يدفع ضرائب مباشرة وغير مباشرة لكنه لا يستمتع بالثمار. فالثمار تذهب الى الحريديين والمستوطنين والليبرمانيين وأصحاب الملايين.

أنا أويد الاحتجاج ولا يقلقني ان تصوغ قيادة او لا تصوغ أو ان تجري تفاوضا أو لا تجريه. ان ما يحدث هو أوسع نطاقا لان أسعار جبن الكوتج واسعار السولار لسيارات الاجرة واسعار السكن والتجنيد، ورواتب الاطباء والمعلمين واضراب العاملين الاجتماعيين (أتذكرونه؟) والصيحات المعارضة للخصخصة – كلها تصب في مكان واحد.

سمعت متظاهرين يرددون شعارا فكاهيا يقول: "الشعب يطلب اشياء مختلفة". وهذا صحيح، لكن كل جميع هذه الاشياء مرتبط بعضها ببعض. ان "الشعب" – الاكثرية – يريد توزيعا عادلا للعبء والمال. هذا هو الامر.

لا شك في ان المستوطنين يحملون جزءا مهما من العبء ولا سيما في الجيش لكنهم أيضا أحد القطاعات التي عوج لمصلحته كل المبنى الاجتماعي – الاقتصادي لدينا. وهم بهذا المعنى في نفس المجموعة مع اصحاب الملايين ومع الحريديين. فكل واحد من القطاعات يحصد بطريقته ما تزرعه الاكثرية.

لهذا فان انضمام المستوطنين الى الاحتجاج ليس مرتبطا في الحقيقة بتصوراتهم الاجتماعية. فهي لم تخرجهم قط من بيوتهم. انه متصل بما هم مستعدون للتظاهر من أجله دائما الا وهو استمرار الاستيطان.