خبر لماذا كديما غير ذي صلة- يديعوت

الساعة 08:25 ص|08 أغسطس 2011

لماذا كديما غير ذي صلة- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

إذا استثنينا أعلاما خضراء قليلة لميرتس فانه لم يكن أي حزب موجودا في مظاهرة الاحتجاج الكبيرة مع خروج السبت. منذ يوم حركة الاحتجاج الاول نظرت بعداوة الى الجهاز السياسي كله، الائتلاف والمعارضة على حد سواء. وقد  رأوا ان الساسة يهتمون بأنفسهم قبل كل شيء – بقطاعاتهم وملوك مالهم ورفاهتهم الشخصية. وقد سهل النهج غير السياسي على مئات الاف الاسرائيليين التماثل مع الاحتجاج. ومن شديد الاسف أنه كانت له قاعدة حقائقية أيضا.

لم ترفع أحزاب المعارضة أعلامها في المظاهرات لانها علمت انها ستسبب بذلك ضررا لا يمكن اصلاحه بالاحتجاج من غير أن تجدي على أنفسها. وهذه الحركات تشبه فتى حالما يمشي تحت جنح الليل على افريز السقف: فاذا لمست سقطت. ان الجهة السياسي الوحيدة التي حاولت أن تنضم الى الاحتجاج بالقوة كانت اليمين الاستيطاني – في البدء جمعيات ذات صلة بمجلس "يشع" وبعد ذلك أتباع كهانا من حزب الاتحاد الوطني، ولم تنجح محاولة الاغتصاب هذه.

وزع الكثير من الشعارات في أثناء المظاهرة على أيدي مواطنين يهمهم الامر، وكل واحد ونظريته. ففي أقصى شارع كابلن مثلا، وقف حانوخ مرماري محرر صحيفة "هآرتس" سابقا الذي أصبح اليوم المدير العام لجمعية "اسرائيليون لانقاذ الديمقراطية". ووزع ملصقات دعت المتظاهرين الى الانتساب الى الاحزاب. ان مرماري واحد من أفضل الصحفيين في اسرائيل. وحقيقة أنه اختار ان يوزع الاوراق الملونة في يديه يمكن أن تثير التقدير فقط، ونشك ان تنقذ الجهاز السياسي المنهار.

من طبيعة الامور ان انتقاد المحتجين محصور في الحكومة وفي الليكود. والانتقاد يحرج الليكود ويقلق قائده لكن فيه نصف عزاء وذاك ان الليكود ذو صلة. أما كديما وهو حزب المعارضة الرئيس فلا  يستطيع حتى الاستمتاع بهذا. فهو في هذا النضال ليس المشكلة وليس الحل أيضا. انه غير ذي صلة.

ذكرت لي تسيبي لفني في محادثة أمس خطبها التي بسطت فيها ضيقة الشباب من الطبقة الوسطى، ومواقف كتلة كديما البرلمانية في الكنيست، والمواد الاجتماعية في برنامج الحزب. وهي تعترف بانه لم يكن لجميع هذه الاجراءات صدى جماهيري. فالجمهور ينظر اليها وكأن اهتمامها كله هو بالشأن السياسي.

لماذا يثير كديما غضب كثير من الناس؟ ربما لان هذه الحزب ما زال لم يجمع ما يكفي من المسافة الزمنية التاريخية ليصوغ لنفسه هوية خاصة به. وربما لان المركز هو منطقة معرضة للضربات ومعرضة لخيبات الامل. يعلم كل واحد ما الذي يستطيع أن يتوقعه من اليمين. ويعلم كل واحد ما الذي يستطيع أن يتوقعه من اليسار. لكن قليلين فقط يعلمون ماذا يستطيعون أن يتوقعوا من كديما.

أُنتخب اعضاء كتلة كديما في الكنيست ووجوههم الى السلطة. والمعارضة صعبة عليهم. ولم يستوعب فريق منهم حتى اليوم مكانهم. فهم يريدون أن يسنوا القوانين وان يؤثروا وان يتركوا صبغتهم. وهم لا يستطيعون فعل ذلك الا بالتعاون مع الاكثرية اليمينية في الكنيست.

انهم يسقطون مرة بعد اخرى في الشرك الذي ينصبه لهم عند اقدامهم زئيف الكين، ويريف لفين ودافيد روتم وهم ثلاثة قادة اليمين في الكنيست. فهم يقدمون اقتراحات قوانين ويتبناها اليمين ويهيئها بفائده وفي نهاية المطاف، وبضغط الاكثرية من كتلة كديما البرلمانية، يضطرون الى التصويت المضاد لانفسهم. ان آخر مغفل في القائمة هو آفي ديختر الذي قدم بدعم من الكين وروتم، اقتراح قانون أساس يعرف اسرائيل بانها دولة الشعب اليهودي. والمبادر الى الاقتراح هو اسرائيل هرئيل الذي هو رئيس جمعية يمينية. ويلغي واحد من مواده كون العربية لغة رسمية في دولة اسرائيل. اراد ديختر، وهو نفسه يتكلم العربية، كما قال ان يسهم في ادماج عرب اسرائيل في الدولة وهذا ما انتجه.

يرد أكثر الاقتراحات الفجة من اعضاء كديما قبل التصويت الحاسم في الكنيست. لكن البذرة السامة التي تبذر في كديما تنبت باصوات الائتلاف. وفي اثناء ذلك يهين كديما نفسه ويسقط مكانة اعضائه.

تشاهد لفني نضال الخيام من البيت. وهي تشتاق الى أن تنضم اليه لكنها تعلم أنه لا يحل لها ذلك. وهي تؤمن بان هذا النضال سيجيء آخر الامر الى صناديق الاقتراع بناس فضلوا في الماضي الذهاب الى البحر. وحتى لو لم تمضِ أصواتهم الى كديما فانها ستمضي الى كتلة تؤيدها برئاسة الحكومة.

أو أن هذه الريح التي كان بدؤها في روتشيلد ونهايتها غير معلومة تحمل الجميع الى مكان آخر ومعهم أيضا الحزب الذي انشأه ارئيل شارون في ظروف مختلفة ومن اجل برنامج عمل مختلف.