خبر الثورة الإسرائيلية- هآرتس

الساعة 08:24 ص|08 أغسطس 2011

الثورة الإسرائيلية- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

منذ أكثر من ثلاثة اسابيع يهتز المجتمع والدولة في اسرائيل أمام موجات من الاحتجاج الاجتماعي لم نر مثلها هنا أبدا قبل ذلك. هذا الاحتجاج بلغ مساء أول أمس ذروته حتى الآن، في مظاهرات ضمت مئات آلاف الاسرائيليين وأخرجتهم الى الشوارع. استعراض القوة هذا بعيد على ما يبدو من نهايته حتى الآن.

        لقد سجل الاحتجاج منذ الآن غير قليل من الانجازات. فقد أيقظ المجتمع المدني للمشاركة والتضامن، بعد سنوات طويلة من عدم الاكتراث. كما نجح في تغيير جدول اعمال المجتمع في اسرائيل، وأخلى الخطاب السياسي – الامني مكانه للخطاب الاجتماعي، الذي أصبح الآن مركزيا أكثر مما كان في أي وقت مضى. عصبة الشباب الذين بدأوا الاحتجاج تمكنت ايضا من ان تحقق فصلا في الديمقراطية الشعبية، حيث أدار الشباب شؤونهم بعيدا عن السياسيين والاحزاب. وقد أثبتوا قدرة هائلة على التنظيم، هي الاخرى بلغت ذروتها في المظاهرة الاخيرة في تل ابيب، والتي تمت بنظام رائع. تشكيلة الناطقين في المظاهرة كانت مثيرة للانطباع بتنوعها.

        كما أن مضامين الاحتجاج نجحت حتى الآن في التسلل الى العقول بقدر ما. عندما تهتف الجماهير في كل أرجاء البلاد "الشعب يطالب بالعدالة الاجتماعية"، فان الامر لا يبشر بعد بنظرية اجتماعية – اقتصادية مرتبة ومفصلة أو بسلسلة مطالب محددة، ولكن مشكوك اذا كانت حاجة لها في هذه المرحلة من تبلور الحركة الجديدة. نحن نعيش اذا في ذروة ما يتخذ أكثر فأكثر صورة "الثورة الاسرائيلية". بعد عشرات السنين تميز فيها الجمهور بعدم الاكتراث وترك لحفنة من السياسيين ادارة الدولة كما يشاؤون، دون أي تدخل ذي مغزى من المجتمع المدني، تغيرت قواعد اللعب السياسية. فقد بات الجمهور واعيا بأن في أيديه الكثير جدا من قوة التأثير أكثر مما كان يُقدر. ومن الآن فصاعدا سيتعين على كل رئيس وزراء في اسرائيل أن يراعي القوة المتبلورة.

        لا يزال من الصعب ان نعرف الى أين سيؤدي الاحتجاج. في هذه الاثناء يمكن ان نأخذ الانطباع من قوته ومن الوجهة التي يسير فيها. وعليه ينبغي اذا الثناء على المحتجين لما أحدثوه من تغييرات في الوعي، والأمل في أن يتمكنوا من تقنين خطاهم لاحقا ايضا، بالطريق المثيرة للانطباع التي ميزتهم حتى الآن، وإحداث التغيير الحقيقي.