خبر يهودية وقومية متطرفة -هآرتس

الساعة 08:15 ص|07 أغسطس 2011

يهودية وقومية متطرفة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

المشروع الذي تقدم به 40 نائبا، وعلى رأسهم آفي ديختر من كديما، للقانون الاساس: اسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي، هو مثابة التحطيم للتعريف الهش لاسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، واستبداله بتعريف قومي وديني. تعبير "الوطن القومي" في المشروع يتعارض والصهيونية الهرتسيلية . فبنيامين زئيف هرتسل قال في بازل ان تطلع الصهاينة هو لاقامة "وطن قومي لليهود في بلاد اسرائيل يكون مضمونا على أساس قانون الشعوب". اما "الوطن القومي" حسب ديختر ورفاقه، فهو النقيض من هذا التطلع. كله انغلاق باسم "يهودية" قومية متعالية ومتطرفة.

        في المشروع، تعريف الجوهر اليهودي للدولة يعرض بالتفصيل. بالمقابل، تعريف الجوهر الديمقراطي يتقلص في بند قصير، يترك مجال لتفسير الديمقراطية كطغيان الاغلبية، وليس كنظام يلتزم بحقوق المواطن وحماية الاقليات. الغاء المكانة الرسمية للغة العربية، غايته الغاء لغة، ثقافة وتراث المواطنين العرب من الهوية الاسرائيلية. في التفسير للقانون جاء ان الكثيرين يحاولون "الغاء الاعتراف بدولة اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي". غير أن ما يعرض للخطر تأييد أمم العالم لاسرائيل، وفي اوساط محافل هامشية الاعتراف باسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي أيضا، هو الاحتلال وتكاثر اعمال الاضرار بالديمقراطية الاسرائيلية.

        في الوقت الذي يتحدثون فيه في اسرائيل من كل صوب عاليا عاليا عن اهمية دمج المواطنين العرب في الدولة وفي الاقتصاد، وخلافا للمساواة التي وعدت بها وثيقة الاستقلال، جاء هذا المشروع ليقول لهم انهم مواطنون من الدرجة الثانية، ليسوا مرغوبا فيهم هنا، وأن أموال ضرائبهم ستستخدم للحفاظ على التراث اليهودي. كما أن مشروع القانون يقرر سمو الاسرائيلية الدينية على الاسرائيلية الحرة. التفضيل في التشريع للقضاء العبري هو مدخل لتحطيم السلطة القضائية وخضوعها للسياسة الدينية. بعض النواب سحبوا أيديهم من المشروع، آخرون يترددون. ينبغي الامل بانه الى أن يصل المشروع الى التصويت سيفهم الجميع بان المشروع خطير على الديمقراطية وسيجعل اسرائيل مكانا سيجد ليس فقط المواطنون العرب بل ومواطنون يهود متنورون صعوبة في ان يعيشوا فيه يضا.