خبر دلالات صمت « إسرائيل » عن محاكمة مبارك

الساعة 05:41 ص|06 أغسطس 2011

دلالات صمت "إسرائيل" عن محاكمة مبارك

فلسطين اليوم _ وكالات

تواصل إسرائيل التزام صمتها حيال محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مقابل تحريض أوساط الرأي العام على الثورة المصرية، فيما وصف مراقبون صمتها بأنه "صدمة ودهشة وارتباك وبلبلة".

 

وتعليقا على محاكمة أكبر أصدقاء إسرائيل من الحكام العرب، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) السابق عضو الكنيست عن حزب كاديما آفي ديختر، إن محاكمة مبارك وما دار حولها تجسد مثالا لسلوك أنظمة غير ديمقراطية من ناحية قيادة الدولة ومن ناحية محاكمة وإذلال رئيس كحسني مبارك.

 

وحمل ديختر في تصريح للإذاعة الإسرائيلية الجمعة على الولايات المتحدة، وقال إن صورة مبارك في القفص تدلل على "اللعبة المزدوجة الأميركية في الشرق الأوسط ويرجح أن تترك أثرا سلبيا على علاقتها مع بقية الدول العربية الصديقة لها".

 

وقال ديختر -الذي عرفت فترة رئاسته "الشاباك" بملاحقة الناشطين الفلسطينيين بقسوة دموية- إن صورة مبارك داخل القفص "تظهر الولايات المتحدة مسؤولة عن إذلال مبارك".

 

ملجأ إسرائيلي

من جهته قال عضو الكنيست عن حزب كاديما يسرائيل حسون، وهو نائب رئيس سابق للشاباك وارتبط بعلاقات مع المخابرات المصرية، لإذاعة الجيش إنه يأمل بأن يحظى مبارك بمحاكمة نزيهة، معربا عن شكوكه في ذلك.

 

وأضاف "أشتم رائحة الانتقام بالأجواء ويبدو أن هذه محاكمة سياسية واستعراضية لامتصاص ضغط الشارع المصري".

 

وقبلهما كان وزير الحرب الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر قد كشف أنه سبق أن اقترح على مبارك ملجأ في مدينة إيلات. وأوضح أنه توجه لمبارك لهذا الغرض قبيل سقوطه مع اشتداد موجات الاحتجاج الشعبي ضده قبل عدة شهور.

 

 

بن إليعازر (يسار) قال إنه اقترح على مبارك ملجأ في إيلات (الفرنسية-أرشيف)

 

قلبي يوجعني

بن إليعازر الذي ربطته علاقات وطيدة مع النظام المصري في العقدين الأخيرين سرد في حديث للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي سيرة علاقته بمبارك.

 

وقال إنه التقاه في شرم الشيخ بعد عزله وأوضح له أن المسافة بين شرم الشيخ وإيلات قصيرة جدا وأن بوسعه استغلال الفرصة للعلاج، لكن مبارك رفض الدعوة غير المباشرة.

 

وقال بن إليعازر الذي سبق أن كشف عن تورطه بقتل أسرى مصريين في سيناء في حرب 1967 إن "قلبه يوجعه" على مبارك ومصيره بعدما كان حاكم مصر الأول والأخير.

 

وأضاف أن "مبارك قائد نجح في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، وكان ملتزما بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وحاول مرارا جسر الهوة بين الطرفين"، معتبرا أن الشرق الأوسط بعد مبارك سيكون مختلفا تماما.

 

نظرة مختلة

بدوره حمل خبير "إسرائيلي" بارز على القراءات والتعليقات الإسرائيلية على محاكمة مبارك وانتقد صمتها رسميا عن المحاكمة التي عدها نزيهة حتى الآن ومساهمة محتملة لإرساء أسس نظام ديمقراطي.

 

وردا على سؤال الجزيرة نت، يشير البروفيسور يورام ميتال رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون، إلى أن "إسرائيل" أصيبت بالدهشة والصدمة مجددا إزاء وضع ديكتاتور مصر لثلاثة عقود داخل قفص الاتهام، "وذلك يدلل على الخلل في النظرة الإسرائيلية السائدة".

 

وتابع "في إسرائيل التي تفاخر بديمقراطيتها هناك قلائل جدا فقط يأخذون بالحسبان أن مبارك كان مستبدا وارتكب جرائم بحق شعبه وينتقدون محاولته توريث نجله جمال، ولذا فقلائل أيضا من ينظرون للمحاكمة بعيدا عن منظار الأفكار المسبقة  بنظرة مؤسسة على قراءة واسعة وجدية".

 

 ميتال: لماذا  لم نسمع انتقادات في إسرائيل وأميركا لمحاكمة صدام حسين؟

مبارك وصدام

ويوضح ميتال أن ردود الفعل في إسرائيل على محاكمة مبارك كانت وما زالت عاطفية وتعبر عن حالة صدمة وبلبلة وضياع اتجاه لدى القيادة التي لا تتعامل مع الجوهر.

 

واعتبر ميتال التعليقات الإسرائيلية غير الرسمية على محاكمة مبارك "عاطفية وتحريضية لاعتبارها المحاكمة تعبيرا عن فوضى عارمة وبربرية لدى العرب".

 

وذكر أن محاكمة مبارك "تتم بشفافية بخلاف محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي تعرض لمحاكمة غير نزيهة وأعدم بطريقة فظة وتحت احتلال أجنبي" لافتا إلى أنه لم يسمع في إسرائيل أو الولايات المتحدة وقتها انتقادات أو دعوات للشفقة.

 

وأضاف "مقابل الرحمة والشفقة ينبغي النظر للمحكمة بشكل موضوعي كعلامة فارقة في تاريخ مصر التي ما زالت في مرحلة انتقالية".

 

ويشدد ميتال على الدلالات الإيجابية لمحاكمة مبارك، ويقول إنها رسالة طيبة مفادها أنه لا أحد فوق القانون وأن حكام مصر الجدد سيحرصون على تعامل أكثر إنسانية.

 

ونوه إلى أن المحكمة النزيهة نموذج يحتذى لدول عربية أخرى تعيش أوضاعا مشابهة.