خبر الأمل يسود عائلة طفلة فلسطينية ولدت بدون ذراعين

الساعة 10:37 ص|04 أغسطس 2011

الأمل يسود عائلة طفلة فلسطينية ولدت بدون ذراعين

فلسطين اليوم-الجزيرة نت

قليل من السعادة والفرح، أراد المواطن رامي عبيدي من مدينة جنين شمال الضفة الغربية أن يدخله على طفلته الرضيعة حين أسماها "فرح"، عله يعوضها ولو قليلا عن ألم الحزن والمعاناة الذي تواجهه، بعدما ولدت بلا يدين في حالة تشوه خلقي نادرة.

ومع ولادة فرح قبل أربعة أشهر خيم الحزن على عائلتها كما قال والدها رامي للجزيرة نت، لكنها رضيت بقضاء الله وقدره، وسعت جاهدة لعلاج ابنتها وتقديم كل ما تحتاجه، وإن كانت ظروفها المادية لا تسمح.

فقد طرق رامي أبواب جميع المراكز الصحية في مدينته وغيرها، إلا أن ندرة حالة ابنته "محليا وعالميا" صعَّبت الموقف أكثر، فلا يمكن زراعة أعضاء صناعية للطفلة خاصة في عمرها هذا، كما قالت المصادر الطبية.

وزادت صعوبة الوضع المادي للأسرة الطين بلة، فقد توقف رامي عن العمل داخل الخط الأخضر بسبب المنع الأمني الإسرائيلي، فصار حائرا بين توفير العلاج لابنته والإنفاق على أسرته، لا سيما أنه يعيش مع أمه وأبيه الذي يعاني أمراضا مختلفة هو الآخر.

تفاقم المأساة

وأوضح رامي أن ظهور فتحتين بالقلب لدى فرح فاقم الأمر سوءا، حيث ضاعف من معاناتها وتنقلاتها بين المراكز الطبية بمدن الضفة، وهو ما جعله يتساءل عن دور المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية في رعاية ابنته.

فلم يستطع رامي على سبيل المثال توفير رسوم الفحص الطبي الخاص بمعالجة قلب ابنته الذي كان يفترض إجراؤه قبل عدة أيام والذي يتكلف قرابة مائة دولار، علاوة على احتياجاتها الطبية الأخرى التي تتجاوز 12 دولارا يوميا، بين علاج وغذاء صحي، ومتابعة طبية أول بأول.

ورغم مأساتها، تنثر فرح ضحكاتها وابتساماتها هنا وهناك، لتضفي شيئا من السعادة على وجوه أسرتها، التي بدأت تتقبل الأمر تدريجيا وتتعامل معه وكأنه أمر واقع، كما تقول والدتها سلام أبو الهيجا.

وأضافت الأم للجزيرة نت أن حالة ابنتها تطلبت منها الاستغناء عن دراستها الجامعية لتقديم الرعاية لها، مشيرة إلى أن فرح استثنائية في العائلة، وهو ما يؤكد حقيقة ألا تكون هذه الحالة وراثية.

وطبيا فإن أمل العلاج كتركيب أطراف صناعية "مفقود"، خاصة في الوقت الحاضر وفي عمرها هذا كما قال المدير الصحي في جنين الدكتور صالح زكارنة، فحالتها "نادرة" محليا وعالميا، مشيرا إلى أنهم لم يبخلوا بتقديم كافة الاحتياجات والمساعدات الطبية لفرح لمساعدتها.

وأشار زكارنة في حديثه للجزيرة نت إلى أن الأمل الوحيد في الوقت الحالي والمخرج هو تقديم جلسات علاج طبيعي للقدمين، ومحاولة الاستعاضة بهما عن يديها

المطلوب أكبر

والحالات المشابهة لفرح تُعد على أصابع اليد الواحدة كما يقول رئيس اتحاد المعاقين الفلسطينيين نزار بصلات، إلا أنها تحتاج إلى رعاية كبيرة ربما لا تتوفر لدى كثير من الأسر.

وأكد بصلات أن دورهم كاتحاد معاقين يأتي في مثل هذه الحالات الخاصة وحالات الإعاقة بشكل عام بالضغط لتوفير كافة الاحتياجات لهم في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية.

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن 80% من خدمات التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة تقدمها مؤسسات المجتمع الفلسطيني، بينما تقدم المؤسسات الحكومية 20% فقط، "وحتى هذه النسبة تشتري الحكومة 17% منها من مؤسسات المجتمع الدولي".

وقال إنه رغم الإرادة السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية والتي اهتمت نوعا ما بالمعاقين الفلسطينيين الذين تجاوزت نسبتهم 7% من المجتمع، فإنها لا ترقَ إلى الطموح ولا إلى الحد الأدنى المطلوب.

ويراود الأمل ذوي المصابين بمثل حالات الإعاقة هذه في الوقت الحاضر، في زراعة ما يعرف بالأجهزة التعويضية، إلا أنها ليست ناجعة وتتطلب مبالغ باهظة جدا.

ورغم ذلك، ما زالت عائلة فرح تبحث عن بصيص أمل في يوم تصبح فيه ابنتهم بوضع يؤهلها لممارسة حياة طبيعية، مناشدة المؤسسات المعنية بالاهتمام أكثر بوضعها