خبر عزايم رمضان..تواصل اجتماعي تُسلي القلب وتُرهق الجيب

الساعة 10:08 ص|04 أغسطس 2011

عزايم رمضان..تواصل اجتماعي تُسلي القلب وتُرهق الجيب

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

ما إن يهل الشهر الكريم على المسلمين حتى يبدأ الكثير في التفكير في كيفية قضاء هذه الأيام المباركة، والإعداد له، والاهتمام بكافة تفاصيله، من زيارات اجتماعية، وإعداد موائد الإفطار والسحور، وعزايم رمضان، إلى الالتزام بالعبادات الدينية.

وتعتبر العزايم الرمضانية من أهم البنود التي يضعها الكثير على قوائم الاستعداد للشهر الكريم، سواء كانوا قادرين على مصاريفها أم مرهقون لا يمكنهم الإيفاء بها، ولكنهم كما يوضح البعض مجبورين عليها لأسباب كثيرة.

والعزايم هي عادة اجتماعية أخذ عليها المسلمون في كافة أنحاء العالم خاصةً في شهر رمضان المبارك، حيث يتم تجميع أفراد العائلة على مائدة طعام واحدة، حيث يقوم صاحب المنزل بدعوة أهله وأقاربه أو أصدقائه لتناول وجبة الفطور بشكل جماعي.

وعلى الرغم من أهمية هذه العزائم التي تأخذ وجهاً اجتماعياً مطلوباً في هذا الشهر الفضيل وكافة أيام السنة، إلا أن تكلف البعض فيها والتبذير الذي يحدث في هذه العزايم قد يضع الأمر في نصاب إعادة التفكير فيها مرة أخرى.

أبو عادل السويركي أوضح في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العزايم بقدر أهميتها وحاجة شعبنا إليها، إلا أنها تعد مصدر إرهاق من ناحية مادية، وأصبحت مجال للفخر والتفاخر بين البعض لمن يصنع أفضل وجبة فطور أو يعد أطول مائدة.

فرحة كبيرة

فيما أشار، إلى أنه بات يحسب لشهر رمضان من الناحية المادية، حيث يقوم بدعوة إخوته وإخواته لوليمة في منزله، لكنه يؤكد أن فرحته بتجمع عائلته تزيل عنه شبح الوضع الاقتصادي الصعب.

المواطنة سلمى الشيخ خليل، ترى أن ولائم رمضان وسيلة لتجمع العائلة ولرؤية الكثير من الأصدقاء الذي فرقتهم أيام العمل والدراسة، ولكنها أصبحت مرهقة لطبيعة تعامل البعض فيها من خلال إعداد موائد الطعام.

وبينت، أن الكثير من العائلات تضطر للإقراض من أجل إقامة وليمة كبيرة لعائلته، في حين أنه غير مضطر لفعل ذلك، لأن الدين يسر وليس عسر، ولكنها العادات التي ترهق المواطنين.

مطلوبة ولكن بشروط

من ناحيته، أكد الشيخ الداعية سميح حجاج أن العزائم خلال شهر رمضان الكريم شيء طيب ومطلوب من أبناء شعبنا الفلسطيني لتقوية المحبة والتواصل بين الناس لأنه شهر الرحمة والبركة.

 

وقال حجاج لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": الإسلام يحضنا على التواصل وإقامة الوليمة للفقراء وأبناء العائلة من أجل تقوية الوحدة والإخاء والمحبة بين الناس، ولكنه لا يجب أن يقوم بعمل وليمة كبيرة ومرهقة فيمكن أن تكون بحدود تمرة أو شربة ماء.

وأشار, إلى أن الانقسام الفلسطيني وما تركه من آثار سلبية على الأخوة مسألة يحزن عليها الإنسان ويمكن من خلال شهر رمضان والعزائم أن نُطهر القلوب ونعيد المحبة.

ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة لا يقف عائق أمام الناس من أجل إقامة الولائم فقد قال الرسول صلى الله وعليه وسلم :"من فطر صائم كان مغفوراً لذنوبه وعتقاً لقربته من النار وكان له أجر الصائم دون أن ينقص من الصائم شيء من أجره", وأضاف, كلنا بحاجة إلى هذا الأجر فلا مشكلة من أن تُفطر صائم على تمرة أو مزقة لبن أو شربة ماء, مبيناً, أن شهر رمضان شهر خير وبركة.

ودعا حجاج, الصائمين إلى أن تكون عزائمهم لله عز وجل وليس من أجل إقامة العلاقات مع القادة والمسئولين لقوله صلى الله عليه وسلم :"شر الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء وإن كانوا فساق, وخير الوليمة التي يدعى إليها الفقراء الصالحين".