خبر القدوة: يجب عدم رفع توقعات سبتمبر والاستعداد لردود الفعل

الساعة 01:46 م|03 أغسطس 2011

القدوة: يجب عدم رفع توقعات سبتمبر والاستعداد لردود الفعل

فلسطين اليوم: رام الله - غزة

نظم "بال ثينك للدراسات الإستراتيجية" بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش" الألمانية الندوة الثالثة لبرنامج "واجه الجمهور" بعنوان "استحقاق سبتمبر، الأسباب، التداعيات والسيناريوهات المتوقعة"، وذلك إسهاما من المركز في إثراء نقاش بناء حول القضايا المركزية التي تهم المجتمع الفلسطيني. حيث استضافت الندوة الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الأسبق ومبعوث فلسطين السابق لدى الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو كونفرنس من مدينة رام الله.

ورحب مؤسس ومدير "بال ثينك" عمر شعبان بالدكتور ناصر القدوة وبالحضور الذين مثلوا نخبة ثقافية وإعلامية وأكاديمية وسياسية. وأشار شعبان إلى أن "الهدف من عقد هذه الندوة بشكل أساسي هو الوصول إلى إجابات للعديد من التساؤلات التي تشغل الشارع الفلسطيني حول استحقاق سبتمبر المقبل"، مشيراً إلى أبرز التساؤلات التي تتمحور حول كيفية تبلور فكرة التوجه للأمم المتحدة و ماهية التداعيات و السيناريوهات المتوقعة.

من ناحيته، أعرب الدكتور القدوة عن سعادته البالغة بالتحدث إلى أهله في قطاع غزة. وفي معرض رده على التساؤلات، أكد الدكتور القدوة أن "الدافع الأساسي وراء قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين هو تراجع احتمالية تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات والموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه قضايا الاستيطان والقضايا الأخرى.

وأضاف القدوة على أن "النضال السياسي في الأمم المتحدة ليس جديداً ويجب أن يستمر"، وأشار إلى أن "هناك العديد من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تثبت حالة الاحتلال وتشدد على أن التواجد العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، هو وجود احتلالي غير مشروع، وأن هذه القرارات تعبر عن رصيد لا بد من الاستفادة منه في المحافل الدولية ويجب عدم نسيانه والتجاوز عنه". ولفت القدوة النظر أن "المسألة لن تحسم في سبتمبر، لان الاجتماعات ستبدأ بالانعقاد في نهاية سبتمبر وستمتد إلى شهر أكتوبر".

كما أشار إلى العديد من الانجازات الدبلوماسية الفلسطينية، وعلى عمق الخبرة الفلسطينية في العمل الدبلوماسي، وبشكل خاص في أروقة الأمم المتحدة، وأن هذه الخبرات يجب أن تتراكم وتستغل في عملية النضال الدبلوماسي، وأكد كذلك على أن "الحضور الفلسطيني في الأمم المتحدة هو حضور تاريخي ومتجذر"، مذكراً بخطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1975 في الأمم المتحدة والحضور الفلسطيني القوي الشبيه بحضور الدول العظمى. وأشار القدوة إلى أنه "تم في الماضي العديد من المحاولات من قبل بعض الأطراف الدولية لوقف العمل الفلسطيني في الأمم المتحدة، إلا أن الطرف الفلسطيني رفض لأن السلام لم يحل بعد، وبالتالي لم يكن هناك أي مجال لتوقف العمل في إطار الأمم المتحدة".

ولفت النظر كذلك الى وجوب عدم رفع التوقعات والاستعداد لسيناريوهات متعددة، وأكد على أن "النضال الدبلوماسي هو نضال متجذر ويجب أن يستمر، ولكن في نفس الوقت، لا بد لهذا النضال أن يكون ضمن منظومة وطنية كاملة تعمل بشكل متكامل وليس على حساب بعضها البعض". وقدم الدكتور القدوة العديد من التوصيات، منها "ضرورة الموازنة بين الجهد على المستويين الدولي المحلي وضرورة وجود ترتيبات ملائمة في البيت الفلسطيني بالتزامن مع هذا التوجه، وأبرزها توحيد النظام السياسي، والعمل الجدي لانجاز الوحدة الوطنية، وتحقيق مصالحة تساوي استعادة وحدة الوطن بشكل حقيقي، واستعادة وحدة الجهاز البيروقراطي للسلطة، ودخول جميع مكونات الحقل السياسي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية". وشدد الدكتور القدوة على أن "التحول من سلطة الى دولة له حيثيات واعتبارات، أهمها مستوى العلاقة القانونية بكل العوامل و اللاعبين المحيطين بالدولة الوليدة، و أبرزها العلاقة مع إسرائيل".

كما أشار الى ضرورة التفكير في مجموعة من الإجراءات الداخلية على المستوى الفلسطيني في حال الحصول على العضوية، حيث "ستتحول السلطة إلى حكومة دولة فلسطين، وحينئذ سيكون هناك العديد من الأسئلة التي لا بد من طرحها، وأهمها تلك المتعلقة بالوضع القانوني للدولة الجديدة، ووضع اتفاقية أوسلو، وماهية العلاقة بين حكومة فلسطين وإسرائيل، ووضع المستوطنين والعديد من القضايا الأخرى". وأكد القدوة على أنه "لا بد من التمعن والتفكير ملياً في الاستحقاقات والعلاقات الجديدة مع كافة الاطراف والعناصر المحيطة، وضرورة العمل الجاد لتحقيق انجاز يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وقضيته"، مشدداً على "أهمية النضال الدبلوماسي والعمل الجاد على صعيد المحافل الدولية". كما أكد على "ضرورة الاستعداد للسيناريوهات الاسرائيلية وما قد يترتب على الخطوة الفلسطينية من مواقف وخطوات اسرائيلية على الأرض".