خبر ليس عدو الثورة- يديعوت

الساعة 08:56 ص|03 أغسطس 2011

ليس عدو الثورة- يديعوت

بقلم: يوعاز هندل

(المضمون: يحتاج المحتجون الان الى زعيم ذي مسؤولية يتلقى الطاقات التي نشأت بينهم ويجعلها انجازات -  المصدر).

تحتاج كل ثورة الى أعداء يمكن ان تصب عليهم جامات غضب. وليسوا مجرد أعداء معروفين مثل ناس الادارة بل اعداء حقيقيين في الداخل – معارضين دهاة يجرؤون أن يقولوا بصوت جهير إن مصطلح "الشعب" يشمل جماعات اخرى ايضا.

يعلمنا التاريخ انه يحل في الثورات ان نقول كل شيء بشرط عدم الشك بالتوجه العام. وما هو هذا التوجه؟ على حسب ما يحدث في خيمة روتشيلد، التوجه هو كل شيء بشرط الا تثار علامات سؤال. وهكذا وجدت نفسي باعتباري شكاكا مختصا، وللاسف الشديد، أظهر في الاونة الاخيرة في عدد من القوائم الصحفية الجليلة باعداء الثورة. لست في الحقيقة مستوطنا ولا حريديا. بل انني متزوج بطبيبة مختصة ومع كل ذلك اعلن أني عدو. ولست من ملوك المال ولست وزيرا بل أنا مجرد واحد يعتقد أن في هذا الاحتجاج مزيجا من العدالة المهمة والطاقة الضخمة على التغيير الى جانب عدم عدالة اشكالي.

أنا اشايع تماما الحاجة الى تغيير اقتصادي وتسعدني مسارات التفكير التي تجري الان في دولة اسرائيل بعقب الاحتجاج. كتبت كلمات كثيرة من قبل عن الاسعار المرتفعة والضرائب وترتيب الافضليات الذي يترك المسهمين في المجتمع خاصة مع مال أقل في جيوبهم. يمكن ويجب تحسين هذا الوضع ولا يهم عن أي رئيس حكومة يُتحدث. أنا أوافق على كل شيء لكن من أجل هذا خاصة توجد بي رغبة في أن ينتهي هذا الاحتجاج الى انجازات حقيقية لا الى خطب جوفاء فقط.

ان انسحاق الطبقة الوسطى في نظر "عدو" مثلي لا تتحمل تبعته سياسة الرفاهة الناقصة في دولة اسرائيل فقط بل الشباب الذين يختارون دفع رسوم ايجار ضخمة في مركز تل أبيب. وأرى ان ليس شره ملوك المال هو الذي يتحمل التبعة بل شره جيلي "وأنا منهم". يصعب عليّ أن اجد صلة بالشباب الذين يقولون لي انهم يسافرون الى خارج البلاد لان الحديث عن حاجة وجودية الى الانفصال، ويصعب عليّ أن اقبل تفسير انهم يأكلون في مطاعم لانه لا يمكن غير ذلك، ويصعب عليّ في الاساس قبول قصص تقول ان حال الطبقة الوسطى كانت افضل ذات مرة. سلوا اباءكم كم مرة طاروا الى الخارج (في سن الاحتجاج)، وكم من المطاعم رأوا كل اسبوع وكم محادثة هاتفية أجروا كل يوم.

فلتغفر لي إذن مذيعة الراديو التي غضبت لانني اجترأت على أن اقترح ان يسكن الشباب خارج تل أبيب في الرملة او في اللد. وليغفر لي الصحفي الذي بيّن لي في غير صبر أن جودة الحياة في اسرائيل هي مسألة شعور لا مسألة اكتظاظ المطاعم. وأرجو أن يغفر لي اولئك الذين زعموا انني يميني أرد على نحو آلي وانني غلام في جوقة وسائر التعريفات الاخرى التي تناسب من يشك في "روح الثورة".

لكن هذا هو اعتقادي. سيتلاشى هذا الاحتجاج اذا لم يفصل التبن عن الحب، واذا لم تُسأل اسئلة واذا لم يفرق بين المطالب الهاذية والحاجة الحقيقية.

لن يكون ههنا أبدا سكن رخيص في أغلى مكان في تل أبيب، ولن يكون من الممكن للاسف الشديد التبذير والتوفير في الآن نفسه. ولن تختفي الرأسمالية ولا شره البائعين في  الحوانيت بجانب الجادة. يمكن التغيير والتحسين لكن لا يمكن فعل ذلك بالفنتازية المقطوعة عن الواقع.

يحتاج المحتجون الان الى بالغ ذي مسؤولية. الى زعيم يتلقى الطاقات التي نشأت في جادة روتشيلد ويجعلها انجازات. بيد أنه يُحتاج من اجل هذا الى الهبوط الى الارض – والى الاتصال ايضا بدعاوى "الاعداء". هذا الان هو وقت الكشف عن المسؤولية.