خبر لمن تُقرع الاجراس- يديعوت

الساعة 08:55 ص|03 أغسطس 2011

لمن تُقرع الاجراس- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: يجب على نتنياهو الان ان يحاول قدر استطاعته تلبية مطالب المحتجين لانهم وغيرهم جزء من ممن يحتاج اليهم لمواجهة الازمات الكثيرة التي تترصد دولة اسرائيل واهمها القنبلة الذرية الايرانية واعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية في ايلول القريب -  المصدر).

لم يكن أكثر من نصف سكان دولة اسرائيل اليوم احياء آنذاك أو لم يكونوا هنا عشية يوم الغفران في 1973. فلننعش ذاكرة من لا يعرفون او لا يتذكرون منا، ولنقل انه قبل الحرب بيوم واحد حينما أزال السوريون أغطية انابيب المدافع وقرب المصريون الاطواف من خط قناة السويس، كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية مشغولة بالسؤال المهم وهو هل قدم في ذلك الاسبوع مستشار النمسا في لقائه مع رئيسة حكومة اسرائيل كأس ماء او قهوة او شاي لها او لم يقدم. قالت غولدا مائير آنذاك لكل مهتم ان ذلك الوغد اليهودي، برونو كرياسكي لم يعرض عليها حتى "كأس ماء".

ليس عندنا معاذ الله أية نية لصرف الاهتمام عن الاحتجاج الاقتصادي – الاجتماعي المدهش. وقد أعددنا هذه القائمة التالية لمساعدة القائم بأعمال رئيس الحكومة سلفان شالوم، ومقصدنا كله ان نتذكر وأن نذكر بان امر السكن مهم وان سعر جبن الكوتج مهم جدا، وتوجد قضايا اخرى في جدول العمل تحسن معرفتها هناك أيضا بين الخيام والاشجار.

القنبلة الذرية الايرانية: إن اغتيال عالم الذرة الايراني هذا او ذاك يحدث انطباعا غير صحيح يقول ان الايرانيين كأنما كفوا عن جهودهم ببناء قنبلة ذرية أو ابطأوا الايقاع على الاقل. وليس هذا صحيحا. فالايرانيون يواصلون وجهودهم تنجح نجاحا حسنا. وهذا بالقياس الى اسرائيل تهديد وجودي. وحله كما يبدو هو اعقد قضية في سني وجودنا الاربع والستين.

اعتراف الامم المتحدة في ايلول: توشك أكثر من مائة دولة ان تعترف بدولة فلسطينية في اطار الجمعية العامة للامم المتحدة. وسيأتي هذا الاعتراف ذات يوم حتى لو نجحت اسرائيل في جهودها السياسية لتأخيره. وفي اليوم الذي يليه، في أي زمن كان ستبدأ مسيرة تدريجية هي عدم صبر دول كثيرة في العالم على دولة اسرائيل. ماذا سيحدث؟ وماذا ستفعل؟ يستطيع كل واحد وواحدة منا ان يخمن فقط ما واتاه الخيال الاهوج. ومن جهتنا من الحسن والمهم أن نستعد لشغب سياسي وأمني.

تهديد القذائف الصاروخية والصواريخ: تقوم على حدود الشمال والجنوب مخازن ضخمة للقذائف الصاروخية والصواريخ في المنظمات الارهابية. فقد تعلمت الدول العربية والمنظمات الارهابية في حرب الخليج الاولى ان هذه هي الحلقة الضعيفة للسكان في اسرائيل، فاشترت واشترت قذائف صاروخية وصواريخ بمقادير كبيرة جدا. ويكاد مدى الصواريخ والقذائف الصاروخية من الشمال والجنوب "يغطي" كل مساحة دولة اسرائيل. يجب ان نؤمن ونؤمل وندعو الله ان يستمر اطلاق الصواريخ زمنا قصيرا فقط وأن تخلصنا طائرات سلاح الجو من الاخطار التي تتهددنا.

"مسيرات احتجاج": تعلموا في اسرائيل وخارجها من "الربيع العربي" (أي إسم مغسول لشلال دماء) انه يصعب جدا حتى لا يكاد ان يكون غير ممكن أن يواجه طوفان من الناس غير المسلحين. سيقول الحمقى والمتشددون بيننا ان الحل سهل: بان نطلق النار ونلغم الطرق. لكن الحل ليس سهلا البتة، ويجب أن نؤمل ان يكون لقوات الامن الطريقة المناسبة الصحيحة.

كل هذه "الوقائع" وغيرها مما لم نكتبه هنا ليست بمنزلة كابوس بعيد بل هي حقيقية وموضوعة على المائدة. يوجد لبعضها حلول جزئية ولا توجد حلول (حتى الان) لغيرها. في دولة اخرى كانت كل مشكلة كهذه تكفي لتشغل ولاية حكومة كاملة، لكن كل هذه المشكلات عندنا تطفو دفعة واحدة.

وكما قلنا آنفا ليس في كل هذه السطور الجاهدة ما يقلل من الشأن الاجتماعي – الاقتصادي الذي يقوم في هذه الايام بمقدمة اهتماماتنا. بالعكس: ان الناس المشاركين في احداث الاحتجاج الاخيرة هم جزء كبير ومهم من الحلول التي لدى دولة اسرائيل لجميع الازمات التي تترصدنا. وسيكونون الحل هم ونشاطهم وسلوكهم في يوم الحسم.

لهذا اذا اراد رئيس الحكومة ان يدبر امور دولة ترغب في الحياة فعليه أن يلبي مطالبهم قدر المستطاع والى اقصى مدى. فهو سيحتاج اليهم والى كثيرين آخرين في اليوم الذي تقرع فيه الاجراس.