خبر أعصر الرماديين؟- يديعوت

الساعة 08:22 ص|31 يوليو 2011

أعصر الرماديين؟- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

ليست الازمة الحقيقية في دولة اسرائيل اليوم هي أسعار جبن الكوتج، ولا الاعلان الفلسطيني المرتقب في ايلول ولا انهيار الاقتصاد في الولايات المتحدة في آب. فالازمة عندنا في الداخل ليست سياسية ولا أمنية ولا اقتصادية – اجتماعية. الازمة أزمة قيادة. وقد قيل في هذا في كتاب قديم جدا: "في تلك الايام لم يكن يوجد ملك في اسرائيل". لكن حكماءنا آنذاك تحدثوا في الزمن الماضي والحاضر فماذا عن المستقبل؟ أو "ابنائنا" و "احفادنا" و "الاجيال القادمة" كما يحب الساسة التعبير؟ ماذا ومن سيكون الزعيم بعد عشر سنين او عشرين؟

إن المقولة الاكثر تهافتا وغوغائية في اسرائيل في هذه الايام، إزاء الصورة المعوجة بعرض الزعامة هي أن اليمين واليسار مجرد هباء. وأن الرف فارغ. وأنه لا يوجد فوقه زعماء أهل، أو من يتوقع ان يصبحوا زعماء وطنيين. وإن ذكر كل إسم من الاحتياطي الوطني يعرضنا من الفور لتعويج وجه لا يمكن أن نخطىء فيه. أجل توجد لدينا مشكلات تشرتشلية في اسرائيل، وعلى رف الزعماء يقترحون علينا كليمنت اتلي.

نحن معرضون إذن لوضع صعب في المستقبل في مجال القيادة. فحتى لو ولد في هذه الايام دافيد بن غوريون جديد، فلن نحظى باستمتاع بثمرات قيادته الا بعد ثلاثة عقود أو اربعة في أحسن الحالات. فماذا نفعل إذن؟ الجواب: اذا لم نستورد أو نستأجر زعماء من الخارج (مثل بيل كلينتون) فسنبقى مع الموجودين. وربما لا يكون هذا سيئا جدا كما يعتقد كثيرون. قد تكون هذه الخطوة التي من الصواب فعلها، وربما – بعد نتنياهو اذا حان يوم انتخابات او قضاء من السماء – يكون هذا عصر "الرماديين".

نقول سرا انه كانت لدينا فرصة في السنين الاخيرة لنحيا تحت زعامة "لامعين" وهؤلاء لم يأخذونا الى مكان بعيد. بل إن عددا منهم لن ينتخبوا للجنة البيوت التي يسكنونها في الانتخابات القادمة. 

في الوضع الحالي، اذا طلبنا من "الرماديين" ان يقوموا وأن تلتقط لهم الصور فلن تكون عدسة التصوير واسعة بقدر كاف لان كثيرون سيأتون. لنذكر على سبيل المثال جزءا فقط من اسماء "الرماديين"، على علم باننا مع نشر هذه الاسماء سنثير على أنفسنا غضب جموع آخرين مثل سلفان شالوم في الليكود، وتسيبي لفني او شاؤول موفاز او دان حلوتس في كديما وبوغي هيرتسوغ في العمل وكثيرين آخرين أيضا. فلدينا مرشحون "رماديون" كثيرون أفربما يتبين أنهم أشباه بن غوريون اذا اعطوا الفرصة لصناديق الاقتراع؟

الابرز الان، باعتباره حبيب وسائل الاعلام وربما الجماهير ايضا، هو موشيه كحلون من الليكود. اليكم توجيها ونصيحة جيدة لكل من يرى نفسه مرشحا "رماديا": ان كحلون ناجح، بل انه ناجح جدا، لانه يصور عند الجمهور بصورة من لا يهمه سوى الشعب والجمهور والجموع، وانه لا يعمل الا من أجلهم فقط. وهو لا يتحدث فقط بل يعمل من أجل "الشخص في الشارع" – الذي يأتي الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات. ولا يوجد عند كحلون: "فعلت" و "قلت" و "أمرت"، و "وجهت". ويمكن أن نقرأ عن تواضعه صبح مساء في عناوين صحفية ضخمة في كل صحيفة. فهو الان علامة وقدوة ورمز لاولئك المرشحين "الرماديين" الذين لا يرون حتى الان على رف الزعامة.

ونقول باعادة النظر ان تشرشل ايضا كان "رماديا" حينما كان وزير البحرية في حكومة بريطانيا. وكان ايهود اولمرت ايضا "رماديا" في مكان ما في نهاية قائمة الليكود للكنيست. وجرى تخليص بيبي من وكالة أثاث ريم على يد موشيه آرنس ليخدم مبعوثا سياسيا في السفارة في واشنطن.

هل تدل التجربة على أن "الرماديين" يبدلون ألوانهم في الولايات الارفع شأنا؟