خبر اليوم التالي للفيتو- معاريف

الساعة 08:20 ص|31 يوليو 2011

اليوم التالي للفيتو- معاريف

بقلم: الون بنكاس

أحيانا يكون انعدام السياسة الواضحة والمعلنة هو السياسة الافضل. هكذا، على الاقل، نحاول الادارة في واشنطن اقناع نفسها بالنسبة لـ "ايلول". يتحدثون عن هذا الشهر بتعابير أقل اخروية مما في اسرائيل، يحاولون بالتوازي ايجاد سبيل لمنع أيلول، او لتغيير مساره.

لولا دوري كرة القدم، يحتمل أن كانوا سيلغون الشهر على الاطلاق. من الرئيس اوباما عبر وزيرة الخارجية كلينتون وحتى آخر الموظفين الذين يعنون بالشرق الاوسط في وزارة الخارجية وفي مجلس الامن القومي، يوجد اجماع  ورأي واحد تقريبا في أمرين: الاول، اذا ما رفع الفلسطينيون لمجلس الامن في الامم المتحدة طلبا للحصول على توصية للاعتراف بدولة فلسطينية فالولايات المتحدة ستستخدم الفيتو – مع العلم أن الموضوع الفلسطيني سينتقل الى الجمعية العمومية وسيحظى بالتأييد، مع العلم ان الجمعية العمومية لا يمكنها أن تقبل عضوا جديدا في الامم المتحدة بدون مجلس الامن ومع العلم أن قرار 377 "الاتحاد من أجل السلام" الذي يعود مصدره الى حرب كوريا في تشرين الثاني 1950 وهدفه تجاوز مجلس الامن "في حالة لا يعمل هذا ليساهم في السلام الدولي"، قد يكون نافذا من ناحية قانونية ولكنه غير قابل للتطبيق على الاطلاق من ناحية سياسية في الحالة الفلسطينية.

ثانيا، ليس لاحد في واشنطن شك في أن ليس لاحد في واشنطن فكرة عما ينبغي عمله بعد لحظة، يوم، اسبوع أو شهر من استخدام الفيتو. الادارة على علم جيد بمعنى استخدام الفيتو. من جهة الولايات المتحدة معنية بالمفاوضات، وبـ "مسيرة" سياسية ولا توجد أي جدوى من التوجه الفلسطيني احادي الجانب الى الامم المتحدة.

من جهة اخرى، ستستخدم الولايات المتحدة عمليا الفيتو ضد سياستها هي وذلك لان الطلب الفلسطيني سيصاغ، على نحو شبه مؤكد، بلغة مأخوذة بدقة من خطابات الرئيس اوباما في شهر ايار.

من جهة ثالثة من غير المتوقع أن تكون "مسيرة سياسية" عندما يكون مستوى ثقة الادارة برئيس الوزراء نتنياهو وبالفلسطينيين معا متدن عما كان في أي وقت مضى في السنتين الاخيرتين. واضح للامريكيين بانه مثلما يمكن لايلول أن يمر دون أحداث هامة ودون "تسونامي" تحذر اسرائيل منه - وكأنها مراقب حيادي وحاد الملاحظة وليس لاعبا فاعلا يؤثر على الامور ويتأثر بها – هكذا يمكن لتشرين الاول أن يبدأ بصخب مظاهرات كبرى فلسطينية وبعزلة مشددة لاسرائيل.

من جهة رابعة، تعرف الادارة بان لها دول كبير في الطريق المسدود. صحيح أن اسرائيل والفلسطينيين يتميزون بصياغة معاذير "لماذا لا" والطرفان فنانان في تسجيل المطالب والشروط، ولكن الادارة هي التي اختارت الا تبلور سياسة مرتبة كاستمرار لخطابات الرئيس اوباما. دور الرئيس في أن يرسم الخطوط، دور الموظفية أن تقترح له البدائل السياسية والخطط التي تعبر سواء عن المصالح الامريكية ام عن قوة الولايات المتحدة. من هذه الناحية، مجرد استخدام الفيتو هو ابداء للضعف وعدم الاتجاه وليس اعلانا سياسيا هاما.

من جهة خامسة، كما يدافع الموظفون عن أنفسهم ويبررون مواقفهم، ليس للولايات المتحدة الطاقات وليس للرئيس الصبر أو الجدوى السياسية لمواصلة الانشغال بالنزاع الاسرائيلي  - الفلسطيني عشية سنة الانتخابات والازمة السياسية – المالية لـ "سقف الدين" التي تثقل وتسيطر على جدول الاعمال.

هناك نحو خمسين يوما آخر حتى الجمعية العمومية للامم المتحدة. ظاهرا، يمكن للادارة أن تبلور اقتراحا بديلا يدعو الفلسطينيين والاسرائيليين الى الشروع في مفاوضات على اساس صيغة اوباما او على اساس صيغة يختارونها. المشكلة هي أن لدى الفلسطينيين التوجه الى الامم المتحدة اطلق منذ الان الى فضاء العالم. لاقناعهم بالتراجع عن التوجه لطلب الاعتراف بدولة، فان على البديل الامريكي – الاوروبي أن يكون مغريا لدرجة أن حكومة نتنياهو لا يمكن لها أن تقبله. وعندها فان الامريكيين سيستخدمون مرة اخرى الفيتو على اقتراحهم أنفسهم. كله منطقي، أليس كذلك؟