خبر إذهب الى الرئيس يا بيبي- معاريف

الساعة 08:19 ص|31 يوليو 2011

 

إذهب الى الرئيس يا بيبي- معاريف

بقلم: دان شيلون

- المظاهرات الجماهيرية التي اجتاحت البلاد هذه الليلة، يا سيدي رئيس الوزراء، ستجتاحك أنت ايضا. الأرنب الجديد الذي امتشقته لتخفيض الضرائب غير المباشرة، يدل كألف شاهد على الهستيريا التي المت بك. متأخر أكثر مما ينبغي. شيء لن يوقف الاحتجاج. إذهب الى الرئيس يا بيبي، حاول انقاذ بعضا من كرامتك المفقودة. حركة الاستخفاف التي تبديها الآن بيدك تُعظم فقط ضائقتك. ليس تخفيضا فزعا للضرائب، وليس اجازة الكنيست، ليس أمطار الخريف، ليست الكاتيوشا في الشمال، ليست القسامات في الجنوب، ليس الهجوم في ايران ولا الصواريخ على تل ابيب. شيء لن ينقذك.

        وحتى عندما يتخيل خيالك الخصب كل ذلك، وحتى لو حظيت ببضعة اشهر من الكارثة، فلن تفر من قرار الشعب. لا يمكن لأي أحبولة اعلامية أو خلطة سياسية أن تنقذك. كما أن الخطاب الدراماتيكي الذي تخطط لالقائه في الامم المتحدة ضد الدولة الفلسطينية لن يكون مهربك. الكلمات التي ستخرج من فمك هناك، ستكون بالضبط ذات ذرات الرمل التي تنثرها هنا في عيوننا منذ بداية ولايتك وترمي الى صرف الانتباه والى الطي في النسيان. لا يا بيبي، لن تنجح في أن تكنس من هناك، بترهات لفظية، ازمة السكن، اسعار الغذاء، الكهرباء، المياه والوقود، صرخة الاطباء، هتاف الأمهات والضرائب الفضائحية. وبالأساس فانك لن تكنس وهن زعامتك.

        لديك تجربة في الخطابات الخارجية للاغراض الداخلية. الخطابان الاخيران، في البيت الابيض وفي تلة الكابيتول، وإن لم يقنعا فقد أثارا الانطباع. الخطابة أن تجيدها جيدا. والآن تتجه أنت الى منصة الامم المتحدة وكأنها مخرجك الاخير. العالم ليس غبيا جدا يا بيبي، وبالتأكيد ليس الشعب. عيناك تريان، أذناك تسمعان وعقلك لا يزال يرفض الاستيعاب. في الاسابيع الاخيرة ثار هنا عصيان مدني شعبي، انتفاضة شرعية لشعب مل زعيمه وقيادته. هذه ليست صرخة سياسيين مغلقي الحس وراكبين بالمجان مثل عوفر عيني، هذه صرخة اولئك الذين من بيننا انتخبوا آخرين، ولكنهم سلموا بزعامتك الشرعية. الناس الذين تظاهروا هذه الليلة في ارجاء البلاد، ملوا شعاراتك ووعودك. مثال الحمالة والسوبر تانكر، لغة جسدك، حركات يديك، طلاقتك، وضوحك ومزاحك ستعلم في أقصى الاحوال في مدارس الفكاهة الشخصية وفن السيرك. لا أن الفصل الجديد الذي سيبدأ في أعقابك يعد بالاشعاع، ولكن اخفاقا مثل اخفاقك لن يكون. وبالمناسبة، لا ضرورة في أن من يرث كرسيك سيأتي بالذات من بين خصومك في اليسار أو في الوسط. يمكن، وربما من الأفضل، أن يأتي من حزبك أنت. فرص اليمين في صناديق الاقتراع أفضل. يمكن أن نجد في اليمين أناس نزيهين، مصممين ومنصتين قادرين على أن يقودوا. ليس رجال علاقات عامة. بل زعماء. أناس مع استقامة، مع طريق، لا يتذبذبون، لا ينضغطون، ولا يترددون في تشخيص الواقع المتغير. مناحيم بيغن كان هكذا. اليوم ايضا موجود في بيتك بضعة اشخاص قادرين على أن يقودوا، ويعرفون اسعار الكوتج، البندورة والحفاضات، يدفعون فواتير المياه، الكهرباء، الأرنونا والهاتف. لا يوجد كثيرون كهؤلاء، ولكن يوجد. في الليكود ايضا. إذهب الى الرئيس يا بيبي. لديك عنده زاوية حميمة في القلب. حتى وقت أخير مضى رأيناه يقف الى جانبك في محاولة لتحسين صورتك. إذهب اليه، وهو سيستقبلك منذ اليوم. دون الطابور.

        2- واحد فقط يهددك، يا بيبي، في التنافس على لقب رئيس الوزراء الأكثر فشلا في تاريخ اسرائيل. اهود باراك اسمه. الصراع بينكما لن يحسم بالضربة القاضية. هذا سيكون انتصار بالنقاط. ميدالية ذهبية مضمونة لك اذا ما تخليت منذ اليوم عن مظاهر البهاء وذهبت الى الرئيس. رجاء يا بيبي، اترك بيد باراك الذهبية.

        3- اندفاعك السيركي نحو العربة، يا عوفر عيني، هو المزحة الهزلية للاحتجاج. أنت ايضا سيتعلمونك في مدارس التباكي. مزقت المتظاهرين. ما الذي لم تفعله كي تستفيد. رجاء يا عوفر، اذهب مع بيبي وكن رجاء هدية وداع متواضعة لبيبي في ذهابك.

        4- أتذكر يا بيبي قائد حظيرة كان لك في الجيش؟ هو لا ينساك. على لسانه كلمات حميمة عنك كجندي. اليوم هو صحفي ومذيع في "صوت الجيش الاسرائيلي". من الكبار والنوعيين من رجال الاذاعة في اسرائيل. وبالتأكيد ليس لديه شيء شخصي ضدك. غازي بركائي هو صوت النزاهة، المهنية وسواء العقل. من المجدي لك أن تستمع اليه احيانا.