خبر نكتة رمضان : نقابة الموظفين تقرر صيام نص رمضان تماشياً مع سياسة نص الراتب

الساعة 05:59 ص|31 يوليو 2011

رمضان في الأراضي الفلسطينية.. "عجز مادي وتقنين في الاحتفاء العائلية"

فلسطين اليوم- رام الله

يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان المبارك، هذا العام، على وقع أزمة مالية خانقة، كما يؤكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه د. سلام فياض، وهو ما انعكس في صرف نصف راتب للموظفين في مؤسسات ووزارات السلطة الفلسطينية عن شهر حزيران(يونيو) الماضي، في حين لم تتضح الأمور بعد بخصوص صرف النصف الثاني، وما إذا كان يصرف نصف راتب، أو لاشيء، عن شهر تموز(يوليو) الحالي.

ودفعت هذه الأزمة المالية لموظفي القطاع العام الفلسطيني، ويتجاوزون 160 ألف موظف، عديد العائلات إلى الاتفاق على تقنين العزائم والولائم الرمضانية، حيث اتفق الأشقاء في بعض العائلات على تنظيم عزائم جماعية لشقيقاتهم، في حين اتفقت عائلات أخرى على إلغاء العزائم بشكل قاطع، بسبب الأزمة المالية الخانقة.

وفي الإطار ذاته، عبر العديد من أصحاب المتاجر الفلسطينية، عن حالة من الإحباط ترافقهم بسبب قلة المبيعات، فمبيعات فوانيس رمضان، والأهلة، وألعاب الأطفال الرمضانية في أدنى مستوياتها منذ سنوات، وهو ما ينطبق على مبيعات الأغذية قياساً بالسنوات الماضية، في الأيام السابقة لرمضان، وفق العديد من مالكي متاجر بيع الأغذية و"الســـوبر مـــاركت" الكبيرة في رام الله والبيرة، وغيرها من المدن الفلسطينية.

ومع عدم وضوح الرؤية بخصوص استمـــرار الأزمة المالية من عدمه، قررت إدارات الفنادق والمتنزهات الأبرز في رام الله إلغاء الخيم الرمضانية التي كانت تحضر لها، في حين ألغت بعضها "البوفيهات الرمضانية المفتوحة"، والتي كانت تدر عليها مبالغ كبيرة في السنوات الماضية، حيث يجري الحديث هذا العام عن خيمة أو اثنتين فقط في مدينة رام الله، العاصمة الاقتصادية للأراضي الفلسطينية، مقارنة بقرابة العشرين خيمة في العامين الماضيين، حيث سادت حالة من الاستقرار المالي.

ومن وحي رمضان بنسخته الفلسطينية للعام 2011، والأزمة المالية التي ترخي ظلالها على المشهد الرمضاني، تنشر على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالمياً "فيسبوك" مجموعات من قبيل "رمضان فلسطين بدون مصاري"، و"فلوس مافيش"، المقتبسة من أغنية سيد درويش الشهيرة، وقدمها مؤخراً حفيده المطرب المصري إيمان البحر درويش، في حفل برام الله، مطلع الشهر الحالي، في حين تتناقل الهواتف النقالة للفلسطينيين عبر الرسائل القصيرة عديد النكات ذات العلاقة، من بينها "قررت نقابة الموظفين العموميين صيام نص رمضان تماشياً مع سياسة نص الراتب"، وأن الحكومة الفلسطينية، التي قررت تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة مع اليوم الأول من رمضان، واعتماد "التوقيت الشتوي"، تدرس "اقتراحاً بالتسهيل على الموظفين في رمضان عبر صيام حتى آذان العصر"، بانتظار موافقة المرجعيات الدينية في الأراضي الفلسطينية.

ولا يجد التاجر الفلسطيني أو المستهلك في خطوة الحكومة الفلسطينية الأخيرة بتحديد أسعار 16 سلعة أساسية بالإجراء الكافي .. ويقول صلاح هنية، رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطينية: واضح أن رمضان هذا العام سيكون صعباً على المواطنين على الصعيد الاقتصادي، خاصة أن صرف نصف راتب للموظفين العموميين الشهر الماضي، وعدم وضوح الأفق بخصوص الشهر الحالي أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن الفلسطيني، بالتزامن مع ارتفاع حاد في الاسعار، خاصة ما يتعلق بالسلع الأساسية.

وأضاف هنية: محاولة الحكومة في الحد من تأثير الأزمة المالية عبر تحديد أسعار 16 سلعة أساسية ليست كافية .. كان لابد من تدخل جذري في هذا الإطار، عبر تخفيض أسعار عديد السلع الأساسية، وليس تحديدها على أسعارها المرتفعة .. صحيح أن هذه الأسعار لا تخرج عن إطارها العالمي، لكن يجب مراعاة خصوصية الوضع الفلسطيني .. بإمكان الحكومة دعم بعض السلع، رغم الأزمة المالية، او على أقل تقدير تخفيض ضرائب بعض السلع الأساسية، وهو ما لم يحدث .. باعتقادي على الحكومة التأثير إيجابياً وبشكل أكبر على الموردين، عبر تخفيض الضرائب، وعلى صناع السلع الغذائية الفلسطينية بدعم بعض السلع الأساسية، وهو ما لم يحدث بالمطلق.

ويؤكد هنية: مقدمات رمضان غير مشجعة، وتعكسها الأسواق الفارغة منذ أسبوعين قبل الشهر الفضيل، وأكبر دليل على ذلك توفر البضائع والمأكولات والمشروبات الرمضانية في الأسواق الفلسطينية، وخاصة أسواق البلدات القديمة في نابلس والخليل وغيرهما، ولكن بدون أي إقبال يذكر، على عكس العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية .. هذا بالتأكيد سيقتل بهجة رمضان التي اعتدناها في فلسطين .. ندرك الأزمة المالية العامة للسلطة الفلسطينية، ونعلم أن لا علاقة لها بجاهزيتها لبناء مؤسسات الدولة، لكننا ندرك في الوقت ذاته أنها تركت آثاراً سلبية عميقة على القدرة الشرائية والأوضاع الاقتصادية لغالبية العائلات الفلسطينية، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك، واقترابنا من عيد الفطر السعيد، والموسم الدراسي الجديد، في أيلول(سبتمبر).