خبر يهود الولايات المتحدة وحروب استطلاعات الرأي..إسرائيل اليوم

الساعة 08:22 ص|29 يوليو 2011

بقلم: دوري غولد

نشرت هذا الشهر سلسلة استطلاعات رأي عام أُجريت بين الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة وأثارت نقاشا عاصفا. نشر الاستطلاع الاول في الخامس من تموز في الصحيفة اليومية "ذه هيل" على يد ديك موريس خبير الاستراتيجية السابق للرئيس كلينتون الذي أصبح في السنين الاخيرة منتقدا شديدا لاوباما ومحللا مطلوبا في "فوكس نيوز". كان المعطى الأكثر اثارة هو استنتاج أنه لو أُجريت الانتخابات اليوم لحظي اوباما بـ 56 في المائة فقط من اصوات اليهود قياسا بـ 78 في المائة حظي بها في 2008.

        أيدت الطائفة اليهودية الامريكية على نحو تقليدي المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، فقد فاز كنيدي بـ 82 في المائة من اصوات اليهود في 1960. وفاز وريثه جونسون بـ 92 في المائة في 1964. وتحت سلطة الرئيس كارتر تدهور التأييد اليهودي للمرشح الديمقراطي الى حضيض بلغ 45 في المائة مقابل 39 في المائة أيدوا رونالد ريغان. في 1992 فاز كلينتون بـ 80 في المائة من الصوت اليهودي في حين تهاوى بوش الأب الى تأييد بلغ 10 في المائة. اذا كانت المعطيات التي يعرضها موريس صحيحة فسيواجه اوباما مشكلة جدية مع المصوتين اليهود في 2012. وقد تكون للصوت اليهودي تأثيرات في النتائج في الولايات التي قد يكون التنافس فيها متقاربا جدا.

        خلال يومين بدأ هجوم على صدق استطلاع موريس. فقد انتقدت مقالة تحليل في "واشنطن جويش ويك" رفضه الكشف عن المنهج الذي اعتمد عليه. وبحسب المقالة أن الشيء الذي لم يكن منطقيا على نحو مميز هو أن استطلاع "غالوب" الذي نشر في الوقت نفسه وجد أن نسبة تأييد اوباما بين اليهود يقف على 60 في المائة ولا يبدو أنها تتهاوى تهاويا حادا.

        وقد نفذ استطلاعا كبيرا ثانيا نشر في الثاني عشر من تموز مستطلع ديمقراطي هو بات كاديل الذي كان خبيرا استراتيجيا في حملة كارتر الانتخابية، ومجري استطلاعات الرأي الجمهوري، جون ماكلولين الذي عمل مع ساسة رواد. إن الاستطلاع الذي حصر عنايته في المصوتين اليهود خاصة قد استدعته المنظمة الجديدة "سكيور امريكا ناو" (أمِّنوا امريكا الآن)، ونشر بخلاف موريس كثيرا من تفصيلات استطلاع الرأي في موقعه على الانترنت. وجد استطلاع كاديل – ماكلولين مثل استطلاع غالوب أن المصوتين اليهود يودون اوباما على نحو عام. فما يزالون يتمسكون برأي موال له (64 في المائة مقابل 31 في المائة)؛ والى ذلك قال 63 في المائة انه يؤدي عمله باخلاص. ونشر استطلاع ثالث على يد منظمة "جي ستريت" في 21 تموز تبين فيه ان 60 في المائة من اليهود (مقابل 31 في المائة) عبروا عن رضى عن عمل اوباما.

        غير ان استطلاع كاديل – ماكلولين يذكر ايضا أن 43 في المائة فقط قالوا انهم سيصوتون لاوباما مرة اخرى. وهم يرون أن اسباب انخفاض تأييد اوباما تكمن في صورة رؤية سياسته نحو اسرائيل. هذا الاستطلاع يثير العناية على نحو خاص لانه يعرض تأييد مواقف اسرائيل الأساسية لدى الطائفة اليهودية: فـ 81 في المائة يعارضون اتفاقا يفرض العودة الى خطوط 1967؛ ويؤمن 73 في المائة بأن القدس يجب أن تبقى عاصمة اسرائيل غير المقسمة؛ ويؤمن 88 في المائة انه يجب على الفلسطينيين قبل أن يمنحوا دولة لهم أن يعترفوا بحق اسرائيل بالوجود بصفة دولة يهودية.

        برغم أن تفضيلات تصويت المصوت اليهودي ليست من شأن اسرائيل، فان استطلاع كاديل – ماكلولين يبرهن على مبلغ أهمية أن تعرض اسرائيل سياسة واضحة. لا يجوز لاسرائيل أن تفضل واحدا من المرشحين في 2012 وعليها ان تحافظ على علاقات جيدة مع الحزبين. أما الشيء الشرعي فهو ان تعمل اسرائيل على ضمان أن يظل الجهاز السياسي الامريكي يؤيد مصالح اسرائيل الحيوية دونما صلة بنتائج الانتخابات.