خبر يا نتنياهو، أنصت للمتظاهرين- هآرتس

الساعة 08:50 ص|28 يوليو 2011

يا نتنياهو، أنصت للمتظاهرين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

المؤتمر الصحفي الذي عقده أول أمس رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والخطوات العاجلة التي أعلن عنها بدراماتيكية هي دليل مؤسف على انعدام الوسيلة وانعدام القرار لدى الحكومة. حقيقة أن قادة احتجاج الخيام سارعوا الى رد الخطة المقترحة ردا باتا تثبت ذلك بقدر أشد.

يبدو أن نتنياهو اعتقد، أن هذه المرة ايضا – مثلما في حالات اخرى (الحريق في الكرمل، خطابا بار ايلان والكونغرس) – سينجح في أن يفيد من الامر ويظهر كالمعقب الكاريزماتي والنشط. غير أن الاحتجاج، الذي بدأ في الخيام في جادة روتشيلد في تل ابيب وفي المطالبة بحلول للسكن، لم يضعف في أعقاب تصريحاته. العكس هو الصحيح: فهو ينتشر، وتنضم اليه مجموعات عديدة، كبيرة ومتنوعة، باحساس من الغضب العام الموجه للحكومة.

حتى من ليس راضيا عن كل الرسائل التي تصدر عن كل المظاهرات، المسيرات، الاضرابات عن الطعام واغلاق الطرقات لا يمكنه أن يتجاهل الحيوية التي يتميز بها الاحتجاج. خلافا لعدم الاكتراث بل وتلبد الأحاسيس الذي ميز الجمهور في اسرائيل في السنوات الاخيرة، وفي تضارب مفاجيء مع الانغلاق القطاعي الذي فتت المجتمع وأضعفه، فان الاحتجاج يجترف جمهورا غفيرا، يُبدي تضامنا ودورا كان يُخيل أنهما اختفيا الى الأبد.

هذا احتجاج سياسي، قيمته سياسية صرفة. وهو يحذر من الاغتراب بين السياسيين وبين الشباب. يهز الحكومة التي تستند الى ائتلاف واسع وآمن ويكشف ضعف نتنياهو، الذي وعد باصلاحات في الاراضي وفي اجراءات التخطيط والبناء وفشل في إقرارها.

ولكن أكثر من أي شيء آخر، فان الأهمية السياسية للاحتجاج تكمن في أنه يضع في مركز النقاش الجماهيري مسائل مدنية، وعلى رأسها توزيع المقدرات، مركزية المال، علاقات المال والسلطة والتزام الدولة تجاه المواطن.

في مجتمع مجد دوما التزام المواطن تجاه الدولة، وبعد سنوات دحرت فيها شؤون الجيش والامن المسائل المدنية جانبا – فان هذا تجديد هام ومنعش. حسن تفعل الحكومة، اذا ما أدارت مفاوضات مفتوحة ومنصتة مع المحتجين، وبدلا من الحلول السحرية تعرض عليهم سياسة مسؤولة وحكيمة.