خبر أمريكا مستمرة على الخطأ- إسرائيل اليوم

الساعة 08:48 ص|28 يوليو 2011

أمريكا مستمرة على الخطأ- إسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

انتقدت مقالتان مشيرتا الاسبوع الماضي في صحيفة "واشنطن بوست" التي تؤيد على نحو عام ادارة اوباما، انتقدتا بشدة عدم اتساق الرئيس الامريكي في شأن سوريا وعدم الحزم مع ايران المستمرة على انطلاقها قدما نحو احراز سلاح ذري.

كُتب الكثير في أعمال الولايات المتحدة أو اخفاقاتها في الشرق الاوسط في السنين  الاخيرة، ومن المحقق أن مؤرخين ومحللين سيتحدثون ويبحثون بعد لكن يمكن أن نلحظ الان استنتاجين: الاول – ان التهاوي النسبي للولايات المتحدة من جهة القوة العالمية جعل كثيرا من أعمالها ومبادراتها في منطقتنا غير فعال. والاستنتاج الثاني انه اذا لم يحدث تغير اتجاه فان امريكا قد تخسر أيضا جزءا كبيرا من بقايا التأثير الذي ما يزال لها في الشرق الاوسط، وهو أمر لن يضر بمصالحها نفسها فقط بل بمصالح حليفاتها القديمات في العالم العربي والاسلامي.

بخلاف تام بمقاصد اوباما التي عبرت عنها خطبته في القاهرة لن يكون لمن يعرفون على نحو تعميمي غير دقيق بانهم أنبياء الربيع العربي أي اهتمام بعد ذلك في السير في المسار السياسي والعقائدي للولايات المتحدة. ان دعائمها السياسية القديمة في المنطقة ستنظر اليها باعتبارها خائنة. وان واشنطن تولي الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني اهمية مركزية وغير تناسبية – سواء باعتباره ايجابا دون مقاصدها نحو العالم العربي – الاسلامي أم باب تنفذ منه الطريق الى حل جميع مشكلاتها مع هذا العالم

ان سوريا وما يحدث فيها اليوم هي بقدر كبير فقاعة ونتيجة لكثير من تصورات واشنطن المخطوءة (وتركيا ايضا، بالمناسبة) عن المنطقة. فان فرض ان الانفتاح السياسي والاقتصادي يمكن ان يغيرا النظام في دمشق أو صورته تغييرا اساسيا وفصله عن حلفه الانتهازي مع ايران، قد تبين أنه داحض من اساسه. والنظرية التي تقول ان نظام الاسد علماني غير اسلامي، ولهذا فلن تقترب سوريا من الغرب سياسيا فقط بل ستقر نهج حياة غربيا وديمقراطيا، تبين أنها وهم ايضا. ومن شديد المفارقة ان الاسلاميين خاصة هم الذين سيستولون على القيادة السورية مع وقف سفك الدماء.

كان عدم اتساق اوباما ايضا بشأن محاربة الارهاب من العلامات الفارقة للتوجه الامريكي. ومفهوم انه قد زيد على كل ذلك دعاوى أنه يمكن ويجب احراز سلام بين سوريا واسرائيل – "يعلم الجميع ما ثمنه"، أي تسليم الجولان.

مع ذلك سيكون من الخطأ اتهام ادارة اوباما وحدها بالاخطاء. فقد سجلت تلك التي سبقتها فصولا جليلة في جمع الاكاذيب وخيبات الامل السورية. أيد ايد جارجيان سفير بوش الاب في دمشق، (والسفير في اسرائيل ايضا بوقت قصير) أيد توجها زعم أنه يمكن ادخال دمشق باعتبارها عضوا في خيمة المصالح الامريكية – والدليل على ذلك ان سوريا انضمت الى تحالف على صدام حسين (وهو شيء لم يعقها بالمناسبة عن أن تخدم سرا صالح النظام في بغداد)؛ ولم يكن وزير خارجية الرئيس كلينتون، وورن كريستوفر قادرا على ان يعد مرات هبوط طائرته في دمشق، اما وزير الخارجية جورج دبليو بوش، كولين باول فحرص في زيارته الاولى لسوريا على تبديد مخاوف حكامها من عملية امريكية صارمة عليهم.

بشأن ما يحدث الان في سوريا: كانت الردود الامريكية الرسمية في البدء "نباتية" جدا برغم ان متحدثي واشنطن بدأوا في الاسابيع الاخيرة يعبرون عن تغييرات في نظام الحكم ("تغييرات"، أي اصلاحات – لا التنحية بالضرورة).

مهما يكن الامر وفي ضوء سجل الادارة الامريكية الاشكالي يصعب ان نتنبأ هل سيكون لموقف الادارة في واشنطن تأثير حقيقي في التطورات أو في صورة نظام الحكم الذي سينشأ في سوريا في المستقبل اذا سقط الاسد.