خبر أتفضلون ليبرمان؟- معاريف

الساعة 08:45 ص|28 يوليو 2011

أتفضلون ليبرمان؟- معاريف

بقلم: أودي هيرش

خلافا للانطباع الناشيء في الشهر الاخير، فان بنيامين نتنياهو ليس رئيس الوزراء الاسوأ في تاريخ دولة اسرائيل. عمليا، هو أغلب الظن رئيس الوزراء الاقل سوءا في العقد الاخير. وبرعاية وتيرة الاحداث المثيرة للدوار، نسيت الولايات الكابوسية لاريئيل شارون وايهود اولمرت التي كانت مليئة بالانتفاضات وبالحروب، وكذا بالخطوات السياسية الفاشلة. اما نتنياهو بالمقابل، فرغم الجمود السياسي، واجواء صيد اليساريين – فعلى الاقل يقلل من المبادرة الى أعمال حربية عديمة المسؤولية. حتى الحدث الدراماتيكي المتوقع في ايلول، فان الحدود هادئة جدا، باستثناء الاساطيل من الغرب ومسيرات الاحتجاج من الشمال – الشرق. الحقيقة، هي أن نتنياهو هو رجل الرأسمالية وأبو الخصخصة، ولكن بقدر ما نتذكر فان شارون واولمرت هما ايضا لم يكونا من مؤيدي دولة الرفاه الاسكندنافية.  فكيف حصل أن الاحتجاج الجماهيري على هذا القدر من الشدة يندلع الان بالذات؟

ظاهرا، الجواب واضح: بلغت الضرائب غير المباشرة وايجارات الشقق مستوى الزبى. غير أن اولئك الاشخاص الذين يكررون الان الكليشيه المتعفن "أين كنتُ عندما سرقوا لي الدولة"، ينسون بانهم كانوا مشغولين في السنوات الاخيرة بكتابة التعقيبات الغاضبة ضد رئيس وزراء تركيا وتعابير الفرح بعد الهجمات في لبنان في غزة. وقد ابتلعوا بشهية كل هوس أمني وكانوا واثقين بان ارئيل شارون هو أبونا جميعنا. نتنياهو لا يدفع ثمنا على سياسته الاقتصادية، بل على أنه يرفض تطبيق المبدأين الاساسيين الحيويين لولاية هادئة لرئيس وزراء في اسرائيل، في وسائل الاعلام وفي الشارع.

الوصية الاولى لرئيس الوزراء في العصر الحديث هي "اصنع الحرب وتحدث السلام". أكثر من الف اسرائيلي قتيل لم يسجلوا كدين على شارون، بفضل فك الارتباط. كما أنه طور الوصية الثانية، التي تعتقد بانه يجب السيطرة على وسائل الاعلام بشكل هاديء وكتوم، وتجنيد كارهين ألداء في الماضي أيضا الى جانبهم. على مدى كل ولايته أقسم باسمه سياسيون من الاحزاب الخصوم وصحفيون نددوا به عندما كان وزيرا للدفاع. ورغم تحطم اولمرت هو ايضا نجح في السيطرة على أجنحة واسعة من وسائل الاعلام بفضل تكتيكات مشابهة.

معالجة نتنياهو للمملكة السابعة، بالمقابل، تذكر بفيل علق في مختبر تكنولوجيا عليا. حركاته المكشوفة والثقيلة تدفعكم الى الاعتقاد بانه لا يوجد احتمال في أن تكون هذه السطور كتبت ليس من أجل نيل برنامج صباحي في الشبكة الاذاعية الثانية او في وظيفة منشود فيها. وبدلا من ان يجند الى جانبه صحفيين بسرية وبدهاء، محاولات نتنياهو السيطرة على سلطة البث تتفجر في وجهه، وصحيفته الخاصة تجند باقي وسائل الاعلام ضده. بالتوازي، حقيقة انه لا ينتج أملا تثير تجاهه العداء الدائم، رغم أنه بالاجمال ينفذ الايديولوجيا التي باسمها انتخب. والهدوء؟ هو يسمح للمواطنين بالتركيز على البيوت غير القابلة للتحقق في تل ابيب بدلا من البيوت غير القابلة للترميم في خانيونس.

ليس معنى الامر أن الاحتجاج غير عادل، وتركيز الاسرائيليين على الجانب الاقتصادي – الاجتماعي من حياتهم ليس مباركا وان نتنياهو هو رئيس وزراء جيد. مع ذلك، فان الدعوات غير الواقعية لتنحيته تنخرط في هذه اللحظة جيدا في أجواء "المظاهرة غير المهم على ماذا" التي سيطرت على احتجاج الخيام. يجدر بنا ان نتذكر بانه حتى لو تحقق السيناريو غير المعقول وسقطت حكومته، ففي الانتخابات التالية لن تنتخب شيلي يحيموفتش رئيسة للوزراء. يوئيل حسون من كديما وإن كان صرخ أمس نحو اسحق كوهين من شاس "اصبحتم خدمة الرأسمالي مغلق الحس" ولكن المتحدث لم يكن في الماضي رئيس الحرس الفتي بل رئيس بيتار. حزبه لن يدير سياسة اقتصادية مغايرة بشكل جوهري عن سياسة الليكود. وبالاجمال، عند الحديث عن ميدان التحرير الاسرائيلي يجدر بالذكر بان اسقاط مبارك انتهى، صحيح حتى الان، بنظام عسكري. اسقاط نتنياهو قد ينتهي بليبرمان.