خبر ساندي ابنة الأسيرة قاهرة السعدي.. فرحة بالنجاح ممزوجة بحرارة الشوق للأم

الساعة 04:40 ص|28 يوليو 2011

ساندي ابنة الأسيرة قاهرة السعدي.. فرحة بالنجاح ممزوجة بحرارة الشوق للأم

فلسطين اليوم- وكالات

"كان هدفي من مثابرتي ودراستي المتواصلة إدخال السرور إلى قلب أمي الأسيرة ورفع رأسها، كما وعدتها"، بهذه الكلمات ابتدأت الطالبة ساندي ناصر السعدي من مخيم جنين، وابنة الأسيرة في سجون الاحتلال قاهرة السعدي المحكومة بالسجن لثلاثة مؤبدات وثلاثين عاماً بتهمة مساعدة مقاومين من الجهاد الإسلامي في تنفيذ عملية استشهادية  كلامها.

 

فرحة ممزوجة بالحزن

 

وتقول ساندي البنت البكر للأسيرة السعدي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" : "عند سماعي نبأ حصولي على نتيجة (87%) انفجرت من البكاء، لا أعرف لماذا؟!، لقد اختلطت مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، الفرح بالمجموع الذي حصلت عليه، والحزن بغياب والدتي عني في أكبر فرحة تمر في حياتي"، وتضيف: "إنها إلى الآن لا تعرف إن علمت والدتها بنتيجتها التي حصلت عليها بامتحان الثانوية العامة أم لا؟!"، وتابعت: " لكنني وفور معرفتي بالنتيجة، اتصلت بإحدى الاذاعات المحلية، التي يصل بثها إلى سجن "هشارون" الصهيوني حيث تقبع والدتي، لأخبرها عبر المذياع بما حصلت عليه، و طلبت منها إبلاغي عبر أول زيارة للمحامي عن مشاعرها وردة فعلها"، وهي الوسيلة السريعة الوحيدة التي يستطيع الفلسطيني عن طريقها إرسال أخباره لأهله خلف القضبان، وهي تتمنى أن تكون رسالتها قد وصلت إلى أسماع والدتها.

 

لا يمكن ملؤ فراغ الأم

 

ولا تخفي ساندي شعورها وخلال فترة دراستها واستعدادها لامتحانات الثانوية العامة، بالفراغ الكبير لعدم وجود والدتها إلى جانبها، لكنها تقول: "أني دائماً كنت أشعر أن روح أمي معي دائما، وان الله استجاب لدعواتها وأكرمني بهذا النجاح، الذي اهديه لها" وتضيف: " كلما سمعت كلمة (مبروك) أبكي وأحزن لاني أريد أن اسمعها من أمي، ورغم أن والدي وخالتي عملا ما بوسعهما لسد هذا الفراغ، إلا أن أي شخص في العالم لا يستطيع ملء فراغ الأم، فلقد شعرت بفقدانها طول الوقت"، فيما لا تخفي ساندي سرورها الآن، بعد أن برَّت بوعدها لوالدتها برفع رأسها عالياً، وتقول: "لقد وعدتها عند زيارتي الأخيرة لها بأن احصل على علامة عالية، وقالت بأنها ستقيم لي حفلة كبيرة داخل السجن مع أخواتها الأسيرات وستوزع عليهن الحلويات".

 

ممنوعة من الزيارة

 

وتقول ساندي أنها لم ترَ والدتها منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، ولا تخفي ساندي شوقها الكبير لوالدتها وتقول: "كم أنا مشتاقة لرؤيتها، وسماع صوتها، وزيارتها"، أما عن زيارتها لوالدتها فتقول: " رغم أن الزيارة مسموحة للأسرى مرة كل أسبوعين، إلا أن الاحتلال لا يسمح لي بالزيارة إلا مرة واحدة كل ستة أشهر، وفي بقية المرات يرفض السماح لي، بحجة "الدواعي الأمنية"، وهذا ما يحصل مع شقيقي محمد، أما والدها فممنوعٌ من زيارتها على الإطلاق، وذلك لكونه أسيراً محرراً.

 

رسالة إلى أقرانها

 

أما عما تريد ساندي دراسته، وعن رغبة والدتها، فتؤكد: "أن والدتي تركت لي الخيار بانتقاء التخصص الجامعي الذي أريد، وسيكون إما الرياضيات، أو التربية الابتدائية"، ووجهت في نهاية حديثها رسالة إلى أبناء الأسرى والشهداء المقبلين على الثانوية العامة: "أن ابذلوا قصارى جهدكم، وأبقوا متماسكين أمام المحن، فلا شيء يعادل فرحة النجاح، وإدخال السرور على قلوب الأهل".