خبر كأس خاص بهن.. هآرتس

الساعة 02:45 م|27 يوليو 2011

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: مع أنه من السابق لأوانه الاحتفال بتحرير المرأة في السعودية، ولكن التقدم التدريجي بات يُسجل في مجالات العمل والرياضة والحقوق - المصدر).

"ماذا يحصل لكن، يا نساء السعودية؟ فهل تردن أن تُدرن حياة الرجال، الامر الذي لا يلائمكن؟ فلم يتبق لكن غير أن تطلبن أن تكن سائقات دبابات وطائرات"، صخب عبد الرحمن الأسدي في تعقيبه الذي كتبه على موقع "العربية". وكان عقب على نبأ يفيد بأن النساء السعوديات يعتزمن تطوير رياضة النساء في المملكة. ليس مجرد تطوير بل اقامة فريقي كرة قدم وكرة سلة، دوري للنساء بل ونيل تمويل ودعم حكوميين لذلك مساويين للدعم والتمويل اللذين يتمتع بهما نوادي الرجال. "كله بالطبع، حسب قواعد الدين، الحشمة والعرف الاجتماعي المقبول في المملكة"، كما تشرح ريما العبد الله، كابتن ومؤسسة فريق كرة القدم للنساء في مدينة جدة التي على شاطيء البحر الاحمر.

الفكرة ولدت قبل سنتين، عندما كانت العبد الله ورفيقاتها تجلسن في احدى المقاهي الشعبية في جدة وتشاهدن مباريات البطولة العالمية. فقررن بأنهن يستحقن هن ايضا فريقا، وفي غضون وقت قصير ضممن اليهن 25 شابة، متزوجة وعزباء، اشترين لأنفسهن ملابس رياضية وبدأن يتدربن في أحد الملاعب في المدينة. وأطلقن على فريقهن اسم "كينغز يونايتد"، وسرعان ما نجحن في اقامة فريقين آخرين. السر الكبير، الذي لم يُكشف بعد، هو من يدربهن. وعلى حد قول العبد الله فان لهن مدربين دوليين أجورهم تُدفع من جيوبهن. مدربون سعوديون نفوا كل صلة بالمشروع، ولكن الحقيقة هي أن الفرق تواصل العمل.

طالما كان نشاطهن الرياضي يجري سرا، في ساحات فيلاتهن أو في ملاعب مجهولة، كان بوسعهن أن يتمتعن بحرية عمل نسبية. ولكنهن يعتزمن الآن الشروع في الظهور أمام الجمهور، وبالتالي، كما هو متوقع، فانهن قد صعدن الى مسار الصدام مع المجتمع الرجولي، الذي يرفض رياضة النساء العلنية.

وتوضح العبد الله بأن للمبادرة يوجد ايضا جانب صحي، "فنساء السعودية توجدن على رأس قائمة السمنة في العالم، وتشجيع الرياضة كفيل بأن يساعدهن على تقليص حجوم الظاهرة"، هكذا تشدد ايضا على أنه "فضلا عن ذلك لا يوجد سبب يدعو ألا يكون بوسع النساء في المملكة أن يمثلن الأمة السعودية بالضبط مثل الرجال". وفي محاولة لتهدئة روع منتقديها قالت العبد الله ان لاعبات كرة القدم يحق لهن المشاركة في التدريبات فقط بعد أن يكن حصلن على الاذن من أولياء أمورهن، آبائهن أو اخوانهن، وأن عليهن أن يتمسكن بكل مباديء الحشمة.

في السعودية تعمل ايضا فرق كرة سلة للنساء، وكابتن منتخب كرة السلة "جدة يونايتد"، هدير صدقة، قالت في مقابلة تلفزيونية إن بنات الفريق تتلقين رعاية من شركة تجارية خاصة تقرر ضمن امور اخرى قواعد اللباس في المباريات: "نحن نلبس حسب طبيعة الجمهور ونوع الفريق الخصم. احيانا نحن نلبس بناطيل طويلة وغطاء رأس في المباريات".

رياضة النساء ليست "المصيبة" الوحيدة التي تلم بمملكة الرجال السعودية. منال الشريف، الشابة، التي بدأت حملة مغطاة اعلاميا للحصول على رخصة سياقة للنساء في الدولة، أعلنت في الاسبوع الماضي بأنها لا تعتزم الكف عن كفاحها حتى بعد أن اعتقلتها السلطات في أيار الماضي على مدى تسعة ايام، بعد أن أُمسك بها وهي تسوق وحدها في سيارة في مدينة خُبر. "سياقة السيارة هي أحد الحقوق الدنيا التي أستحقها. اذا واصلنا كفاحنا فسنتمكن من تأهيل نساء ذوات ثقة بالنفس يمكنهن أن يحققن المزيد من الحقوق"، قالت الشريف في مقابلة مع الـ "بي.بي.سي".

ومع أنه من السابق لأوانه الاحتفال بتحرير المرأة في السعودية، ولكن التقدم التدريجي بات يُسجل. هكذا، مثلا، أمر الملك عبد الله كل منتجي ومسوقي الملابس النسائية ومنتجات التجميل بتشغيل نساء سعوديات فقط وليس عاملات اجنبيات أو رجال. وحسب تقدير وزير العمل السعودي، عادل الفقيه، فان هذا الامر كفيل بأن يُدخل نحو نصف مليون امرأة سعودية في دائرة العمل، ويساعد في حل الازمة الاقتصادية للطبقات الفقيرة.

وأُعطيت لمحلات الملابس النسائية مهلة نصف سنة لاستبدال عامليها بعاملات سعوديات، كما مُنحت للمنتجين سنة كاملة لتنفيذ التحول. وتحدد الانظمة ايضا قواعد تشغيل متصلبة، من جهة تحظر تشغيل مشترك للرجال والنساء في هذه المحلات، ومن جهة اخرى تلزم أرباب العمل بتوفير شروط عمل مناسبة وملابس عمل محتشمة للعاملات، على حساب المصنع أو المحل. فرص العمل مفتوحة فقط للنساء من سن 20 – 35، وعلى أرباب عملهن أن يفتحوا حسابات بنكية لايداع رواتبهن، بحيث يكون ممكنا الرقابة على ألا تكون حقوقهن مهضومة. وفي نفس الوقت نشرت وزارة العمل السعودية قائمة بـ 24 مجال عمل لا يجب تشغيل النساء فيها، منها العمل على الأسطح وتعبيد الشوارع وما شابه من الاعمال التي تعتبر غير مناسبة لهن.

ولكن بينما تفتح يد واحدة سوق العمل للنساء، فلا تزال اليد الاخرى مقبوضة. وهكذا مثلا فان خريجات كليات الحقوق في السعودية وإن كان من حقهن العمل كمستشارات قانونيات في الشركات الخاصة أو في الوزارات الحكومية، ولكن محظور عليهن فتح مكاتب خاصة، أو رفع يافطات تعلن عن اسمهن ومهنتهن كمحاميات. وذلك عندما تتزايد الحاجة للمحاميات كلما باتت النساء السعوديات أكثر وعيا بحقوقهن – سواء عندما يدور الحديث عن وزارات حكومية أم في كل ما يتعلق بعلاقاتهن مع أزواجهن، ومحاولتهن تحقيق حقوقهن من خلال المحاكم. وحسب القانون السعودي يمكن للمرأة أن تتوجه لمحامي رجل برفقة ولي أمرها فقط. ولكن ماذا يحصل عندما يكون ولي أمرها هو موضوع الشكوى؟ على هذا ليس للسلطات السعودية جواب بعد. فهل نساء السعودية سيخرجن على ذلك الى الشوارع؟ ليس غدا.