خبر أطووا الخيام.. يديعوت

الساعة 02:43 م|27 يوليو 2011

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: من يرغب في حلول سحرية، وبالاساس من يعد بمثلها، لا يحل المشاكل بل يدفنها. الشعب في اسرائيل ليس غبيا وعليه فمن المجدي الا نتعامل معه بصفته هكذا  - المصدر). الطبقة الوسطى هي أنا: أجر شقة عال، قرض سكن لبيت لا يبدو بعد في الافق، دفعات كبيرة لروضتي أطفال، وشهر ينتهي دوما في المدين. أنا أتضامن مع الكفاح بكل عضو فيّ، ورغم ذلك أجد صعوبة في أن أجد نفسي بين صخب الاصوات التي ترافقه.

من يبحث عن تغيير حقيقي في سياسة حكومة اسرائيل يجب أن يكون قلقا جدا من الخطاب الضحل الذي يحيط بهذا الكفاح في الاسابيع الاخيرة. احتجاج عادل، اختلط بسياسة رخيصة للراكبين بالمجان وبردود الفعل المتسرعة لاصحاب القرار.

يخيل أن في اسرائيل العام 2011 من الصعب ايجاد شخصيات عامة تقول الامور كما هي دون أن تخاف السير ضد التيار. من الصعب ايجاد من يقول للمحتجين العاطفين، للاشخاص مثلي من الطبقة الوسطى بان التغيير - حتى لو كان عادلا – يستغرق وقتا.

شباب الخيام يريدون حلا هنا والان. مسموح لهم، في حر تل أبيب. المشكلة هي مع اولئك الذين يشجعونهم على الاعتقاد بان هذا ممكن.

الضحالة تبدأ في البحث التقليدي عن المذنبين. كل ونواياه السياسية. وزراء يوقعون الملفات كل على الاخر، زعماء المعارضة الذين يضحكون من بيوتهم الفاخرة على أزمة السكن. وها هو استغرق وقتا ولكن في الايام الاخيرة وجد حتى محللو سلام أغنياء، وجدوا الاحتلال والمستوطنين مذنبين في كل هذا الشر.

صحيح أنه في موضوع تآكل الطبقة الوسطى يوجد ذنب على الجميع (من اليسار ومن اليمين)، ومع ذلك فان هناك من يجتهد لايجاد مذنبين، وكأن في ذلك نوع من الخلاص.

ذات الضحالة تواصل محاولة تقديم جواب فوري – هنا والان – على أزمة بدأت قبل سنوات عديدة وأبدا لن تصل الى منتهاها التام في دولة رأسمالية. موجة الاحتجاج ذات صلة طالما لا ينجرف المرء وراء الاوهام. تعزيز الطبقة الوسطى وحل أزمة السكن لا يعنيان توفير سكن زهيد الثمن في مركز حياة الليل لتل أبيب. تخفيض الاسعار وفرض الضريبة غير ذات صلة باولئك الذين بادروا الى الاحتجاج على اسعار الاعراس في القاعات الفاخرة. من يرغب في حلول سحرية، وبالاساس من يعد بمثلها، لا يحل المشاكل بل يدفنها. الشعب في اسرائيل ليس غبيا وعليه فمن المجدي الا نتعامل معه بصفته هكذا.

بشكل عام، يجدر بنا ان نذكر أنفسنا جميعا بانه حتى اذا كان الطلب عادلا ويستقبل بعطف شديد في وسائل الاعلام، فان الواقع الاسرائيلي ليس تبسيطيا. فالارقام تظهر بان وضعنا الاقتصادي هو بين افضل الاوضاع في العالم على الرغم من غلاء المعيشة. عندما تنهار دول اوروبا ومعدلات البطالة واسعة في ارجاء العالم، في اسرائيل يوجد نمو ثابت. من الصعب العيش هنا ومع ذلك فان جودة المعيشة المتوسطة عالية. نختنق من الراتب، ومع ذلك فان الملايين هنا يحملون الهواتف النقالة وتوجد سيارتان لدى العائلة، ويسافرون في اجازات الى خارج البلاد.

في كتاب يهوديت هندل (لا توجد علاقة عائلية بها) "الشارع المدرج" تروي كيف أن ابراهام، بطل حرب الاستقلال، يجد صعوبة في ايجاد رزق له وبالاساس ايجاد كرامة. ونوصي بالعودة الى ذاك الكتاب لنتذكر. في اسرائيل في عهدنا، مع كل المصاعب، يوجد رزق وتوجد كرامة ايضا. المشاكل حقيقية وتحتاج الى المعالجة ولكن ينقصنا التوازن.

الاحتجاج نجح، وأجبر حكومة اسرائيل على أن تخرج الرأس من المعطيات الوردية لتعالج المشاكل التي لا تزال قائمة. امس صرحت الحكومة باختيارها تغيير السياسة. هذا ليس حلا كاملا ولا يوجد اي احتمال في أن تروا نتائجه غدا ولكن هذا قرار هام. الاحتجاج قام بعمله، والان حان الوقت لاثبات جدية وطي الخيام. الاحتجاج كما ينبغي أن نذكركم وسيلة وليس غاية. من يسعى الى مواصلته، بدلا من مراقبة القرارات التي اتخذت، من يصر على عدم الانصات، عدم ابداء طول النفس – ينشغل بالسياسة الصغيرة وليس بمحاولة التحسين.