خبر انها السياسة أيها الأحمق -يديعوت

الساعة 09:28 ص|26 يوليو 2011

 

انها السياسة أيها الأحمق -يديعوت

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

        في ارض إسرائيل يكشف كل حفر عرضي في الارض عن عشر مدن خربة. تجتمع اليها كتائب من علماء الآثار والحريديين والمستوطنين وأنصار حماية البيئة. وتثور حول كل عظم أشواق وغضب وتصورات متصادمة. يصعب في دولة اسرائيل جدا الاحتجاج على شيء ما – مثل اسعار الكوتج أو اسعار السكن أو رسوم الدراسة في مؤسسات الدراسة العليا. من غير أن يُكشف فورا عن طبقات من الآمال، الكثير من الآمال ربما الكثير جدا. فهؤلاء الابناء وهؤلاء الجنود المسرحون / وهؤلاء المتقاعدون / وفيكي كانفو هذه/ واولاد الشموع هؤلاء/ وهذا "الجيل الكامل الطالب للسلام"/ بدأوا الاصلاح. انهم بدء المسيرة التي ستزيل القناع عن احلامنا. قد تستهينون بهذا لكن انتظروا.

هل يتظاهر الشباب من أجل السكن في تل أبيب؟ ها هي ذي الثورة الاجتماعية التي تقترب. انهم لا يقولون هذا حقا لكن من المحقق ان هذا هو قصدهم: فمن وراء المطالب الضيقة آفاق واسعة. لا شك في أن هدفهم الحقيقي هو العدل الاجتماعي، واعادة المجتمع الى طريق اشتراكي ديمقراطي، وانهاء الاحتلال وانشاء مجتمع اخلاقي من العدم، وابعاد حكم نتنياهو وليبرمان وباراك. ان هذه التوقعات الكبيرة – التي تكون مشحونة أكثر من مرة بتناقضات داخلية – تنتهي الى خيبة الامل اكثر من مرة.

أتذكر انه في ايام واحد من نضالات الطلاب الدورية التي طلب فيها الطلاب الجامعيون خفض رسوم الدراسة – والتي طلب فيها آخرون انه تكمن وراء الهدف المعلن الثورة القريبة – أتاني رؤساء الجمعية للتشاور. وتساءلت: لماذا تكتفون بنضال عن رسوم الدراسة. اذا كنتم تريدون ثورة كما يدعي فريق منكم أفليس أفضل أن تعرضوا مطالب أكثر جوهرية؟ مثل تمثيل مناسب في مؤسسات الجامعة وتغيير صورة الدراسة وسبل الترفيع بل ربما تغيير حقيقي للعلاقة بين المركز والضاحية. لا تحاربوا من أجلكم فقط، اقترحت. أنتم تتمتعون بتأييد واسع وباصغاء المجتمع كله. فهذه هي اللحظة لصوغ خطة تغير ترتيب الافضليات أو تثير على الاقل نقاشا حقيقيا.

اعتقد الطلاب الجامعيون ان هذه فكرة جيدة لكنها معقدة. لانه يصعب التوصل الى اجماع، ويصعب خلق تصور عام خلال حركة، ويصعب التغلب على باعث التوصل الى انجاز ما والرجوع الى البيت. وفي نهاية المطاف تلاشت التبجحات الثورية وعاد جمهور المشجعين الى بيوتهم ينتظرون جنرالا يساريا آخر أو ثورة يستطيع الجميع الاتفاق عليها.

في مجتمع عدم الايمان فيه بامكان التغيير الحقيقي هو جزء من العوامل الوراثية الجماعية، والامال فيه هي كبيرة جدا ومبلبلة جدا من الفور تقريبا، تسارع الريح الى الخروج من الاشرعة. ففي البدء توجد حماسة عامة – تقارير تشجيعية في وسائل الاعلام، وبيتزا بالمجان وتربيت على الكتف – وبعد ذلك أقل من ذلك كثيرا. لان التغيير الحقيقي يحتاج الى تفكير قبل ذلك، ويتطلب تحقيقا لامد بعيد، ويحتاج الى استعداد لتقليص ما يتفق عليه (يسهل الاتفاق على السكن ويصعب اكثر الاتفاق على القضايا الاخرى). يتطلب التغيير الحقيقي، بعبارة اخرى ذلك الشيء الذي يحجم المتظاهرون والمحتجون على اختلافهم عنه غريزيا – انه يحتاج الى السياسة.

اذا اردتم تغيير ترتيب الافضليات، فسيصعب عليكم جدا احراز هذا من الخارج. ستحصلون في الاكثر على خفض شيكل ونصف من سعر جبن الكوتج وبضع مئات الشواكل كل سنة من رسوم الدراسة. لا يمكن تغيير المجتمع اذا استمررنا في مقابل الاحتجاجات على التصويت لاحزاب مشغولة بالطمس على الواقع والتشويش على الرسائل لانه في نهاية المطاف من يحدد مصيرنا هم الناس في الكنيست الذين انتهوا منذ وقت قريب من سن سلسلة قوانين تهدد بضعضعة الديمقراطية ويقودنا مندوبوهم في الحكومة الى طرق مسدودة والى شفا جرف هارٍ. "انه الاقتصاد ايها الاحمق"، هذا كان شعار حملة كلينتون الانتخابية. انها السياسة، سيداتي وسادتي، لا سعر الشقق.